الأقباط متحدون - الأقباط المتحدون .... وأنا
  • ٠١:٠٨
  • الاربعاء , ١١ ابريل ٢٠١٨
English version

الأقباط المتحدون .... وأنا

نبيل المقدس

مساحة رأي

٤٥: ١٠ ص +02:00 EET

الاربعاء ١١ ابريل ٢٠١٨

  الأقباط المتحدون
الأقباط المتحدون
  نبيل المقدس 
        كعادتنا عندما يريد شخصا كتابة مقال أو موضوع يحكي فيه عن مدي صلته بشيء ما أو بشخص , يضع الضمير " أنا " قبل هذا الشيء أو هذا الشخص , فيقول مثلا " أنا ... و الحياة  أو أنا ..... وحبيبتي " .. لكنني هنا خالفت العُرف وبدأت العنوان في صدي هذا المقال بذكر الشيء الذي اريد أن أكتب عنه . فأخذت العنوان " الأقباط المتحدون ... وأنا " وذلك لقرب هذا الموقع من وجداني  منذ سنوات .. فأنا أري فيه المحبة الحقيقية المتبادلة وسماحهه لي أن أكون جنديا من جنود الكتاب العظماء الذين ينشرون مقالاتهم علي صفحاته, وأن أكون صديقا لهؤلاء المراسلين الشبا ب الذين ياتون بتقاريرهم عن الأحداث الجارية أول بأول .
 
      الأقباط المتحدون هو موقع الكتروني تعرفتُ عليه بالصدفة منذ 14 سنة تقريبا أواخر عام 2004 , كان الموقع عبارة عن صفحة بسيطة جدا  لكنها كانت مشبعة .. يسمح القائمون عليها عرض ونشر كل أرائهم .. لم يحجر مقالا أو موضوعا كان سياسيا أو دينيا أو إجتماعيا أو روائيا أو علميا . بهرني اسلوب اخراجه في زمن كان العمل في مثل هذا النوع من المواقع بدون إمكانيات متطورة في آليات الإخراج مما يصعب أن نري موقعا كاملا , لكن بمهارة القائمين عليه كانوا يعطونا منتجا منفردا يفوق الصعاب .. ومن عظمة القائمين عليه أنه لا يشعرك بينما أنت تقرأه أو تتصفحه أنك تنتقل من الجديد إلي الجديد في أسلوب النشر  .. عشت نمو وتحديث هذا الموقع درجة درجة , حيث  الكثير من المواد بدأت تنمو وتكثر بين صفحات هذا الموقع .. لدرجة أني وجدت نفسي  لا أحتاج اللجوء إلي مصادر اخبارية أخري من وسائل الميديا الأخري المسموعة أو المقروءة منها علي الساحة .. فهو يجمع كل نواحي الحياة التي جعلتني مرتاحا له فهو فعلا يشبعني ويكفيني الزاد اليومي من تحديث عقلي ووجداني.   
 
    هذا الأسلوب المتجدد دائما لهذا الموقع في التصميم وفي الرقي و في اقتناء ونشر المادة الأدبية والعلمية والسياسية والحريات ونبذ الإضطهاد   يجعلني اتوقف للحظة وأدرك أن هذا المجهود أكيد وراءه شخصيات أحبت و آمنت بالحق , وعشقت  مهنتهم وأحبوا الموقع نفسه وتعاهدوا أن يكملوا مسيرة من أنشأها  الذي وهب نفسه وماله وجهوده والغربة لكي يقيم هذا الصرح الكبير بمجهودات تلاميذه الذين جاءوا معه  و أخذوا علي عاتقهم أن يكملوا ما سلمه لهم هذه الأمانة بعد إنتقاله إلي ربه. 
 
    المهندس عدلي يوسف ابادير مؤسس هذا الصرح العظيم ..  نزل من صعيد مصر اسيوط إلي القاهرة .. حاملا علي أكتافه هموم اقباط مصر من إضطهادات ونبذ في عصر عبد الناصر , حتي وصل إلي الريس مبارك المخلوع بحكم التاريخ .. عمل بجدية حتي اصبح رجل أعمال , لكنه لم ينسي أن يدافع عن إخوته .. لاقي الكثير من النبذ من المسولين فهاجر هو وعائلته إلي سويسرا , وهناك بدأ نشاطه الجدي في الدفاع عن اقباط مصر .. فكان موقع " الأقباط المتحدون " أحد أعماله العظيمة لكي يكون مطرقة تتهاوي علي رأس كل من يتحشر بقبطي أو يزدري به لكونه قبطيا , كان المرآة التي تعكس احوال اقباط مصر إلي المؤسسات الحقوقية .. كان امينا في إظهار هذه الأفعال  .
 
       لا أستطيع أن أتكلم عن مَنْ هم الذين إستلموا هذا الإرث الصعب منفردين , صحيح هم ثلاث شخصيات مستقلة كل واحد عن الآخر , لكل واحد منهم له عمل يختلف عن الآخر .. لكنهم متوحدون في روح أسلوب العمل .. استطيع أن أقول وبكل صدق أنهم ثلاث اقانيم مختلفة في الشخصية لكن حب العمل هو المشترك بينهم .. لذلك من الصعب أن أتكلم عن شخص منهم منفردا فالكل واحد في العمل الواحد  ... اري المهندس عزت بولس الشخصية المهذبة , والذي يعرف تماما خبايا هذا العمل المعقد في فك حلول الكثير من المشاكل .. كما لا انسي أن اتكلم علي شخصية منفردة ذكية , صاحبة مسئولية المواجهة , انها الجميلة شكلا وكلاما الأستاذة الإعلامية باسنت موسي , وهي اول إعلامية فجرت برامج التوك شو في المواقع الألكترونية .. لم تبخل من الجهد في تصميم شكل البرامج , ونجحت بجدارة فيها .
 
     لا شك ان نجاح هذا العمل يحتاج إلي شخصية لها قبول خاص في تصدرها لطلبات المترددين علي الموقع .. إنها الإعلامية أماني موسي .. شخصية جذابة تقنع كل مَنْ له اي مشكلة بين العاملين  في تجهيز الموقع والإدارة . ذكاء وهي تعمل من ورا الستار , ولها قبول عند جموع المدعويين لمشاهدة والتمتع بالمنتديات . تضافرت ايديهم مع بعض لإخراج موقعا إحتل مكانة متقدمة بين المواقع الأخري  .. ولا انكر ان الكثير من المواقع الأخري تحاكي وتقلد الكثير من افكار الثلاثة العظماء .. عزت , باسنت , اماني . 
 
        نجح هذا الموقع الفريد في التغطية الشاملة لاحداث  بداية الثورة التي يقولون عنها 25 يناير مارة بأحداث كثيرة حتي يومنا هذا . غطت جميع الأحداث السابقة بمهنية عالية جدا حتي انه في كل صباح كان الكثير من زوار الموقع يتوجه فورا للموقع الذي تحلي بالشفافية الكاملة , لكي يعرف أحوال الأحداث التي كانت تدور حينئذ . وفي نفس الوقت عقد الموقع الكثير من المنتديات حيث كان يدعو كبار الشخصيات المعروفة في السياسة والإقتصاد .. كانت هذه المنتديات فرصة جميلة أن نلتقي بأعمدة الموقع المحترم مع التمتع بسماع وجدال الكثير من الكتاب السياسيين والإقتصاديين . ولا يفوتني بل اكون شاهدا أن موقع الأقباط المتحدون كان من أوائل المتصدرين لدحر الجماعة حتي وهم في أقوي حالتهم .. لم يهمه العواقب التي يمكن أن يحدث له جراء كلمته العالية والصريحة ضدهم . 
 
        اما حكايتي مع موقع الأقباط المتحدون  , والذي دل علي أخلاقيات المهندس عدلي ابادير العالية .. أني ارسلت للموقع خطابا موجه له بأنني اريد أن يكون لي الشرف أن ارسل بعض التأملات الروحية لنشرها في موقعكم الإلكتروني , لكن احب أن اعرفكم أنني انجيلي المذهب .. فهل تقبلونني ؟؟ . هذا نتيجة وسواس جاء في فكري أن هذا الموقع خاص بالأرثوذكس .. كان أملي أن اتلقي ردا من الموقع ضعيف جدا .. بعد يومين بالظبط بعد ما نسيت نتيجة إيماني انه سوف لا يرد علي هذه الرسالة  , وكالعادة في كل صباح  فتحت الميل لكي اتصفح ما يحويه , فوجئت برسالة الكترونية من شخص يُدعي علي ما اتذكر " محسن " الذي كان راس عنوانه اللإلكتروني .. قرأت سطرا وحيدا  يتكون من كلمات قليلة  .. " اهلا ومرحبا في موقعكم فهو موقع لكل المصريين " . إمضاء .. عدلي ابادير . ... ولم اتواني لحظة .. فقد أرسلت اول مقال لي الذي تم نشره ثان يوم ارساله . 
 
      إستمر الموقع يحارب ويشق طريقه الذي كان ليس سهلا , وخصوصا كانت هناك مواقع أخري تنافسها .. لكن تميز موقع الأقباط المتحدون بالتجديد دائما وابتكار اسلوب جديد .. إستمر الموقع حتي يومنا هذا بنشاطه وكثرة زواره , وفي نفس الوقت توقفت تقريبا المواقع الأخري من وجودها علي النت .
      الكتابة عن الأقباط المتحدون كثير جدا .. لذلك فأنا أحترم جدا هذا الموقع ولي الشرف العظيم أن اشارك بنسبة صغيرة جدا في مسيرتها الحضارية .. هذا ما يجعلني  ان اقدم الأقباط المتحدون في المقدمة ... ثم أذكر ضمير الأنا بعده . مما أدي بي أن أكتب عنوان هذا المقال " الأقباط المتخدون .....وأنــا "
 
تحية لهذا الموقع البسيط الكامل بإدارته والمراسيلين الذين ينتشرون داخل مصر , ولا انسي أن أقدم كل الشكر  لكتابها والعاملين فيها . 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع