الأقباط متحدون - قام المسيح لتفرح السماء و الأرض
  • ٢٣:٣٢
  • الجمعة , ٦ ابريل ٢٠١٨
English version

قام المسيح لتفرح السماء و الأرض

أوليفر

مساحة رأي

١٧: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ٦ ابريل ٢٠١٨

قام المسيح
قام المسيح

Oliver كتبها
- الجبال فى الأرض تترنم .القوات السمائية تتهلل.لم يعد فوق الجلجثة دم بل صار فى البستان قبر فارغ و الجبار جالس قرب مدخله.فى السماء تمجيدات ملائكية لا  تنقطع فالإبن عاد إلى مجده الذى يعرفونه آخذاً فيه جسم بشريتنا.الآكام فى الأردن ترقص و فى مصر تُسمع ترنيمة جديدة.النفوس العطشى وجدت بنبوعها و للجوعى غذاءاً أبدياً.

رئيس الملائكة ميخائيل فى البستان يرفع حجر القبر ليدرك زواره أن المسيح ليس ههنا لكنه قام كما قال.يمضون كأنهم فى حلم.يفرح المدان ببراءته ,يفرح الأسير بحريته,يفرح المريض بشفاءه,أما منتظر القائم من الأموات فلا وصف لفرحه بلقاء المسيح .

- الرب يسوع فى البستان.لم تعد جثسيمانى متفرقة بين الأحزان و الزلزال.هو قائم في البستان بذاته فى مجد التجلى.الرب نور.الجسد نور.الثوب نور.القيامة غيرت كل ما فيه إلا محبته.مكسواً بالمجد و الإبتسام وقف الرب في البستان.متجلياً و ليس متخلياً .يخاطب النسوة برقته المعهودةلكي يخبرن تلاميذه أنه قام.القائم من الأموات طمئن النسوة أولاً لأنه يترفق بالإناء الأضعف.

- كلمات الرب بعد قيامته قليلة لكن قوتها كافية لتؤهلنا لأمجاد القيامة.مع كل كلمة ينطقها وفرة من القوة و الفرح الكثير الذى يزيل هوان الحزن و إنكسار النفس.قوة كلماته تحمل المريمات فى الأرض الوعرة فيتقافزن فوق الحجارة كالأيائل .يذهبن و يرجعن مرات عديدة و فى كل مرة يأخذن قوة لا وصف لها.فلم تهدأ المجدلية إلا حين سمعت إسمها يخرج من فم المسيح المنتصر حينئذ إستراحت و ذهبت مع تلاميذه إلى الجليل.

- رئيس الملائكة أعلن قيامة رب الملائكة.أخبر المريمات و شهد لنا أنه ليس في القبر لأنه قام.رأت الملائكة المجدلية فسألت لماذا تبكين.أما علمتِ أنه ليس هو ههنا.لم يأخذه أحد فهو سيأخذ كل من يقبله معه.لا يستطيع أحد أن يسرق المسيح الذى بالأمس أوصى بنات أورشليم أن يبكين علي أنفسهن أما اليوم فلا تبكين يا بنت أورشليم المجدلية فقد قام و محا الخطية و غلب الموت.لقد ولى زمن الإنهزام و بطل اليأس و صار المستحيل ممكناً و الموت عند أقدامنا متذلل.ها هو سيدنا يا بنات أورشليم وحده في البستان.لا يطارده أحد الآن بل هو واقف فى مجد عظيم ينتظر كل أحد أن يطلبه فيكون له قيامة و حياة.

- سؤالين وحيدين سألهما المسيح بعد القيامة.الأول لكل نفس كما سأله للمجدلية.لماذا تبكين؟ ماذا ينقصك بعد القيامة و علام تتحسر النفس؟ لماذا تبكين بكاء الخاسر بينما المسيح أعظم أرباح النفس متاح قدامها.من تطلبين؟ جيد أن نعرف من نطلب و ليس ماذا نطلب.نجاتنا في (من) و ليست فى (ماذا).المسيح هو طلبة النفس إذا ساقتها مرارتها للبستان.لنفحص أنفسنا .من نطلب.لأن البعض يطلب ذاته و البعض يطلب آخر أما اليوم فلنقف لنتعلم من المسيح أن نطلب المسيح.

- السؤال الثانى كان لتلاميذ رب المجد هو سؤال للخدام و الخادمات بكل درجة و نوع.سأله الرب و هو مستعد أن نشاركه كل ما له.سأل تلاميذه :يا أولادى هل عندكم طعاماً؟  إنه نفس السؤال: هل عندكم المسيح؟لكي منه تعطوا عبيده طعامهم فى حينه.هل عندكم هذا الشبع لكم يا تلاميذ المسيح و لكل من تخدمونه؟ليس مطلوب أن نقدم للناس شيئاً بل شخصاً.نقدم مسيحاً بكل صوره.نقدمه شافياً نقدمه سامرياً نقدمه حاملاً أتعاب غيره نقدمه حبيباً حنوناً.لا نقدمه بالكلام بل بالفعل و القوة.و يعود بنا السؤال : هل عندكم طعاماً؟لأنه إلى المسيح المشبع الذى متي نثبت فيه نشبع منه و نجوع إليه.

- لوحة الخلاص مرسومة بالأكفان في القبر..كان التلميذ العظيم يوسف الرامى قد إشترى لفافة من كتان لف المسيح بها ثم وضع جسده في القبر.لم يكن هناك وقت لتطييب الجسد لأن السبت قد أوشك فتركه هكذا إلى الأحد. لم تكن حاجة لتطييب الجيد لأن المرأة القديسة ساكبة الطيب قد سبقت الموت و كفنت المسيح حياً و صارت سطراً هاماً في كتاب خلاصنا.عند الفجر قام المسيح .لف لفافة الكتان في جانب و أما المنديل الذى كان على رأسه فوضعه وحده في زاوية .كان الناموس موضوع للموتى لا الأحياء.كأنه الكفن.كانت شريعة الناموس عبادة جسدية كالأكفان أما إنجيل المسيح فهو منديل رأسنا.فلما قام المسيح لف الكفن ليكون رسالة  أنه أتمم الناموس بالقيامة.أما المنديل الذى كان على الرأس الموضوع وحده فهو يشير إلى فكر العهد الجديد.فكر المسيح أى الإنجيل.كأنه يقول إذ لا دينونة الآن علي الذين هم في المسيح يسوع.فالكفن بعيداً عن الرأس و كل من يتحد بالرأس.لأن المسيح الرأس لم يمت موت العهد القديم بل الجديد هذا ما رآه التلميذان بطرس و يوحنا حين اسرعا إلى القبر فإذا هو مفتوح. القبر المفتوح هو قبر بلا سلطان و ليس كقبور العهد العتيق.الحجر المدحرج هو عقدة الموت التي إقتنصتنا فى القديم و قد زالت عنا .ها نحن نري ملاكين في الموضع الذى كان اليهود يحسبونه نجاسة فلم يعد الموت نجاسة لأن المسيح قام بل صار ربحاً إن كان شركة فى موت المسيح.فى البستان زهرة وحيدة للحياة هى شخص ربنا الحبيب قائم من الأموات يمنح نعمة العهد الجديد فلنترك الأكفان و الأطياب القديمة لأن مسيحنا تكفن حياً و مات حياً و قام حياً.

- باركوا لنا يا ملائكة الله لأننا أبناء القيامة.هنئوننا لأن مسيحنا حى معنا لا يغيب.هو القائل لكنيسته ها أنا معكم كل الأيام.فاليوم هو معنا و غداً و إلى الأبد.لأنه قام كما وعد.إنتصر لأنه خرج غالباً و رجع إلى أبيه غالباً.تبادلوا مع السماء أيامكم.فعيد القيامة يوم سمائي لا أرضى.مسيحنا سمائي و قد جعلنا نحن أيضاً سمائيين.عيدنا هو الإنتصار على الخطية.قيامتنا هى في الإلتجاء لأعظم بستانى فى الوجود.نصرتنا فى قيامته .رجاءنا في وساطته.شكراً لك يا ربى يسوع لأنك سحقت الموت سحقاً و قمت بعز و قوة.

- أهنئ أشخاصكم المباركة في المسيح يسوع.الذى منحنا أن نذوق بهجة قيامته لنعيشها بالنعمة والرجاء.أفرح معكم و أكرر ما تعلمته منذ الصغر من كنيستي الجميلة أن المسيح قام بالحقيقة قام.إخرستوس آنيستى آليثوس آنيستى.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع