دعوهم يفرحون بسبت الفرح
مدحت بشاي
٢٦:
١٢
م +02:00 EET
السبت ٧ ابريل ٢٠١٨
مدحت بشاي
اليوم السبت يحتفل المسيحيون بيوم روحي مبهج ومؤنس وموحي لهم بالبشر بقيامة السيد المسيح ، فهو اليوم الذي تدحرج فيه الحجر عن قبر السيد المسيح ليخرج نور باهر يُغشي عيون حراس القبر.. والسبت في الطقوس اليهودية هو يوم العبادة أو هو اليوم الأسبوعي المقدس ، فعند غروب الشمس من يوم الجمعة تبدأ ربة البيت في إشعال شموع السبت، وتسمى نور السبت أو أضواء السبت. The Sabbath light وهي مصابيح خاصة أو أضواء مضافة . وتحت تلك المشاعل تدعو في صلاتها أن يبارك الله عملها وأسرتها.والصيغة المألوفة لديهم هي : يا الله يا ربنا، يا ملك الكون، يا من قدستنا بوصاياك، وأوصيتنا أن نضيء يوم السبت، وكلمة سبت معناها الراحة، ولذا فهذا اليوم هو يوم الراحة من الأعمال. والاحتفال الديني للأسرة، ومع أن كثيراً من الأعمال يحرم مزاولتها ، ولكنه ليس يوم كآبة، بل هو وقت سرور و غبطة ، ويستمر هذا اليوم حتى غروب شمسه..
جاء في إنجيل متّى .66ـ62:27 في الغَد - أَيْ بَعْدَ التَّهْيِئَةِ لِلسَّبْت - ٱجْتَمَعَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ لَدَى بِيلاطُس،وقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّد، لَقَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ المُضَلِّلَ قَال، وهُوَ حَيّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَقُوم.فَمُرْ أَنْ يُضْبَطَ القَبْرُ إِلى اليَوْمِ الثَّالِث، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلامِيذُهُ ويَسْرِقُوه، ويَقُولُوا لِلشَّعْب: إِنَّهُ قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، فَتَكُونَ الضَّلالَةُ الأَخِيرَةُ أَكْثَرَ شَرًّا مِنَ الأُولى!».فقَالَ لَهُم بِيلاطُس: «عِنْدَكُم حُرَّاس، إِذْهَبُوا وٱضْبُطُوا القَبْرَ كَمَا تَعْرِفُون».فَذَهَبُوا وضَبَطُوا القَبْر، فَخَتَمُوا الحَجَرَ وأَقَامُوا الحُرَّاس.
فى يوم سبت النور (السبت الذى يسبق مباشرة عيد القيامة) يخرج نور عظيم من قبر السيد المسيح بكنيسة القيامة بأورشاليم، هذا النور يضئ شموع زوار الكنيسة، يضيئها فى شكل رائع جدير بالمشاهدة ، وعليه يأتي المسيحيون من كل قارات الدنيا ، ليعيشوا أحداث أسبوع الآلام ، ليروا دراما أحداثه التي عرفوها وحفظوها منذ نعومة أظفارهم مكتوبة في كتابهم المقدس ، ولينالوا بركة معايشة وتذكر آلام فاديهم السيد المسيح وصولاً لمشهد سبت النور والفرح وانطلاق النور من قبر السيد المسيح ، إلا المواطن المسيحي المصري ، فقد قررت كنيسته أن تعاقبه بالحرمان لفترة ما تقدرها من أداء أهم شعائر وطقوس المسيحية لوقام بتلك الزيارة ، وهو الأمر الذي يخشاه كبار السن أن يتوفاهم الله وهم تحت العقاب محرومون من نعمة التواصل مع كنيستهم وطقوسهم وحياتهم الروحية .. وهنا أود التوقف عند الأمور التالية :
• أود التنويه والتذكير بأن القرار الوطني والتاريخي بوقف زيارة الأقباط للقدس كان قد اتخذ في عهد البابا كيرلس السادس ، عندما قامت إسرائيل بضم القدس لأراضيها وتهويدها وغيرت وضعها قبل عام 1967 م ، قام البابا كيرلس السادس بالاتصال بالكنائس العالمية وحكوماتها لكى تقوم بتأييد عدم ضم القدس للأراضى اليهودية وأدلى قداسته بالعديد من الأحاديث الصحفية , وللتلفزيون الفرنسى من أجل الحقوق العربية فى مدينة القدس وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ، وبسؤاله " ماذا عن الإتصالات الدائرة الآن بين قداستك وقداسة البابا بولس السادس ؟ .. كانت الإجابة : بخصوص القدس ، لقد استنكرنا ونستنكر ولسوف نستنكر دائماً إحتلال إسرائيل للقدس وإعتداءاتها على مقدسات المسيحيين والمسلميين وإنتهاكاتها للخدمات فى الأراضى المقدسة , ولقد أبرزنا رأينا واضحاً صريحاً أننا نريد القدس فى الأيدى العربية , ولذلك قررنا الإمتناع عن الحج إلى القدس إحتجاجاً على الوضع الراهن " حديث ابو الحجاج حافظ - مع قداسة البابا كيرلس أحاديث وأحداث تاريخية 1968 م " .. واستمر موقف الكنيسة هذا تجاه ذهاب الأقباط إلى القدس فى حبرية البابا شنودة الثالث أيضا حيث رفض السماح بذهاب الأقباط إلى القدس للتقديس أى استمر الأقباط فى إحتجاجهم منذ أن أعلن البابا كيرلس هذا القرار سنة 1968 م وحتى اليوم ..
• نعم ، إنها الكنيسة المصرية الوطنية عبر كل العصور ، فوطنيتها لم تبدأ بمقولة " أننا لن نذهب إلى القدس إلا بصحبة إخواننا المسلمين " .. وعليه ما كان ينبغي أن تخرج تصريحات الكنيسة الأخيرة تعقيباً على أنباء حول زيادة أعداد المسافرين المسيحيين للقدس بعد انتقال راحلنا العظيم قداسة البابا شنودة الثالث ، للتأكيد على استمرار العمل بقرارات قداسته بشأن منع الزيارة دون التنويه عن تاريخية القرار وارتباطه بالقرار الإسرائيلي بضم القدس ، بما يحمل من نكران للدور الوطني لقداسة البابا كيرلس السادس ..
• لقد كنت أتصور أن الكنيسة ، وبعد ثورة 25 يناير وخروج شبابها عن دوائر البث الكنسي في الشأن السياسي إلى حضن الوطن..وبعد أن تركتهم يغضبون ويثورون ويعتصمون ويطالبون بحقوق المواطنة الكاملة مع أخوتهم أبناء الوطن الواحد ..كان ينبغي ألا تستمر العقوبات الدينية والروحية عقاباً للمتجاوزين لقرار سياسي أو وطني .. لقد كان مُهيناً أن يُعلن على سبيل المثال من خالف ذلك القرار اعتذاره عن فعلته على صفحات الجرائد ، فالمسيحية التي جعلت الاعتراف للأب الكاهن ( أب الاعتراف ) في سرية تامة لايمكن أن تسمح بالتجريس ! .. كنت أتمنى ألا أقرأ الخبر التالي " أكد الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة، وعضو لجنة الإعلام بالمجمع المقدس، أن المجمع سيحدد فترة الحرمان من التناول لكل مخالفى قرار البابا بالسفر إلى القدس، مشيرا أن المسافرين اعتقدوا أنه برحيل البابا شنودة تكون قراراته قد زالت بشأن تحريم الذهاب للقدس بتأشيرة إسرائيلية، لكن قرارات البابا هى قرارات المجمع المقدس، ولن يتم الالتفاف حولها أو تجاهلها بأى حال من الأحوال " !!
• لقد عبَّر رياض يسى، أحد المسنين الأقباط بقرية السلامية بقنا لــ"بوابة الأهرام"، عن حزنه الشديد لرحيل قداسة البابا شنودة الثالث رغم قيامه بمنعه من السفر للقدس لأخد "البركة" من الأراضى المقدسة في فلسطين المحتلة.وأضاف يسى (78 سنة) ، لافتا أن الحقبة النا