خطة الرئيس2-3
د. مينا ملاك عازر
٥٧:
١٢
م +02:00 EET
السبت ٧ ابريل ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
مرة أخرى أعود لمكالمة هاتفية أتتني، كنت أشرح فيها ما أراه واجب وعاجل وضروري العمل به وله في الأربع سنوات القادمة، تكلمت مع محدثي عن القصاص من سارقي الأحلام ومغتصبي الأموال، ومزيفي الوعي، وبمناسبة الوعي أنتقل لإعادة الوعي.
وأبدأ هنا بإعادة الوعي السياسي يا فندم، كلما تناقش اثنين حول الانتخابات الرئاسية السابقة،كان الرد جاهز من أحدهم لآخر، وهل هناك بديل لسيادة الرئيس؟ وهنا نبحث عن إعادة الوعي، فيجب أن يعي الجميع أن مصر ولادة، وسيادة الرئيس ومن سبقوه من رؤساء وطنيين نتفق أو نختلف حول قراراتهم وأفعالهم وطرقهم، إلا أن في كل فترة رئاسة لأحدهم كانت نفس الكلمة تتردد؟ هل هناك بديل وهو حايجي زيه؟ وكأننا نغفل أن نتعامل مع دولة محترمة بها مؤسسات سواء مؤسسات حكومية أو معارضة.
وبمناسبة المعارضة، فيجب أن نعيد الوعي للمعارضة الجادة المحترمة القوية التي من شأنها تقوية كل نظام تعارضه، ولا تقلل منه بشكلها الهزيل الواهن المتراخي المتخاذل المتواطئ مع بعض أجهزة الدولة في بعض الأوقات والمنفذة لأوهام البعض الآخر من الأجهزة، يا فندم في مصر مئة وأربعة حزب سياسي لا قيمة ولا قدرة لها ولا هوية،ولا حتى فاعلية في الشارع السياسي، ولا قدرة على الحشد، صحيح هذا قد يبدو في مصلحة النظام لكن هذا في حالة الأنظمة الديمقراطية التي تخشى من الضغط الشعبي التي تسير على عكس هوى الشعب، أما نظام ديمقراطي يحكم أعرق بلد في العالم، فيجب أن يكون سعيد بمعارضته القوية الصلدة وينميها ويخفف بل يرفع عنها القبضة الأمنية.
وبمناسبة القبضة الأمنية، لم أطالب بالقصاص ممن تخاذلوا في مكافحة الإرهاب وقت ما، فما جرى قد جرى، ولن أطالب القصاص ممن أساءوا لصورة مصر عندما عرقلوا وطفشوا إعلاميين بقامة يسري فودة وريم ماجد ومحمود سعد وإبراهيم عيسى وليليان داوود وغيرهم، لكن أطالب بتغيير شامل في منظومة الإعلام والإتيان بعناصر حرة لا تعمل بتوجيه ووفق لحسابات شخصية ولا أمنية، وقطع يد الأمن وأصابعه التي توجه كثير من الإعلاميين الذين بالمناسبة باتوا محروقين ولا قيمة لأجورهم العالية لأنهم لم يعودوا مؤثرين في الشارع كما سبق، وكل هذا من شأنه إعادة الوعي للشارع المصري وتقوية فرص المشاركة في الانتخابات دون الدعاية والرشاوي وخدمات المحافظين ورجال الأعمال ورحلات العمرة وغيرها لأن الأمر سيكون أكثر جدية وأكثر تنوع في الرأي، ويضمن دون تدخل الداخلية والأجهزة الأخرى عدم وصول فصائل إرهابية مرة أخرى لسدة الحكم.
بمناسبة الفصائل الإرهابية هذه، أعرف أن خوف بعض الأجهزة من تجربة انتخابات 2012 التي أوصلت الجاسوس وجماعته للحكم تدفعهم دائماً للتدقيق في شخصية متولي الترشح للانتخابات بشتى صورها، ومن ثمة فإعادة الوعي يخفف الضغط على هذه الأجهزة، فمتى عاد الوعي وانتعشت الروح يستطيع المواطن أن يختار دون النظر للزيت والسكر –خاصة إذا تحسن المستوى الاقتصادي له وللبلد- ودون النظر لأفكار تكفيرية أو متدينة كاذبة من باب الدعاية الفاشية الداعمة لأحد في الانتخابات.
صديقي القارئ، أتوقف عند هذا الحد في هذا المقال، ونلتقي فيالمقال القادم بإذن الله إن عشنا وكان لنا نشر، نلتقي حول الخطوات العملية.
المختصر المفيد متى تعود الروح والوعي لشعب تربى بالفطرة على الديمقراطية والحرية؟ وعودوا لعصر الملكية لتتيقنوا من صدق كلامي.