الأقباط متحدون | مصر فى عيون سلفية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٠٢ | السبت ٢٨ مايو ٢٠١١ | ٢٠ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٠٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مصر فى عيون سلفية

الراسل: ملاك رؤوف عدلي | السبت ٢٨ مايو ٢٠١١ - ٣٧: ٠٤ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

الراسل: ملاك رؤوف عدلي
هبَّ مفزوعًا من نومه في وقت متأخر من الليل، على طرقات متلاحقة على باب شقته، فأسرع إلى الباب وفتحه، ليجد مجموعة من أصحاب الجلباب الأبيض القصير واللحي الطويلة، ومعهم بعض الأسلحة الرشاشة أزاحوه من أمامهم واقتحموا شقته. صرخ في هلع: "ماذا تفعلون؟؟؟" أجابوه: "لقد بلغنا أنك اختطفت احدى الفتيات المؤمنات".. لا تستعجب عزيزي القارىء، فهذه هي حكومة "مصر" القادمة، لن يكونوا في حاجة إلى زِي رسمي، فزيهم الرسمي هو "السروال الطويل والجلباب الأبيض القصير واللحي الطويلة"، كما إنهم لن يكونوا في حاجة إلى إذن نيابة، فقد استمدوا شرعيتهم من صمت وتخاذل الحكام والمسئولين وتقاعسهم عن تطبيق القانون. كما أنه في ظل تلك الحكومة لن نكون في حاجة إلى ما يُسمَّى بالمتحدِّث الرسمي باسم "مصر"، فسيكون عندنا المتحدِّث الرسمى باسم "الله"! وعندها سنوفِّر جهود معارضتنا المصونة، ولن نكون في حاجة إليها، فمنْ سيجروء على أن يعترض على حكم الله وقضائه؟!! كما إننا سنكون سبَّاقين في العالم كله في ابتكار نوع جديد من الحرية اسمه "حرية السمع والطاعة"، كما إننا في ظل حكومة الجلباب الأبيض، سنحل جميع مشاكلنا الاقتصادية ومشاكل الزواج المتأخر؛ فمنهم من صرَّح أن الحل في إقامة أسواق نخاسة لبيع الجواري!!!!!

أرجو إلا تغضب المرأة من تصريحاتهم، وألا تكون حسَّاسة زيادة عن اللزوم، فالحكومة ستتعهَّد ببيع الجواري بأغلى الأسعار، رافعة شعار "لن تكون المرأة رخيصة بعد اليوم"، وذلك ارتقاءًا بمكانة المرأة في أسواق النخاسة!!

ومنهم من صرَّح أن المشكلة الاقتصادية التي تعاني منها "مصر"، نتيجة أننا لا نقوم بغزوة أو غزوتين كل سنة! فلو قام النظام السابق بغزوات سنويًا، وخصوصًا على الدول الكبرى، لامتلأت جيوبنا أموالًا وبيوتنا نساءًا!! كما إنه في عهد حكومة الجلباب الأبيض، لن تكون هناك فتنة طائفية، فستعمل الحكومة جاهدة لترسيخ مبدأ النسيج الواحد، ومن منطلق هذا المبدأ ستقوم بالقضاء على الأقليات الدينية والليبراليين والعلمانيين والصوفيين، حتى تصل إلى المسلمين المعتدلين والوسطيين، لتصنع من شعب "مصر" نسيجًا واحدًا أبيض كبير، خال من كل هؤلاء.

كما أن تلك الحكومة ستقوم بتفعيل قانون دور العبادة الوحيد، وأقول الوحيد لأنه لن تكون هناك كنائس أو أضرحة أو أديرة. ولتفعيل ذلك القانون قد قامت الحكومة فعليًا بوضع مجموعة من الخطط منها:
خطة رقم (1) "أسلحة تملأ الكنائس والأديرة"، وخطة رقم (2) "البحث عن كاميليا ووفاء في الكنائس والأديرة".

ولا تقلق عزيزي القارىء، فإذا خرجت "كاميليا" وصرَّحت بأنها مسيحية، فهناك الخطة البديلة المسمَّاه "عبير"، ولن أصرَّح أكثر من ذلك بالخطط القادمة، والمبتكرات المذهلة لحكومة الجلباب الأبيض للقضاء على الكنائس والأديرة، وذلك حفاظًا على السرية التامة للحكومة للارتقاء بمصرنا الحبيبة والقضاء على جميع مشاكلنا.

إن ما يحدث الآن على الساحة السياسية في "مصر" هو نوع من التهريج السياسي الذي يفضي إلى الدم، على مرأى ومسمع المسئولين والحكَّام، وما أقوله على السلفيين ينطبق تمامًا على جميع التيارات السياسية التي تحمل طابعًا دينيًا مع اختلافات طفيفة، فجميعها وجوه كثيرة، ولكن لعملة واحدة اسمها الإتجار بالدين واللعب بعقول البسطاء والقضاء على من يختلف معهم في الفكر للوصول للسلطة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :