رئيس الحكومة الليبية: مستعدون لوقف إطلاق النار والحوار مع المعارضة
عرض رئيس الوزراء الليبي، البغدادي المحمودي، على المعارضة في بلاده وقفا لإطلاق النار، كاشفا للمرة الأولى إن طرابلس مستعدة للحوار معها، وذلك في إشارة إلى أن أكثر من 100 يوم من القتال الدائر في البلاد والقصف الكثيف لقوات الناتو قد يكونان أفلحا بانتزاع تنازلات من نظام الزعيم معمَّر القذافي.
وقال المحمودي إن الزعيم الليبي العقيد معمَّر القذافي "هو في قلب كل ليبي، وإن هو غادر، فإن كافة الشعب الليبي سوف يغادر".
وخاطب رئيس الحكومة الليبي الصحفيين في العاصمة طرابلس الخميس قائلا إنه مستعد شخصيا لإجراء محادثات مع "كافة الليبيين"، بمن في ذلك أفراد من "إدارة المتمردين المتمركزة في مدينة بنغازي الوقعة شرق البلاد.
وأضاف: "إن ليبيا جادة للغاية بشأن عرض وقف إطلاق النار، إلاَّ أنه يتعيَّن أن يكون جزءا من ترتيب لا يجب أن يشمل المتمردين فقط، بل قوات الناتو أيضا".
ترتيبات خاصة
وأردف قائلا: "لكل اتفاق وقف إطلاق نار ترتيباته الخاصة به، بما يخصص الفنيين والأشخاص العسكريين. وسوف تُناقش كافة الأمور، حالما نتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن".
وقد بعث المحمودي برسائل إلى الحكومات الأوروبية، حيث طالب من خلالها بدعم تلك الدول لاقتراحه.
إلا أن مسؤولين آخرين من نظام القذافي قالوا إنهم لن يجروا حوارا مع حكومة المعارضة (أي المجلس الليبي الانتقالي المعارض)، قائلين إن المعارضة لا تمثل كل الشعب الليبي".
من جانبه، كرَّر المجلس الانتقالي الليبي المعارض، ومقره بنغازي، تأكيده أنه "قبل إجراء أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحكومة، فإنه لا بد لنظام القذافي من أن يرضخ لكافة شروطه ومتطلباته".
قرار مجلس الأمن
وشدَّد على أن المقترح يجب أن يلبي كافة الشروط التي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي.
وتزامنت تصريحات المحمودي مع مقتل ثلاثة من أنصار المعارضة وإصابة 20 شخصا آخر بجروح في اشتباكات جرت الخميس مع القوات الحكومية بالقرب من مصراتة.
وقد كشف عن ذلك الدكتور مصطفى طه، وهو طبيب في المستشفى الحكومي المركزي في المدينة التي كانت قوات المعارضة قد قالت إنها سيطرت عليها مؤخرا.
كما تزامنت تصريحات المحمودي أيضا مع وقوع خمسة انفجارات على الأقل في العاصمة طرابلس جرَّاء قصف قوات الناتو للمدينة.
ولم تُعرف الأهداف التي تم ضربها في طرابلس، والتي أطلقت قوات القذافي المتمركزة فيها الصواريخ على طائرات الناتو.
ردود فعل دولية
وفي ردود الفعل الدولية على الاقتراح الليبي الجديد، والذي رفضه المجلس الليبي الانتقالي المعارض، اعتبر البيت الأبيض أن الاقتراح يفتقر إلى المصدافية".
فقد قال بين رود، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، "يجب أن تلقى مثل هذه العروض الدعم والتأييد اللازمين من خلال الأفعال والعمل على الأرض".
بين رود، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي
"يجب أن تلقى مثل هذه العروض الدعم والتأييد اللازمين من خلال الأفعال والعمل على الأرض"
وأضاف أن الحكومة الليبية لا تلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي الذي خوَّل دول التحالف بشن عملية محدود من أجل حماية الشعب الليبي من القوات الموالية للقذافي".
أمَّا روسيا، فقالت إنها ترغب برؤية القذافي يُخلع من منصبه عبر مرحلة سياسية انتقالية، وليس عن طريق "الملاحقة والمطاردة".
وقال دوفيل أليكزاندر، السفير الروسي لدى باريس، إن بلاده "مستعدة للتوسُّط في الصراع الدائر بين الحكومة والمتمردين".
طائرات بريطانية
إلى ذلك، أعلنت بريطانيا أنها بصدد إرسال أربعة من طائرات الهليوكبتر التابعة لها من طراز أباتشي للانضمام إلى بعثتها في ليبيا، وذلك بعد موافقة رئيس الحكومة البريطانية على الخطة.
وقالت الحكومة البريطانية إن من شأن تلك الحوَّامات أن تساعد على شنِّ هجمات خاطفة على طيف واسع من الأهداف الأصغر في المناطق الحضرية.
وكان هنالك ثمة تكهنات قد سرت بشأن خطة إرسال الطائرات إلى ليبيا، وذلك مذ أعلن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أنه يعتزم أيضا نشر طائرات فرنسية في ليبيا.
ممثلية مصرية
يُشار إلى أن نبيل العربي، وزير الخارجية المصري الذي انتُخب مؤخرا أمينا عامَّا جديدا لجامعة الدول العربية، كان قد أعلن يوم الأربعاء أن مصر قررت فتح ممثلية لها في مدينة بنغازي الخاضعة لسيطرة المعارضة الليبية.
وقال العربي إن وكيل وزارة الخارجية المصري السابق، هاني خلف، سيرأس الممثلية المصرية الجديدة.
يذكر ان جامعة الدول العربية كانت قد دعت في مارس / آذار الماضي إلى فرض حظر للطيران فوق ليبيا لمنع القوات الموالية للقذافي من مهاجمة المدنيين.
وقد أصدر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة عقب ذلك قراره رقم "1973"، والذي فتح الطريق أمام التدخل العسكري الغربي بقيادة حلف شمال الأطلسي وبمشاركة عربية رمزية من جانب قطر والأردن.
ولم تشارك مصر عسكريا في تطبيق قرار مجلس الأمن المذكور.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :