الأقباط متحدون - رواية فرانكشتاين تحتفل بعيدها المئتين
  • ٠٤:٥٤
  • الثلاثاء , ٢٧ مارس ٢٠١٨
English version

رواية "فرانكشتاين" تحتفل بعيدها المئتين

فن | إيلاف

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٧ مارس ٢٠١٨

استوحت الكاتبة القصة من رحلة إلى ألمانيا
استوحت الكاتبة القصة من رحلة إلى ألمانيا

يصادف عام 2018 مرور 200 سنة على نشر رواية ماري شيلي "فرانكشتاين" أو "بروميثيوس الحديث"، حين كانت الكاتبة في الحادية والعشرين من العمر. وكانت الرواية وليدة تحدٍ طرحه في عام 1816 لورد بايرون عندما كانت ماري وحبيبها ـ ثم زوجها ـ بيرسي بيش شيلي في إجازة على ضفاف بحيرة جنيف.

تعتبر رواية "فرانكشتاين" أشهر رواية في كل زمان، كثيرًا ما تُذكر بوصفها أولى روايات الخيال العلمي. أصلها معروف تقريبًا مثلما أن شخصيتها الرئيسة المخيفة معروفة.

عوالم رعب
كان الثلاثة يتطلعون إلى أحوال جوية ملائمة، ولكن ثورة بركان في جزر الهند الشرقية عام 1815 كانت وقتذاك أكبر حدث في التاريخ المكتوب، دشنت موجة برد شديدة دامت ثلاث سنوات، دمّرت خلالها المحاصيل الزراعية، وألقت ظلًا كثيفًا على أوروبا بكاملها. وإذا تحلق الثلاثة حول نار ينشدون منها الدفء ذات ليلة، اقترح بايرون أن يكتب كل واحد منهم رواية من روايات الرعب.

صفة القذارة تظهر كثيرًا في رواية فرانكشتاين

على امتداد أيام لم تتمكن شيلي من كتابة حرف واحد إلى أن خرجت بفكرة عالِم أعاد إلى الحياة مخلوقًا مصنوعًا من أعضاء بشرية حتى إنه ارتاع من نجاحه ذاته.

يعتقد البعض أن الكاتبة استوحت القصة من رحلة إلى ألمانيا، حيث إطلعت على أسطورة قلعة فرانكشتاين وأحد ساكنيها في القرن السابع عشر، وهو خيميائي، اسمه كونراد ديبل، أُشيع أنه كان ينبش القبور، ويستخرج موتاها لإجراء تجارب عليهم.

غرام توليد الكهرباء
لكن يبدو الآن أن مصدر إلهام ماري الحقيقي لوحش العالِم فكتور فرانكشتاين كان أقرب إليها بكثير من ساكن القلعة الألمانية. وفي مقدمة لطبعة جديدة ستصدر من مطبعة جامعة أوكسفورد في أبريل بمناسبة مرور 200 سنة على الرواية، يكتب البروفيسور نك غروم من جامعة أكستر أن اهتمام زوج ماري الشاعر شيلي بتوليد الكهرباء كيميائيًا هو الذي ألهب مخيلتها.

كان بيرسي شيلي، وهو من أكبر الشعراء البريطانيين الرومانسيين، مأخوذًا بعجائب العلم، وخاصة توليد الكهرباء. يقول غروم ان شقيقته هيلين تتذكر انه "كان يمارس الكهرباء علينا" ، بحسب تعبيرها. وذات مرة ذهب بيرسي الى حد التهديد بكهربة ابن احد العاملين معه في جامع اوكسفورد.

وكانت تربط ماري وبيرسي علاقة عمل تكافلية. هي كانت تصحح مسوداته، وهو ساعدها على تحرير رواية فرانكشتاين. لكن بعكس ما يذهب البعض فإن غروم يؤكد أن ماري هي كاتبة الرواية، ويقول إن "العمل عملها ويجب أن يُنسب إليها".

قذارة المختبرات
في عام 1811 أُرسل بيرسي من أوكسفورد للمشاركة في كتابة كراس عن الإلحاد، وخلال هذه الفترة حضر دروسًا بالترشيح في أحد مستشفيات لندن. وبحسب الأكاديمي غروم فإن أحد الأشياء التي عرفتها ماري من أحاديثها مع بيرسي أن المختبرات الطبية في ذلك الوقت كانت قذرة، وأن الجثث كانت تصلها في حالة متقدمة من التفسخ.

ويلاحظ غروم أن صفة القذارة تظهر كثيرًا في رواية فرانكشتاين، مشيرًا إلى أن ماري شيلي كانت شديدة الاهتمام بهذا الجانب سيئ الصيت من علم الطب يومذاك.

كما كانت ماري على علم بالتجارب العامة سيئة الصيت لتوليد الكهرباء بالطرق كيميائية، وخاصة الحادثة المروعة التي شهدتها لندن عام 1803 عندما استُخدمت الكهرباء على جثة مجرم بعد إعدامه. وقال غروم إن أول شيء حدث بعد تمرير الكهرباء أن الجثة فتحت عينيها، واصفًا ذلك بأنها "لحظة فرانكشتانية للغاية".

حقوق الحيوان
عند كتابة ماري لروايتها أصبحت حقوق الحيوانات موضع اهتمام الكثير من المفكرين والمثقفين. ويُلاحظ أن المخلوق الذي تدور حوله الرواية يعرف أنه ليس بشرًا، لكنه يعتقد مع ذلك بأن له حقوقًا يجب أن يتمتع بها.

بعد قرنين على رواية فرانكشتاين، ما زال تأثيرها قويًا في التفكير المعاصر، وخاصة بشأن قضايا مثل حقوق الحيوان والذكاء الاصطناعي والتعديل الوراثي. ولكن بُعد نظر ماري شيلي لم يلق الاعتراف الذي يستحقه. ويرى الأكاديمي غروم أن سمعتها غرقت في موجة الأفلام التي بالغت في تبسيط هذه القضايا، وأن الوحش الذي تصوره أفلام هوليود لا يمت بصلة إلى المخلوق في الرواية.

فهو ليس ميتًا يمشي، بل مخلوق عاقل، وله إحساس. وبحسب غروم فإنه "يجب النظر إلى فرانكشتاين على أنها رواية لليوم الحاضر، لأنها قوية الارتباط بقضايا الإنسانية الملحة التي ما زالت تهّمنا".

الكلمات المتعلقة