الأقباط متحدون - هاميلتون والمشروع الأعظم
  • ٠٥:١٣
  • الأحد , ٢٥ مارس ٢٠١٨
English version

هاميلتون والمشروع الأعظم

مقالات مختارة | بقلم نيوتن

١٢: ٠٨ م +02:00 EET

الأحد ٢٥ مارس ٢٠١٨

نيوتن
نيوتن

عرض مسرحى اسمه هاميلتون. شاهدته فى لندن. معتقدا أن له علاقة بكلاسيكيات المسرح. معالجة جديدة لهامليت شكسبير. اكتشفت أن العرض يتحدث عن موضوع آخر تماما. عن مفهوم رجال الدولة. من خلال أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية ألكسندر هاميلتون (1755- 1804).

كوزير للخزانة فى عهد جورج واشنطن. أسس السياسات الاقتصادية الأمريكية. كذلك البنك الفيدرالى الوطنى والنظام الجمركى وجريدة نيويورك بوست.

اقتراحه العبقرى بإلغاء الديون المستحقة على الولايات المختلفة. وإلزام الدولة الفيدرالية بسداد تلك الديون. كان سببا مباشراً فى انضمام 16 ولاية إلى الاتحاد الفيدرالى دفعة واحدة. كأنه صنع نصف الولايات المتحدة بمفرده.

كان نائب جورج واشنطن. واعتبره ساعده الأيمن فى حرب الاستقلال الأمريكية، لذلك أثار حفيظة وغيرة العديد من الآباء المؤسسين للدولة الناشئة.

تمسك بالمنظومة الاقتصادية التى اقترحها ورفض التخلى عنها. المواءمة الوحيدة التى سمح بها لإرضاء جيفرسون أن تكون واشنطن وليست نيويورك هى عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية. فقد كانت واشنطن قريبة من سكن جيفرسون فى ولاية فرجينيا.

إلى أن تولى توماس جيفرسون الحكم. راجع النظام المالى وقال: «حاولت جاهداً أن أجد أخطاء فى المنظومة المالية التى وضعها هاميلتون. للأسف لم أتمكن من إيجاد حتى ثغرة واحدة».

مات هاميلتون فى مبارزة بالسلاح ضد «burr». الذى دخل التاريخ أيضا ولكن من باب آخر. باعتباره الرجل الذى قتل هاميلتون.

هؤلاء هم مؤسسو الدولة: جورج واشنطن. هاميلتون. جيفرسون. جون آدمز. جيمس ماديسون. المجموعة المتجانسة. بينها ثقة وتعاون وإيثار. تأسست أمريكا بفضل هؤلاء الرجال. لم يجمعهم حزب أو توجه. جمعهم هدف واحد. نجحوا فى تحقيقه. هو بناء منظومة تؤدى إلى أقوى دولة فى العالم اليوم.

منظومة متكاملة: دستور. قوانين. برلمان «كونجرس». مجلس شيوخ «Senate». نظام للضرائب الفيدرالية. ضرائب منفصلة للولايات. إعلام حر مستقل يراقب كل هذا. لذلك عندما اكتملت المنظومة جاءت المشاريع والاستثمارات. تتوالد واحدا تلو الآخر. كل فرد فى البلاد يعلم من أين يبدأ وأين ينتهى. لا مفاجآت.

الرئيس هنا عنصر من عناصر المنظومة. خلفيته لا تؤثر كثيرا. قد يكون عسكريا. ممثلا سينمائيا. رجل أعمال. أبيض البشرة أو أسود لا فرق. بذلك تسير الدولة مثل السيارة التى تسير دون سائق. مثل الطيار الآلى. منظومة تتحرك ذاتيا وتلقائيا.

يجب ألا نخدع أنفسنا.

المشروعات لا تقيم دولة. مشروع عظيم مثل قناة السويس لا يقيم دولة. مشروع مثل السد العالى لا يقيم دولة. الثروات الطبيعية لا تقيم دولة. وإلا ما كانت فنزويلا وهى الدولة التى تمتلك أكبر مخزون للبترول فى العالم. أو نيجيريا. أهل الدولتين يعانون من أصعب ظروف الحياة. نعم وجدوا ثروة عظيمة تحت الأرض. لكن لم يجدوا منظومة تسيّرهم فوق الأرض.

مطلوب من الرئيس السيسى، فى ولايته الثانية، أن يحقق لنا منظومة الدولة. لنطمئن جميعا إلى أن مصر لن تعود شبه دولة مرة أخرى.

تحقيق هذه المنظومة المطلوبة سيدخل الاطمئنان إلى قلوب المصريين بعد عام 2020. بهذا سيدخل السيسى التاريخ من أوسع أبوابه. بما سوف يكون. ليس فقط بما كان. بعد أن تكون لنا دولة منحت إكسيرا للحياة يستمر عبر الزمن.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع