5 حكايات من منازل أسر شهداء ليبيا
٥٧:
٠٣
م +02:00 EET
الاربعاء ١١ ابريل ٢٠١٨
كتب - محرر الأقباط متحدون ن.ي
نشرت صحيفة اليوم السابع، تحقيقا عن أسر الشهداء الذين استشهدوا على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، في ليبيا، وزيارة الكنيسة التي تحمل اسمهم في قرية العور، والتي أمر الرئيس عبدالفتاح السيسى ببنائها، تخليدًا لروح 21 قبطيا ذُبحوا بقلوب باردة، بأيدى تنظيم "داعش" الإرهابى فى مدينة سرت الليبية قبل 3 أعوام.
ونشرت الصحيفة قصة مكالمة هاتفية جمعت الشهيد كيرلس بشرى مع والديه، في 2 يناير عام 2015، حيث طمأنهم فيها على حاله فى الغربة وزملائه الذين يعيش معهم فى غرفتين صغيرتين، وطمأن والديه بقرب عودته بينما كان يفكر فى الإرهابيين الذين يحولون بينه وبين تراب وطنه، حيث كان يقف الإرهابيون فى الطرق لإلقاء القبض على المسيحيين العائدين لبلادهم للاحتفال بأعياد الميلاد، فيما دعا الوالدان بعودة "كيرلس" سالمًا.
الحكاية الثانية كانت من منزل الشهيد "أبانوب"، والذي يجلس والده المزارع البسيط عياد عطية شحاتة، مع زوجته، ويقول: كان شابا يحلم ببناء حياته ويريد الزواج، ماذا كان سيفعل فى القرية؟ يتذكر مشقته منذ صغره "اشتغل ورا نجار شوية ومساعدا لحداد وأخيرًا مبيض محارة، تعب كثيرًا فى حياته"، مضيفا: "الظروف لم تساعدنى على عونه، لذا لم أعارض سفره حتى النهاية، فقد كان مؤهله الدراسى دبلوم صنايع، لكن ماذا سيفعل به؟!، هل سيوظفه هنا فى الأرياف؟!".
يروي "عم عياد"، لمن حوله عن نجله الآخر إبراهيم الذى صار قسيسًا بإحدى الكنائس بعدما التحق بالكلية الإكريليكية، فقد كان قبلها أحد خريجى كلية السياحة والفنادق الذين لا يجدون عملاً، لكنه يشكر الله فى صلواته دائمًا على ما منحه وأخذه منه، ويصطحب زوجته دوما للكنيسة القديمة التى تفضل زيارتها لقربها منها ولقائها بالأب "مقار" الذين يعتبرونه أبا للشهداء، فقد عايش تفاصيل آلامهم وأحلامهم بعودة رفات أبنائهم، ويتمسك المزارع بالدعاء كل صلاة.
الحكاية الثالثة كانت من منزل الشهيد يوسف، ويقول "ملاك شكري"، شقيقه الأكبر، إنه عندما كان الشهيد يوسف فى عمر الخمس سنوات، رحل والدهم وأصبح من وقتها هو المسؤول عن تربية يوسف وجميع أشقائه، وفى عام 2014 أدى الشاب العشرينى خدمته الوطنية وانطلق للسفر بحثًا عن رد الجميل لأسرته لا يهم ماذا يعمل؟ فالأهم بالنسبة له تأمين مصدر دخل يساعده فى بناء مستقبله. لا يلوم المزارع على نفسه السماح للشهيد بالسفر، فقد سبقه فى تجربة مماثلة بدولة الكويت، ثم عاد إلى الوطن مرة أخرى لرعاية الأرض التى رغم تأكيده أنها لا تعود عليه بالمكاسب المجزية.
أما الحكاية الرابعة فيرويها "عم سليمان"، والد الشهيد ماجد، فعندما أخبره الشهيد برغبته فى السفر، رفض فى بادئ الأمر، ومع إصراره تراجع عن موقفه، داعيا الله له بالتوفيق، ولم يكن يعلم وقتها أنه فى طريقه للحاق بوالدته التى توفيت منذ عامين. اعتاد والد الشهيد ماجد فى كل مشوار يرافق فيه أهالى الشهداء سواء لزيارة الكنائس أو الجهات الحكومية، ألا يردد سوى جملة "متعشمين فيك يا رب، الرفات ترجع تانى" ليطل عليها فى المزار بكنيسة شهداء الإيمان من وقت لآخر، ويؤكد أن نجله سيعذره أن لم يأت لزيارته فى مكانه الجديد، فقد اعتاد على الذهاب للكنيسة القديمة "العذراء"، لأنها قريبة منه وقدماه مازالت تؤلمه ولا يستطيع السير عليها طويلا.
الحكاية الخامسة كانت من منزل أسرة الشهيد ملاك إبراهيم، الذي ترك فليوباتير، نجله الوحيد، فى عمر العامين، لم تكن السفرية الأولى، فقد سبقها ثلاث رحلات للخارج بحثًا عن الرزق، لكن هذه المرة كانت الأخيرة، ولم يستمع وقتها لنداءات والده وتحذيرات أقاربه بضرورة عدم السفر، مثلما استجاب شقيقه الأصغر الذى كان لديه نفس الرغبة، إنما الشهيد اتخذ قرار الرحيل.
الكلمات المتعلقة