خواطر ’غير دينية ولا نفسانية ولا عاطفية ’ فى مسائل مصيرية !
البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين
الجمعة ٦ ابريل ٢٠١٨
خواطر من الاسبوع العظيم
خواطر ’غير دينية ولا نفسانية ولا عاطفية ’ فى مسائل مصيرية !
رسالة الى كل تلاميذ يسوع المستترون !
الأب أثناسيوس حنين
احتفينا هذا المساء بصلاة غروب يوم الجمعة العظيمة . وقرأنا الاثنى عشر الانجيل التى تدور كلها حول حياة والام السيد المسيح وقد نجح الانجيل الحاوى عشر فى سبى اهتمامى ’وهو الموضع الذى يشير فيه يوحنا الى (ثم أن يوسف الذى من الرامة وهو تلميذ يسوع المستتر (..ولكن خفية) لسبب الخوف من اليهود .سأل بيلاطس أن يأخذ جسد يسوع ) يوحنا 19 ’ 38 ) سبب اختفاء يوسف هو (الخوف !) من مين ؟ من اليهود ومن بيلاطس(ليس كل اليهود بل رجال الدين اليهود !لأن من اليهود من تبع يسوع ) ! بكلام أخر من رجال الدين ورؤساء الكهنة وحكام عصره المتسلطين ! خرج يوسف من مدرسة يسوع المستترة ’ لكى يقف أمام عتاة الأرض ’ المسكونة وقتها ’ من رجال الدين وأرباب الفتوى ’ ومن رجال السلطة وزبانية التسلط !.ويضيف مرقس فى بشارته اضافة قوية حينما يقول (تجاسر ودخل الى بيلاطس وطلب جسد يسوع ) مر15 ’43 . لا يوجد مكان للجبناء ومساحين الجوخ ضمن تلاميذ يسوع.
يبدوا أن الصخب الذى يصاحب أحداث صلب يسوع وعلو أصوات الخونة من رجال الدين ورؤساء الكهنة ’ والظلمة من رجال السياسة والهة العسكر’ وجمعهم تلميذ مشهور ليسوع وهو يهوذا فى تحالف ردئ كثيرا ما غير وجه التاريخ الانسانى ودفن تحت أنقاضه أشرف الرسل وأنجب التلاميذ وأذكى العلماء وألمع العلمانيين وأطيب وأقدس النساء والصبايا!!! ’ نقول يبدوا أن وقاحة التلميذ الخائن وارتباطاته الساقطة والواطية مع رجال الدين والسلطة ’ قد سبب ’ كما هى العادة ’ شبورة كبيرة على شخصية التلاميذ الخفييين الحقيقيين ! يوسف ’ جوزيف ’ يوساب ’ وجاء أيضا نيقوديموس ’ تلميذ مستتر أخر ’ الذى كان قد جاء أولا الى يسوع ليتتلمذ ليلا ’ الواحد طلب جسد يسوع والثانى جاء بالاطياب ’ ولا هم للاثنين الا تكريم جسد يسوع الغريب !رجال الدين يستفزون مشاعر الناس بينما رجال السياسة يثيرون غرائزهم !’ فى سيمفونية رديئة شكلت الكثير من حقبات التاريخ البشرى وقلبت جغرافية الكون رأسا على عقب. وهل ننسى أن رؤساء الكهنة والشيوخ قد حرضوا الرعاع ’ حسب النص الاصلى ’ على أن يطلبوا باراباس ويقتلوا يسوع(متى 27 ’20) . بينما تلاميذ يسوع الحقيقيون أمثال يوسف ونيقوديموس وزوجة بيلاطس مستترون ويعملون وهم صامتون ’ يكرمون جسد يسوع أكثر من الكثيرين من أشباه التلاميذ المشاهير وأصحاب الصوت العالى وأرباب الشعارات والذين امتلأت أياديهم رشوة كما يقول المزمور !
اذا قبلنا أن يسوع قد حمل فى جسده كل البشرية ’ تصير البشرية جمعاء هى مدرسة يسوع المتجسدة فى تاريخ الناس ’ تلاميذ هذه المدرسة هم كل انسان أتيا الى العالم ’ العالم فى معمله والباحث فى هيكل علمه والعامل الشريف والمخترع والطبيب والمهندس والضابط وعامل النظافة والست الشريفة والحاكم الامين ورجل الدين القديس وكل من يساهم بشكل او باخر فى تطبيب وتطييب جسد يسوع فى كل انسان ! ’ يصير السؤال عن وجود تلاميذ مختارين للخلاص وتلاميذ معينيين للهلاك ! لا معنى له ! الامكانيات الالهوانسانية متاحة لكل التلاميذ ’ ومنهم من يستثمر طاقاته للتحالف مع سلطة رجال الدين وتسلط الحكام ’ لكى يقتل يسوع ’ ومنهم من يقف أمام الحكام ليطلب جسد معلمه ’ ومنهم من يذهب ليلا لكى ما يطلب جسد يسوع أى جسد البشرية ’ لكى ما يكرمه ويرطبه بالعطور وبالتعاليم اللاهوتية والانسانية الراقية ! لا تقتصر التلمذة الخفية على الرجال بل هناك أمرأة ’ وليست أية أمرأة ’ بل زوجة بيلاطس ’والتى حذرت زوجها (أياك وذلك البار لأنى تألمت اليوم كثيرا فى حلم من أجله )متى 27 ’19 ! أمرأة صادقة زوجة حاكم مستبد ! العادة أن الحكام المستبدون والملوك العتاة والأمراء فى البادية ’ لا يسمعمون للشريفات العفيفات بل للمومسات الساقطات والعشيقات والحريم ! ولقد أدرك الفرنسيون دور المرأة الساقطة ’ تلميذة شيطان الغواية ’ فى تغيير مسار الاحداث التاريخية ’ فقالوا (أبحث عن المرأة!)
مدرسة تلاميذ يسوع المستترون ’ هى امتداد لناسوت يسوع فى التاريخ ’ وأذا كان المسيحيون جادون فى قبول المسيح كخبر وكخبرة ’ خبر تاريخى فى الناسوت وخبرة حياتية فى اللاهوت ’ فى شخص المسيح الواحد ’ تكون كل البشرية مدعوة للتلمذة ليسوع ’ كل البشر هم تلاميذ يسوع حسب الطاقة والعطية ’ وعليهم أن يحولوا الطاقة الى فعل ودرس وسهر وبحث (لاهوت الخراف الأخر !). ولا يحق لنا تقسيم البشر الى تابعين وضالين ! أصدقاء وأعداء ! مؤمنين وكفار! بل كل البشرية صارت جسد يسوع الحى والتلمذة ’ أصبحت ’ بعثة سماو- أرضية مجانية ’ للجميع ! تطول مدتها أو تقصر ’ حسب ذكاء وهمة وشطارة التلميذ المبعوث !
هذه رسالة رجاء الى كل تلاميذ يسوع المختبئين والمستترين مع يوسف خوفا من سطوة رجال الدين ’والأتيين الى يسوع ليلا مع نيقوديموس ’ خوفا من بطش السياسيين والحكام ’ والساهرون مع أمرأة بيلاطس تحلم بيسوع ذلك البار ! أنتظروا الرب ! تشجعوا ! فتشوا الكتب ’ أقرأوا علامات الزمان بذكاء يليق بمعلمكم ’ قفوا امام الجميع بحب يليق بدعوتكم ! اطلبوا جسد يسوع فى كل انسان ’ بجسارة تليق بايمانكم ’ لكى تطببوه وتطيبوه وتمسحو كل دمعة من عيونهم ’ وسيأتى اليوم الذى ’ ستصيرون فيه ’ بقيامة يسوع فيكم وبكم ’ صناع الحدث ومركز القرار ’ بل وصناع الرسالة ومبشرون بلاهوت المستقبل وخادمون جسد يسوع الذى هو ’ حسب لاهوتنا ’ الكنيسة ’ جسد يسوع الممتد فى تاريخ الناس .