( بقلم : سامح سليمان )
ببراعة فائقة جسد فرانز كافكا عمق مأساته الخاصة ومأساة العديد من البشر في رائعته الخالدة ( الإنمساخ ) ، رواية الإنمساخ هي تعبير دقيق وبليغ عن حين يصير المرء شيئاً، حين يصير المرء مفعولاً به ،وسيله لجلب المال للأهل،ترس فى ألة العمل الجهنمية الطاحنة،حين يفرض عليه كل شيء كما فرضت عليه الحياة ذاتها،عبداً للاسرة وللعمل وللمجتمع بأكملة ،يعرض لنا كافكا في رواية قصيرة كتبت عنها العديد من الدراسات كيف تمسخنا أثقال الحياة وعبودية البشر والأشياء وتفقدنا الوعي والروح والكينونة التي يمتاز بها الإنسان عن باقي الكائنات،تبدأ الرواية باستيقاظ جريجور من نومه فيجد نفسه قد تحول إلى حشرة ضخمة،تحول إلى حشرة كجسد بعد أن تحول إلى حشرة في النفس والروح،لن أتمكن أبداً من نسيان مشهد إدراكه لتحوله إلى حشرة ومعاناته مع النزول من السرير،وأيضاً مشهد الأستماته في الحفاظ على بقاء الأطار الذي يحوى صورة المرأة داخل غرفته ومقاومته لتغيير أسرته لمكانه كمحاوله للحفاظ ولو على قدر ضئيل من الذاتية والقدرة على اتخاذ القرار _ بخلاف أن كافكا كان يعاني من غريزته الجنسية المتقدة _ في البداية يمتص الأهل الصدمة ويتم التعامل مع جريجور بلطف،ولكن سرعان ما يمل الأهل ويظهر إنمساخ الأهل الداخلي _
الذي كان مستتراً بفعل ما يحصدونه من المال الذى يعطيهم إياه جريجور _ في رغبتهم في التخلص منه، ومعاملة جريجور بغلاظه ونفور ،وأيضاً في مشهد بديع يعكس معاناة كافكا الشخصية مع والده _ يرجى قراءة رسالة إلى الوالد للكاتب نفسه وهى رسالة قد كتبها كافكا نفسه إلى والده _ يحاول الأب قتل جريجور بقذفه بتفاحة تلو الأخرى وسط صراخ الأم ومحاولتها حمايته من أبيه ولكن تنغرس أحدى التفاحات التي يقذفه بها الأب في ظهره وتتعفن _كان كافكا يعاني من هاجس الخوف من انتزاع والده له من سريرة وهو نائم و إلقائه له من النافذة بسبب أن كافكا وهو طفل أستيقظ من النوم خائفاً وأخذ يبكي فما كان من والده إلا أن حبسه في الشرفة حتى الصباح ، مشهد محالة الأب لسحق جريجور بحذائه ثم قتله بواسطة قذفه بالتفاح يعكس سعى الأسرة الدائم متمثله في رمز السلطة وهو الأب لسحق فردانية الطفل ومسخ هويته وطمسها وعدم السماح له إلا بأن يكون ما يريدونه _ وبالرغم من تصرفات الأسرة الخسيسة يبرر جريجور تصرفات الأهل لنفسه ويلوم ذاته ويجلدها ويقرر الاستسلام للموت لأراحتهم ، فيموت منزوياً في ركن حجرته التي حولها الأهل
الذي كان مستتراً بفعل ما يحصدونه من المال الذى يعطيهم إياه جريجور _ في رغبتهم في التخلص منه، ومعاملة جريجور بغلاظه ونفور ،وأيضاً في مشهد بديع يعكس معاناة كافكا الشخصية مع والده _ يرجى قراءة رسالة إلى الوالد للكاتب نفسه وهى رسالة قد كتبها كافكا نفسه إلى والده _ يحاول الأب قتل جريجور بقذفه بتفاحة تلو الأخرى وسط صراخ الأم ومحاولتها حمايته من أبيه ولكن تنغرس أحدى التفاحات التي يقذفه بها الأب في ظهره وتتعفن _كان كافكا يعاني من هاجس الخوف من انتزاع والده له من سريرة وهو نائم و إلقائه له من النافذة بسبب أن كافكا وهو طفل أستيقظ من النوم خائفاً وأخذ يبكي فما كان من والده إلا أن حبسه في الشرفة حتى الصباح ، مشهد محالة الأب لسحق جريجور بحذائه ثم قتله بواسطة قذفه بالتفاح يعكس سعى الأسرة الدائم متمثله في رمز السلطة وهو الأب لسحق فردانية الطفل ومسخ هويته وطمسها وعدم السماح له إلا بأن يكون ما يريدونه _ وبالرغم من تصرفات الأسرة الخسيسة يبرر جريجور تصرفات الأهل لنفسه ويلوم ذاته ويجلدها ويقرر الاستسلام للموت لأراحتهم ، فيموت منزوياً في ركن حجرته التي حولها الأهل
إلى مخزن للكراكيب،فتأتى الخادمة وتكنسه وتلقى به في سلة المهملات .
معاناة مع نفعية الأهل وعبودية للأب رب الأسرة ثم العبودية لرب العمل _ لاحظ التسمية الشائعة رب الأسرة ورب العمل _ فقدان للإنسانية وخوف دائم من فقدان مصدر القوت وشراء الحب من الأسرة بالمال،
فضح لكل الترهات التي يرددها الكثيرين عن الحب الأسري،كائنات بشرية ترتدي أقنعة تخفي وحوشاً،مجتمع ليس للمرء فيه من قيمة إلا فيما يقدمه من نفع إرضاءً للمسوخ التي يلقبها البعض بالبشر .
( فرانز كافكا : يجب على الكتاب أن يكون الفأس التي تكسر الجليد المتجمد فينا )