الأقباط متحدون - هل ننظر بجدية إلى احتمال وجود مخلوقات فضائية؟
  • ٠٦:٤٥
  • السبت , ٣١ مارس ٢٠١٨
English version

هل ننظر بجدية إلى احتمال وجود مخلوقات فضائية؟

منوعات | إيلاف

١٨: ٠٨ م +02:00 EET

السبت ٣١ مارس ٢٠١٨

صورة أرشفية
صورة أرشفية

ظهر أخيرًا فيديو آخر لجسم غريب قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة يعود تصويره إلى 2015. ورغم لوم الكثيرين البنتاغون بأنه لا يعير هذه الظواهر اهتمامًا مناسبًا. إلا أن ترمب أعلن عن تشكيل فرع جديد في القوات المسلحة أسماه "القوة الفضائية".

إيلاف: نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" في أواخر العام الماضي تقريرًا جاء فيه أن وزارة الدفاع الأميركية أمضت خمس سنوات في دراسة "ظواهر جوية لا تفسير لها". لكن نبأ وجود مخلوقات فضائية تزورنا بين حين وآخر لم يُقابل بالذعر كما في أفلام هوليود عن هذه المخلوقات، فيما نظرت إليه الأوساط الليبرالية على أنه من نسج خيال اليمين الإيفانجيلي.

وغرّد عضو مجلس الشيوخ السابق هاري ريد على تويتر قائلًا "إن الحقيقة موجودة هناك". وتساءل أحد المغرّدين في رد فعل معهود إن كان من الجائز أن تساعدنا هذه المخوقات الفضائية على إنقاذ الأرض.

قوة ترمب الجديدة
لكن تقرير البنتاغون الذي تضمن شريطي فيديو مثيرين يأتي في إطار بحث أوسع بدأ في الآونة الأخيرة عن مخلوقات فضائية عاقلة.

في أكتوبر اخترق منظومتنا الشمسية جسم قريب الشبه من مركبة فضائية. وفي عام 2016 أمضى فلكيون وقتًا طويلًا يناقشون إن كانت الإشارات الآتية من نجم بعيد دليلًا على وجود حضارة في كواكب أخرى. ويتسابق جيش من ملياديرات الشركات التكنولوجية على تحقيق أو اتصال بمثل هذه الحضارة.

وفي مارس من هذا العام ظهر شريط فيديو آخر لجسم غريب صورته البحرية الأميركية قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة في عام 2015. تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" لماذا لا يبدي البنتاغون الاهتمام اللازم بهذه الظواهر. وبعد أسبوع على ذلك أعلن الرئيس ترمب عن تشكيل فرع جديد تمامًا في القوات المسلحة، قال إن اسمه سيكون "القوة الفضائية".

تطور.. وبدائية
كانت الأحلام بلقاء مخلوقات فضائية دائمًا مدفوعة بالرغبة في تأكيد أهمية الإنسان في كون لا متناه. فنحن نريد أن يرانا أحد آخر لنعرف أننا موجودون. المتميز في المخيلة التي تصور وجود مخلوقات فضائية أنها بخلاف الدين أو القومية أو نظرية المؤامرة، لا تضع البشر في مركز قصة كبرى، بل في الحقيقة تزيجهم، ويصبح البشر لاعبين في دراما ذات أبعاد لا يمكن تخيلها تقريبًا درسها الدائم هو أننا نكرات لا قيمة لنا في هذا الكون.

هذا هو الدرس المستخلص من الفرضية القائلة بزيارة مخلوقات فضائية وصلت إلينا هنا قبل أن نتمكن من الوصول إليها هناك. وإذا كان البشر أول من يتصل بها فنحن المتطورون، وتكون هي البدائية. بالطبع حين تكون المخلوقات الفضائية مستكشِفة نكون نحن البدائيين.

لكل حقبة من التوقعات بوجود مخلوقات في كواكب أخرى مخيلتها التي تترتب عليها نتائج محددة. فالدوائر الغريبة في حقول زراعية ظهرت كظاهرة في الريف الانكليزي، ثم انتشرت إلى أستراليا وكندا بعد الحرب العالمية الثانية، حين تراجعت قوة بريطانيا الإمبراطورية. وكانت الظواهر الغريبة التي رُصدت في أميركا هي الأخرى ريفية على الدوام، عادة مشاهدات مزارعين في عمق الغرب الأميركي وصحاريه وجباله.

ترويج السينما
وكانت هذه الحوادث التي لا تقع أبدًا في المدن، حيث يمكن التحقق منها من شهود آخرين، كانت في الغالب تروى على أنها قصص رعب حتى عندما تعبّر عن رغبات سرية.

لكن الثقافة الشعبية للحقبة نفسها أنتجت نمطًا آخر من هذه الحوادث أماكن وقوعها الضواحي، وإن كانت خاصة وفردية في الغالب، بيد أنها أقرب إلى روح العصر الجديد من القصص الخيالية عن عمليات خطف نفذتها مخلوقات فضائية وغادرت.

يأتي في مقدمة المروّجين للقصص الجديدة ستيفن سبيلبيرغ، الذي أعطانا فيلم "لقاءات قريبة من النوع الثالث" و"إي تي" وكارل ساغان، الذي أعطانا "الكون" و"الاتصال".

وكان العالم ستيفن هوكينغ الذي توفي في مارس عرابًا من نوع ما. فهو ليس فيزيائيًا فحسب، بل حكيم وأب روحي لجيل كامل من الباحثين عن حياة خارج الكرة الأرضية. وكان من آخر مبادراته التعاون مع الملياردير الروسي يوري ميلنر لبناء مختبر عملاق في جامعة كاليفورنيا ـ بيركلي من أجل البحث عن مخوقات فضائية عاقلة.

مركز تنصت صيني
كانت القصص الأميركية عن لقاءات بمخلوقات فضائية في أحيان كثيرة تأملات قلقة عن وضع القوة الأميركية تغذيها ذكرى المستوطنين الأوروبيين الذي كان "الاتصال الأول" بالنسبة إليهم قصة إبادة ظافرة لأجناس أخرى.

إزاء هذا الخيار فإن الأميركيين يفضلون أن يقوموا بدور راعي البقر. وطيلة التسعينات بعد الحرب الباردة في التسعينات كان شكل لقاءات الأميركيين بهذه المخلوقات لم يزل من خلال العضلات العسكرية وأبطالها المتبخترين على طريقة فيلم "يوم الاستقلال".

كان البشر أو الأميركيون بالحري دائمًا يخرجون منتصرين من هذه المواجهات مع الدخلاء القادمين من كواكب أخرى. في مناطق العالم الأخرى، حيث يختلف المنظور عن المقاربة الأميركية، افتتح الصينيون أخيرًا أكبر منشأة في العالم للتنصت إلى إشارات ترسلها مخلوقات فضائية.

ويبدو أن الصينيين ينظرون بقدر من التوجس إلى هذه المخلوقات، كما تنمّ عنه روايات الخيال العلمي الصينية. ولعل لديهم أسبابهم الوجيهة. فهم يحتفظون بذكريات مرة عن الاتصال بالمستعمر الغربي ـ حروب الأفيون ونهاية الإمبراطورية الصينية وتقسيم بلدهم إلى مناطق نفوذ أوروبية وأميركية، إلخ. كما إن المجهول يكون عادة مبعث توجس.