حتى لا ننسى.. نظرة إلى فكر الجماعة

"سندعوهم الى مناهجنا ،ونضع بين ايديهم برامجنا ،فأن أجابوا الدعوة ،وسلكوا السبيل الى الغاية، آذرناهم ،وإن لجأوا الى المواربة ،وتستروا باﻻعذار الواهية والحجج المردودة ،فنحن حرب على كل زعيم او رئيس حزب اوهيئة ﻻتعمل على نصرة اﻻسلام ،وﻻتسير فى الطريق ﻻستعادة كلمة اﻻسلام ومجد اﻻسلام ،سنعلنها خصومة ﻻسلم فيها وﻻهوادة".
 

ليست تلك الكلمات ﻻحد زعماء داعش الجدد،لكنها تعبيرات ومفردات حسن البنا ..الذى زعم يوما ان دعوته للمحبة واﻻخاء..بينما تضمنت خطاباته ورسائله الى اﻻخوان ..كل ما نراه اليوم من منهج القتل والصراع مع العالم..!!

 

نشأت جماعة اﻻخوان المسلمين اصلا كرد فعل سلمى لحركة التحديث فى المجتمع المصرى ،فى النصف اﻻول من القرن الماضى..وتبدت مظاهر ذلك نبذ المرأة المصرية للحجاب ،واقبالها على التعليم ،ونزولها ميدان العمل ،بل والى ميدان السياسة ،وتنديدها بتعددالزوجات،والمناداة بالغاء المحاكم الشرعية ،واقبال الرجل المصرى على اساليب الحياة العصرية ،فى زيه وعاداته وتفكيره،وانصراف الشباب المصرى عامة عن التعليم الدينى فى اﻻزهر،الى العلوم الحديثة ..وظهور تيار التحرر العقلى الذى تبدى فى اعادة النظر فى اﻻفكار والتقاليد القديمة وتناولها بمفهوم جديد..على ان هذا التيار لقى معارضة شديدة من التيار الدينى اﻻسلامى ،الذى اعتبر ذلك تغريبا ،واعتبرها حركة من حركات اﻻنحلال ،ومن الطبيعى ان العوامل الثقافية و البيئية كان لها تأثير كبير فى تبين موقف كل من الطرفين ،فقد وقفت العناصر الدينية من خريجى اﻻزهر ودار العلوم والطرق الصوفية وتلاميذ الشيخ رشيد رضا فى صف المعارضة لتيار التغريب ..بينما وقفت العناصر ذات الثقافة العلمانية وعلى راسها الجامعة المصرية فى صف التغريب..
 

ويمكن القول ان العناصر ذات الثقافة الدينية كانت تنحدر فى غالبيتها من اصول ريفية وعمالية وبورجوازية صغيرة ،وكان معظمها يعجز عن تحمل المصروفات الباهظة التى فرضها اﻻحتلال على جميع مراحل التعليم حينذاك ،فاضطرت الى اﻻقبال على نوع التعليم الوحيد المجانى،فى ذلك الوقت وهو المتمثل فى مدارس المعلمبن والمعلمات ودار العلوم واﻻزهر ..وهذه العناصر بحكم ابتعادها عن اسباب اﻻحتكاك بالحضارة اﻻوروبية يشتد فيها الشعور الدينى ،وتسودها فكرة الجامعة اﻻسلامية ..وتختلط الفكرة القومية عندها لحد كبير بالفكرة اﻻسلامية...و حسن البنا ممثل لهذه العناصر المنحدرة من الريف........!!