الأقباط متحدون | عالم واحد والبشر سكانه
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٠٤ | الاثنين ٣٠ مايو ٢٠١١ | ٢٢ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٠٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عالم واحد والبشر سكانه

الاثنين ٣٠ مايو ٢٠١١ - ٣٦: ١٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : راندا الحمامصي
لو أننا نحلق في السماء بطائرة وأخذنا منظاراً ومن خلاله نظرنا إلى أسفل كى نرى ما نستطيع رؤيته من الأرض فماذا نرى؟ وماذا سنلاحظه ؟
سنرى مسطح ممتد من الأرض ليس به فواصل ولا حدود ،قطعة واحدة ممتدة طوال رحلة السفر ربما تفصلها الجبال والأنهار والمحيطات والأراضى الصحراوية ولكنها بلا حدود والناس يعيشون عليها ولكن حينما نقترب من هذه الأرض تتبين لنا كل الحدود وكل الفواصل والإنفصالات والتضاد والفوارق وكل ما يكرهه فؤادك. البشر بعضهم ينظر الى البعض الآخر كغرباء ومن ناحية اخرى نجد البعض يحارب بعضهم الآخر من أجل جزء صغير من التراب وتذهب ضحايا الحروب ألوف من الأرواح الإنسانية وفي النهاية تذهب الأرواح ويبقى التراب.
وفي زاوية أخرى نجد التفرقة العنصرية وصلت أوجها وما هي إلا انتهاك فاضح لكرامة الإنسان ، لقد مرت آلاف السنين ولم يذق العالم الانساني فيها طعم الراحة وكان السبب في عدم ارتياحه هو التعصبات على اختلاف أنواعها ، إن علم الانسان وعلم وظائف الأعضاء وكل هذه العلوم تعترف بإنتماء الإنسان إلى أصل واحد بمعنى أن جميع البشر هم عباد الله والله هو خالق الكل ورازق الكل كما أنه أيضاً رؤوف بالكل لا يفرق بين المؤمن والكافر إلا بالأعمال فهذه من الصفة الإلهية كالمطر عندما يهطل يصل إلى الزرع والشجر والحجر والمدر وكل حسب استعداده يستفيد من ماء الحياة ويستفيض . انما كل ما في الامر أن بعض الناس ما زالوا كالأطفال لم يصلوا الى مرحلة البلوغ يجب علينا ان نربيهم وبعضهم مرضى يجب أن نعالجهم حتى يظفروا بالشفاء والبعض جاهل يجب تعليمهم .
اذا نظرنا الى عالم الوجود نجد أن الالفة هي سبب الوجود والانفصال سبب الممات ، يتحقق وجود الإنسان مع امتزاج العناصر والذرات واذا تطرق اليها التحلل والتفريق يتلاشى جسد الإنسان ، فالجنس البشري يجب أن تتحقق بينه الألفة والمحبة وينفروا من العداوة والبغض كما أننا نلاحظ أن الحيوانات الأليفة في غاية الألفة مثل إجتماع ألف رأس من الغنم في مكان واحد أو حين تأوى ألف حمامة إلى وكر واحد ، ولكن الحيوانات الوحشية الكاسرة كالذئب والنمر والضبع تعيش منفردة مثلاً لا يعش ذئبان ذكران في مكان واحد ، فالألفة والمحبة تجذب البركة انما النفور يدل على الهمجية ، إن الله في منتهى السلام والصلح مع الجميع لماذا نحارب بعضنا بعضاً وهو رؤوف ورحيم بالجميع فلماذا نكون قساة القلب ؟
هلموا بنا لنترك كل الأفكار الموهومة وكل النزاعات التي تكون من أجل أوهام ، لننزه أنفسنا ونتشبث بالحقيقة ونتفق و نتحد ونستريح ونستظل في ظل خيمة التوحيد ونصبح جميعاً كتلة واحدة موحدة مترابطة .
أيجدر بنا نحن المنتمين إلى بني الانسان ( أشرف المخلوقات ) أن ننظر إلى الدم الإنساني الذي يراق من أجل التراب ، مع ان الحيوانات المفترسه لا تتقاتل من أجل التراب ويقنع كل بوكره . مع الاسف فإن الله الذي خلق البشر جعلهم أشرف المخلوقات إلا أنهم أصبحوا أسوأ من الحيوانات قسوة ، لأن الحيوانات المفترسة لا تفترس أبناء جنسها ، الذئب اذا إشتد توحشه لا يفترس في الليلة اكثر من عشرة خراف في حين أن الرجل الواحد يتسبب في قتل ألف نفس في لحظة واحدة . فبأي قانون يصح هذا الذي يجري في العالم ؟
إذا قتل انسان انساناً واحداً أصبح قاتلاً في حين إذا سفك دماء ألف شخص سموه بطلاً إذا سرق أحد مقداراً من الفلوس أصبح سارقاً في حين لو أغار على مملكه بأسرها سموه فاتحاً فهذه مصائب وآلام البشرية ووحشيتهم ناتجه عن عدم إيمانهم لأن الإنسان لو آمن بالعدالة الإلهية لما رضى بايذاء أي انسان ، اذن الحل يكمن أولاً في كيفية تغيير العالم المعاصر بكل ما فيه من أنماط الصراعات المتأصلة وجعله عالماً يسوده التعاون والإنسجام فحظر الأسلحة النوويه وتحريم استعمال الغازات السامة ومنع حرب الجرثومية لن يزيل الأسباب الجذرية للاختلافات ما بين الدول والشعوب وما هي الا حلول سطحية لأن العقل البشري إذا ما وظّف توظيفاً سيئاً فإنه يستطيع الإتجاه إلى الدمار والخراب وبإمكانه إختراع الكثير فالحرب الآن بالمفهوم الحديث لم تعد حرب أسلحة أو استعراض عضلات بل أن الحرب ممكن أن تكون أشرس من ذلك بكثير فهناك الحرب الغذائية ( التجويع ) والحروب الاقتصادية أو الصناعية.

القيم الإنسانية يمكن أن تكون كحلول للمشكلات الإجتماعية هذا ما يجب أن تتبناه البشرية للوصول إلى حلول صادقة وعمليه ، إذ يجب ازدياد الوعي لنقطة هامة وعي راسخ لا يتزعزع بوحدة الجنس البشري وهذا يتطلب منا التخلي عن العصبيات بكافة أنواعها ولا يعني ذلك طمس الفوارق التاريخية أو اللغة او العادات والتقاليد بين الدول بل إن هذه الفوارق هي التي تخلق التميز بين شعوب العالم ودوله بعضها عن البعض ، أتمنى أن أجد العالم خالياً من نار البغضاء ، عالماً خالياً من أسلحة الدمار ، عالماً يسوده المحبة والوئام .
الجميع متفق بأن الحرب سبب الدمار والخراب والصلح سبب العمران فمجرد العلم بالشئ لا يكفي فالانسان لا يصبح غنياً بمجرد أن يعلم أن الغنى شئ طيب ولا يصبح عالماً إذا عرف إن العلم ممدوحاً ولا يكسب الإنسان الصحة مجرد علمه بفائدة الصحة بل يحتاج إلى العلاج لا بُد لنا من وجود الإرادة والعمل على تحقيق مانريده وهو الحلم فى أن نكون جميعاً متحدين متفقين مترابطين كأفراد الجنس البشري ، كمواطنين نعيش في وطن واحد ، كأعضاء في عائلة واحدة ووطننا الأكبر الكرة الأرضية ولننظف وطننا من كل شوائب العناد والبغضاء والعصبيات والإختلافات الوطنية فجميع الأرض قطعة واحدة ووطن واحد ، لنحقق الحلم ونرفع علم وحدة العالم الانساني ويكون العالم عالم واحد وكل البشر سكانه .
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :