- ثلاث منظمات حقوقية تتقدم بمقترحات قانونية لـ "شرف" بشأن قانون منع التمييز
- "طوني قلدس" يُنشد "أنت أخي" من كلمات "جبران خليل جبران"
- المجلس الوطني المصري يطالب بأولوية وضع الدستور، وجدول زمني للانتخابات، ووقف مرسوم حظر الإضراب
- "صلاح عدلى" : الشيوعية ليست ضد الأديان، وتحترم عقائد المواطنين وحرية الابداع والرأى والتعبير
- "نعم للدين لا للدولة الدينية".. كتاب يرصد جبروت الحكم باسم الدين
رفيق حبيب...المفكر (الإسلامى) !!
بقلم: عماد توماس
لا يوجد خطأ فى العنوان، فأنا اعنى ما تصورت أنه خطأ، فالباحث والمفكر "رفيق حبيب" رغم كونه مسيحيًا الا ان فكره اسلاميًا، وهو من اكبر المروجين لما يسميه البعض بــ"المشروع الحضارى الاسلامى" وكانت مكافأته أن يتم اختياره نائبًا لرئيس حزب الحرية والعدالة - التابع لجماعة الإخوان المسلمين. وهو الحزب الذى يدعو الأقباط بأنهم أهل "ذمة" فهل ارتضى وأحب ان يكون ذميًا؟ ولا يرغب ان يكون مواطنًا من الدرجة الاولى!!
لا يمكن أن ننكر مدى اجتهاد وثقافة "رفيق حبيب" ولا يمكن التقليل من قيمته او مشابهته بمن باعوا وخانوا من اجل حفنة جنيهات او مناصب شرفية او شهوة اعلامية، فهو بعيد كل البعد عن الاعلام، رغم انه متحدث لبق، منظم فكريا، يقول ما يعرف.
مشكلتة-كما اتصور- أنه يعانى ممما حدث له ومعه فى فترة التسعينات، فوالده الراحل الدكتور القس "صموئيل حبيب" أحد المصلحين فى الكنيسة الانجيلية، ونتيجة لافكار "حبيب" الناقدة للكنيسة الارثوذكسية والكاثوليكية ،والانجيلية ايضا، دخل فى صراع مبكر منذ إصدار كتابة "المسيحية السياسية فى مصر" عام 1990، وكان عليه تحفظات كبيرة خاصه انه ابن رئس الطائفة الانجيلية، وكان والده الراحل الكريم يفرق بين افكار ابنه الشخصية وبين كونه ينتمى للكنيسة الانجيلية.
كان "حبيب" احد المؤسيسن لحزب "الوسط" ثم انشق عنه مؤخرًا، قبل ان يتم تعينه نائبًا لحزب الاخوان المسلمين.
رغم انه قال لى فى حوار سابق معه منشور -ديسمبر 2007- انه يرفض فكرة ممارسة أي عمل سياسي، فوظيفتة فقط باحث. الا ان موافقته على ان يكون نائب لرئيس حزب الحرية والعدالة" فى 2011 تثير بعض التحفظات على تغيير الأراء والقناعات!!
عندما أعلنت "جماعة الإخوان المسلمون" –التى كانت محظورة - فى عام 2007عن برنامجها السياسي تم اضافة تعديل للقراءة الأولى الخاص بهيئة كبار العلماء، وعدم ترشيح الأقباط والمرأة لرئاسة الدولة، وفوجئ المتابعون للبرنامج بأن صاحب إضافة تعليق "هيئة كبار العلماء" هو الدكتور "رفيق حبيب" المسيحي. فهل مازال يعيش فى زمن "الوصاية" العقلية على الأفكار؟
يرفض " حبيب" تخصيص عدد معين من المقاعد فى مجلس الشعب للأقباط "الكوته" كنوع من التمييز الإيجابي لهم، فهو يرى ان الكوته تجعل الأقباط طائفة سياسية لها حقوق محددة بالأرقام، إذا أخذتها فليس لها دور آخر.
كما أنه يرفض استخدام مصطلح يشير الى وجود تمييزاً أو اضطهاداً للأقباط فى مصر ويستخدم تعبير ""مشكلات" يعانى منها الأقباط مثل المسلمين، وهو تبسيط يخل بقضايا الأقباط، مثلما يصف أحدهم جريمة "امبابة" بكونها "حادث" أشبه بحادث سير فى الطريق العام!!
يرى ان نهضة مصر لن تتم الا بتأسيس دولة الحق والعدل. والتى من خلالها تحصل كل فئات المجتمع على حقوقها.
يؤكد على ان الشريعة الإسلامية هى كمرجعية، جزء من الإسلام بالنسبة للمسلمين، وأن أخطر ما يحدث أن نصل لمرحلة ونقول إن التزام المسلمين بتطبيق الشريعة الإسلامية سيضر الأقباط، إذن لا يجب تطبيق الشريعة وليس من حق المسلمين أن يلتزموا بأحكام دينهم حمايةً للأقباط. إذا وصلنا لهذه الخلاصة –كما يعتقد- التى يحاول البعض أن يصلنا بها، معنى ذلك أن هناك تعارضاً جذرياً داخل الجماعة المصرية، وأننا بدأنا فى شق هذه الجماعة.
حول عدم ترشيح القبطي لرئاسة الجمهورية، يرى أن الخلاف الحقيقي هنا هل هذا اختيار الحزب أم أنه قاعدة مفروضة على الجميع؟ بمعنى إذا اختار الحزب اختياراً معيناً فهو لا يفرضه على غيره. فالحزب قدم رؤيته ولم يفرضها على الآخرين فهو لم يضع قاعدةً تحرم أي طرف من الترشح، وفى نفس الوقت لم يضع قاعدة تحد من حق الأمة فى الاختيار.
حول اتجاه مصر نحو الدولة المدنية أم الدولة الدينية فى المرحلة القادمة، يرى ان الدولة المدنية يمكن أن تكون دولة علمانية أو دولة دينية وهذا هو الفارق، بمعنى أنها دولة مدنية ذات مرجعية علمانية أو دولة مدنية ذات مرجعية دينية، وهذا هو مسار الحوار والجدل. الدولة المصرية يصعب أن نطلق عليها دولة علمانية، هى تبدو علمانية جزئياً وإسلامية جزئياً.
يؤمن ان تحول الدولة فى مصر إلى دولة علمانية شبه مستحيل، وأيضاً إذا تحولت الدولة فى مصر إلى دولة علمانية سيتفكك هذا المجتمع المصرى وسيكون نهاية كيان اسمه "مصر" فى تاريخ البشرية. !!
اتهم البعض كتاباته بأنها كانت سبباً أساسياً فى التوتر بين الطوائف المسيحية، فكتابكم "سيكولوجية التدين لدى الأقباط بمصر" أدى إلى توتر العلاقات بين الكنيسة الإنجيلية والكنيسة الكاثوليكية، وكتابا "الاحتجاج الديني والصراع الطبقي" و"المسيحية السياسية" تسببا فى توتر العلاقات مع الكنيسة الأرثوذكسية، ثم أصدر كتاب "المسيحية والحرب" الذى استنكر السنودس الانجيلى ما جاء فيه من أفكار غير صحيحة وضد فكر الكنيسة الإنجيلية كتابياً ونظامياً، كذلك كتاب "الإحياء الديني" الذى يمس الفكر اللاهوتي للكنيسة الإنجيلية وغيرها من الكنائس ودائما يفصل بين الشأن العام والشأن الكنسي الخاص، فإذا كتب رأياً فلا يجب أن تصبح الكنيسة والطائفة التي ينتمي لها مسئولة عن آراءه. لا يحب ان يسأله احد عن كنيستة او طائفتة او عمله بالهيئة القبطية الانجيلية معتبرًا ذلك شأنا خاصًا به وحده.
يعتقد أنه لن تحدث نهضة إلا وتنبع من الخصوصية الحضارية. وأن الجماعة المصرية لن تنهض إلا من خلال خصوصيتها الحضارية، هذه الخصوصية الحضارية هى الوعى الجمعي المشترك للمصريين جميعاً، وهذا الوعي الجمعي الذى يمثل ثقافة وحضارة المصريين هو نفسه الحضارة المصرية وهو ما يُعرف بالحضارة العربية والإسلامية.
يبقى ان نذكر ان الدكتور رفيق حبيب هو خريج جامعة القاهرة فى عام 1982 شعبة علم نفس.
حصل على الدكتوراه من جامعة عين شمس 1988 فى علم النفس. له فى المكتبة العربية 19 كتاباً منها: المسيحية السياسية فى مصر (مدخل إلى التيارات السياسية لدى الأقباط مع وثائق جديدة) 1990، المسيحية والحرب (قصة الأصولية الصهيونية الأمريكية والصراع على الشرق الإسلامى) 1991، الإحياء الديني (ملف اجتماعي للتيارات المسيحية والإسلامية فى مصر) 1991، اغتيال جيل (الكنيسة وعودة محاكم التفتيش) تجربة ذاتية 1992، من يبيع مصر: الدولة، النخبة، الكنيسة. 1994، مصر القادمة بين التغريب والتكفير 1996
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :