المدرس الشرس وفشل التعليم في مصر
بقلم: بباوي صادق
طالعت فيديو المدرس ليس الشرس كما تسميه الجرائد، ولكنه المدرس الجاحد الذي لا يمتلك أي قلب، ولا يصح أن يكون مربي لأطفال، وهذا هو واقع الحال في البلاد النامية والمتخلفة، والتي لن تندرج تحت قائمة البلاد الخارجة من الفقر أبدًا.
فالتعليم في مصر -والحمد لله- لا يشرف على الإطلاق، ليس على المستوى العالمي ولكن على مستوى الدول العربية الصغيرة، فأصبح الحاصل على مؤهل عال لا يمتلك أي ثقافة حتى اجتماعية، ولا يتكلم سوى في أتفه الأمور، والخطأ ليس منه بل خطأ الحكومات المتتالية منذ أيام "فتحي سرور" الذي أرسى قواعد الإيذاء البدني لتلاميذ المدارس، ولم ينصلح حال التعاليم المصري من يومها حتى الآن.
هناك فروق كبيرة بين الطفل المصري والطفل الأمريكي الذي يشدونه نحو الإبداع وليس نظافة الطرقات، والعمل في حدائق المدارس، وليس للحكومة نهم سوى هذا، ولن أستطيع أن أقارن بينهما لأننا الخاسرون في كل الأحوال، ما عدا شيء واحد فقط، وهو قدرة الطفل المصري على تحمل الصعاب والجوع، الذي ولد فيه بسبب حكومات "أبو علاء" الفاسدة جزاهم الله عما فعلوه بنا وبأولادنا وبحال التعليم في مصر، الذي لا يعتبر تعليم يذكر على المحيط الدولي.
هناك مسئولون لابد من إقالتهم جميعًا وهذه هي مسئولية مجلسنا العسكري.
أولهم: رئيسه المباشر ( مدير الإدارة التابع لها):
وهو مديره المباشر في العمل، مدير إدارة الشئون الاجتماعية، الذي لا يعلم شيء عن تجاوزاته التي فعلها ويفعلها منذ أمد طويل، على الأقل وهو نائم في العسل، لا يمر على الموظفين ولا يتابع أعمالهم، ولا يراقب أعمال من هم مسئولون منه ومن هم تحت إدارته قانونًا.
فهو لا يعلم شيئًا عن تجاوزاته التي تناولها الفيديو، والتي ظهرت منذ أيام على صفحات "الفيس بوك" و"اليوتيوب"، والمدير نايم في العسل، وهذا فكرني بإسماعيل يس مع الشاويش عطية، لما سأله "شغلتك ايه على المدفع يا عسكري" قاله "بللللللللللللللللللللللللللللللم" هو ده المدير اللي بعد الثورة المباركة فماذا قدمت الثورة للتعليم مجرد وعد برفع اسم مبارك فقط، نحن لا نريد رفع اسمه، لكننا نريد أن يسجل ما فعله بنا، وما حدث له عبرة لكل حاكم يفكر في التجرأ على الشعب المصري بعده.
نحن نريد ثورة حقيقية في التعليم المصري ومناه القضاء على الدروس الخصوصية، فهل نجد فى بلدنا العظيم رجلًا يقف فى الثغر ويسد فجوة فشل التعليم السابق، ويحول التليمذ المصري من متلقن لبعض الجمل والعبارات إلى تلميذ مبتكر له هدف في الحياة.
ليس عيبًا يا حكومة في أنه لو لم نجد لنا من يعلمنا أن نطلب العالم من الخارج ومن الأوربيين والأمريكان واليهود أنفسهم، لو جاز التعبير أن نتعلم، ليس بعض كلمات أننا اصحاب 7000 سنة حضارة، لكن كلمة واحدة وهي أننا سنعمل أكبر حضارة، اطلبوا العالم ولو في الصين وليس في إسرائيل والدول الأوربية فقط.
فالمدير المحترم الذي عرف الفيديو خرج بتصريح وقال: سيتم التحقيق فيها على الفور. ولم يقل أنه بالفعل أوقف عن العمل أو تم إخضاعه للتحقيقات، وأحيل للنيابة العامة بتهمة الإيذاء البدني للأطفال، مما يدفعهم إلى التعامل بسلبية في المجتمع، مما يؤدي إلى فشل الشباب المصري في المستقبل لو ازدادت هذه الأمور، الأمر الضار بمصلحة البلاد العليا كالخيانة، لأن هذه الأعمال لابد وأن تندرج تحت بند خيانة الوطن، وهو إنشاء جيل سلبي، وأتفه ومعقد نفسيًا من الشباب.
فنحن المصريون بجهلنا ندمر بلدنا دون أن نعي أو نعلم، والملفت للأمر أننا نصرخ بأصوات جهورية: تحيا مصر ولا نعرف مصلحة مصر، فهذا هو الفرق بيننا وبين الأمريكان، فهناك مصلحة أمريكا العليا التي ينبغي أن تكون على حساب الأفراد فيها.
بعد أن وصل الأمر للرأي العام، وسمع به العالم كله، تفضل مديره وقال: "سنحقق معه على الفور". فأين كان هو قبل أن يتم تصوير المدرس البلطجي هذا، فلابد من محاكمة هذا المدير بتهمة التقصير في أداء واجبه الوظيفي والعزل هو أيضًا، لأن خطأه أكبر من خطأ مدرس يبلطج ويضرب التلاميذ، خطأه هو الإهمال الشديد في أداء واجباته الوظيفية، والتي أدى إهماله لها لحدوث هذه الأمور المشينة والمضرة بمصلحة الطفل.
وكنا نتمنى لحظة خروج الفيديو للنور، أن تتولى كل مديرية أو إدارة البحث بنفسها حتى تستخرج هذا المدرس الشرس من بين صفوف مدرسيها القساة القلوب، وتحاسبه علنًا أمام الجميع.
وفي الختام شكرًا للمسئولين المتنصلين، بعد ظهور قصة المدرس هذا للنور، ونقول جعلكم الله ذخرًا لمصر بجلهكم هذا، وإننا لن نرجو فيكم الخير لبلدنا، فلابد للسيد "شرف" رئيس الوزارة أن يعلن في كل العالم عن وظيفة شاغرة وهي:
مطلوب وزير ينهض بمستوى التعليم في مصر، الذي انحدر وانحط وأصابنا بالجهل والغباء، ولابد أن يدرب المدرسين قبل التلاميذ، لأن هذا الجهل توارثناه منهم، وسيجد في دول العالم من يصلح لتولي هذه المهمة، وليس عيبًا أن يعلمنا أحد، لأنه أفضل لنا هذا بكثير عن الظلمة العلمية التي نحن فيها الآن، وفي الختام أقول أن زويل والبرادعي ويعقوب وغيرهم، لم يصبحوا أصحاب أسماء كبيرة في مصر، لأن مصر لا تعطي علمًا نافعًا.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :