عميد "شريعة الأزهر": الاحتفال بشم النسيم جائز ومشروع
أخبار مصرية | صدي البلد
الخميس ٥ ابريل ٢٠١٨
قال الدكتور عبد الحليم منصور ، أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، إن المصريين يحتلفون في أبريل من كل عام وفي بدء فصل الربيع، بشم النسيم ، ويخرجون جماعات إلى الحدائق العامة ، والمتنزهات ، ويتناولون فيه الأطعمة والأشربة المحببة لهم في هذا اليوم مثل الأسماك ، والبيض ، وغيرها من ألوان الأطعمة التي تعد لهذا اليوم خاصة .
وأضاف منصور، فى بيان له، أن بعض من يتصدرون للفتوى في وسائل الإعلام وغيرها ، يكدرون على الناس فرحتهم في هذا اليوم ، فيطلقون فتاواهم بحرمة الاحتفال بهذا اليوم ، معللين قولهم : بأنه لا توجد أعياد في الإسلام سوى الفطر والأضحى ، وأن في هذا الاحتفال تشبها بغير المسلمين ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ، إلى غير ذلك مما يسوقه القائلون بهذا الاتجاه .
وأكد، أن الاحتفال بهذا اليوم جائز ومشروع ، وذلك لأن يوم الربيع ، أو يوم شم النسيم كما يطلقون عليه هو عيد اجتماعي كغيره من الأعياد الاجتماعية الأخرى، مثل يوم المرأة ، ويوم الأم ، ويوم اليتيم ، ويوم النصر ، ويوم العمال ، وغيره من الأيام التي لها دلالات اجتماعية في نفوس المصريين، وليست أعيادا دينية على النحو الذي يردده البعض.
وشدد على أن ما يردده القائلون بالمنع والحرمة لا أساس له من الصحة ، لاسيما وأن الأكل والشرب والخروج للتنزه في إطار ضوابط الشرع كل ذلك جائز على مدار العام لعموم قوله تعالى : "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" فهو يتناول كل أيام العام ، ومنها يوم الربيع ، ومن ثم فتخصيص هذا اليوم بالمنع يكون تخصيصا بغير مخصص فيكون غير مقبول.
كما قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تحرِّموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} المائدة : 87 وقال { قل من حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} الأعراف : 32 وهذا كله ليس مقيدا بوقت دون وقت ، ومن ثم فإطلاق الآيات لم يأت ما يقيده من النصوص الشرعية ، فيبقى الأمر على مقتضى الإطلاق سالف الذكر .
وورد أيضا أن عمرو بن العاص رضي الله عنه - والي مصر من قِبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه- يخطب المصريين في كل عام ويحضّهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع؛ كما أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب".
كما أن ما يردده القائلون بالمنع بأن هذا الاحتفال تشبه بغير المسلمين ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ، فهذا الكلام غير سديد لأن المراد التشبه في أمور العقيدة ، أما سائر أمور الحياة ، فلا بأس فيها بمتابعة غير المسلمين ، ولقد ورد في صحيح البخاري :" أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحب متابعة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء".
وحذر أستاذ الفقه المقارن، من التحرش الذي يحدث من الشباب والفتيات فى هذا اليوم، وكذا من الاختلاط المذموم بين الرجال والنساء ، فضلا عن عدم تناول أي مأكولات فاسدة ، أو منتهية الصلاحية ، أو تقديمها للآخرين هبة ، أو بيعا ، حفاظا على الصحة العامة للمواطنين التي هي مقصد أصيل من مقاصد الشرع الحنيف ، فضلا عن عدم تعطيل المرور ، أو أي مرفق من مرافق الدولة يؤدي دورا بانتظام واضطراد ، أو تعكير الأمن العام ، أو صفو حياة المواطنين وسلامتهم.