السعودية ليس لها نووي والسعيد ليس أهلاوي
د. مينا ملاك عازر
١٩:
٠٦
م +02:00 EET
الأحد ٢٥ مارس ٢٠١٨
بقلم : د. مينا ملاك عازر
حدثتكم فيما قبل عن دولارات الأمير الشاب بن سلمان، وأنها ستبقى عاجزة عن أن تشتري له الأمان وإن اشترت له السلاح الذي قد يوفر له الأمن، ولكن لن يوفر كما رأينا في نهاية المقال الأمان، وللأمانة وبالمناسبة قد يستطيع المال أن يوفر له السلطة ويؤمنها له داخلياً بين مجموعة من الأمراء الذين عرفوا طريقته في ابتزازهم ولي ذراعهم، بيد أنه إنهم تعلموا منه وعرفوا كيف يفلتون، هنا يستطيعون الإفلات من براثنه والأكثر خطر ذلك الخطر الداهم في شرق المملكة من القبائل الشيعية التي قد تحركها إيران متى أرادت، وإن استطاع المال تأمين هذه المسألة والفجوة الأمنية، لكن المهم مع بقاء احتمالية حيازة إيران لقنبلة نووية يضع هذا السعودية في مأزق افتقاد الأمان وهذا ما توقفنا عنده المقال السابق.
الأمير الشاب يبدو أنه لم يزل يظن بخبراته الضئيلة في عالم السياسة أن المال قادر على شراء الأمان، والأمان لن يحضر إلا بحضور النووي سلاحاً بين يديه بحسب ما أوحى به له بعض الإعلاميين الغربيين، وهنا أشار إلى إمكانية أن تمتلك بلاده السلاح الخطير هذا وهو أمر يجب وضعه في حسباننا لنفهم ما تقبل عليه المنطقة، هل بمقدور السعودية تطوير سلاح ليصبح نووي، الإشارات الراهنة والأوضاع القائمة تؤكد ابتعاد السعودية عن هذه الخطوة بمراحل، وإلا كان العالم قد التفت لها كما التفت لإيران، لأن إسرائيل لن تسمح بأن تكن دولة من المفترض أنها عدوة وفي نفس منطقتها تمتلك سلاحاً نووياً، فكما تهيج إسرائيل العالم على إيران كان من المفترض أن تهيجه على المكلة السعودية، وهنا يجدر بنا الإشارة أننا أمام أحد أمرين، إما أن ثمة توافق سعودي إسرائيلي خفي أو أن السعودية فعلاً لا تمتلك تلك التكنولوجيا ولا حتى بداياتها، صحيح من المفترض وبحسب التقارير المتناثرة أن ثمة توافق سعودي إسرائيلي على الأبواب، وجاري بشكل ما إلا أن الخطوة النووية السعودية يجب أن تكون سابقة لتلك التقارير لتكون قد قطعت شوط طويل في سباقها النووي مع عدوتها إيران، ومن ثمة فلا سبيل في عقل بن سلمان إلا شراء السلاح النووي ولا سبيل لشرائه إلا من باكستان، وهنا نكتشف أن باكستان ترفض أن تبعه السلاح، والعالم بأكمله لن يسمح بهذه السابقة في عالم سوق السلاح النووي، فلن تكن هنا الأموال نافعة ليس لرفض باكستان فقط بل أيضاً لكثير من الدول التي ستعارض الخطوة، ويجب أن تكون الخطوة في طي الكتمان لتنجح وترضى عنها أمريكا وإسرائيل.
وإن كانت السعودية استطاعت بأموالها أن تغير وجهة السعيد من الزمالك للأهلي بالضغوط والترهيب والبودي جاردات والأموال الخضراء، فلن تستطيع أن تغير حقيقة واقعة بأن السعيد ليس أهلاوياً بدليل أن إلهه كان المال ،وقبل التوقيع للعدو التقليدي الزمالكاوي في عالم الرياضة بأموال مصرية وليس دولارات السعودية، فبما أن النجاح المالي للسعودية قد يحدث بشكل ما في الرياضة لكن في عالم السياسة لن تفد السعودية أموالها كثيراً، فستبقى البقرة التي يجب أخذ جزء من ثروتها أو حلب لبنها وابتزازها.
المختصر المفيد الأموال لا تشتري الأمان.
الكلمات المتعلقة