الأقباط متحدون - هل هناك طب أزهرى وهندسة أزهرية؟!
  • ٢٢:٣٤
  • السبت , ٢٤ مارس ٢٠١٨
English version

هل هناك طب أزهرى وهندسة أزهرية؟!

مقالات مختارة | بقلم : خالد منتصر

٥٧: ٠٩ م +02:00 EET

السبت ٢٤ مارس ٢٠١٨

خالد منتصر
خالد منتصر

 أثار تصريح المهندس موسى مصطفى موسى، المرشح فى انتخابات الرئاسة، الزوابع ضده، التصريح كان خاصاً بالأزهر، طالب فيه «موسى» بإلغاء كل الكليات التى لا علاقة لها بالعلوم الدينية، مثل طب وهندسة وعلوم وزراعة.. إلخ، ولا أعرف سر الغضب الذى تملك البعض والهجوم الحاد الذى شُنّ على المرشح بمجرد تلفّظه بهذا التصريح، وكأنه نطق كفراً!!، فالرجل لم يأتِ بجديد، فقد كان الأزهر طوال تاريخه جامعة لها علاقة بتدريس معارف الدين وعلومه، مثل الفقه والحديث والتفسير والقراءات.. إلخ، وقرار الكليات العملية العلمية الأخرى أو الأدبية التى تدرّس علوماً مختلفة عن تلك العلوم الدينية التقليدية كان قراراً صادراً فى عهد الرئيس عبدالناصر، ولو كان متاحاً وقتها رفع قضايا ضد الدولة بحرية، لكان قد كسبها المحامى الانتحارى من أول جولة، لأن هذا القرار غير دستورى تماماً، وأيضاً غير متوافق مع أبجديات الدولة المدنية، وفوق ذلك غير عادل، فما معنى أن أقصر كلية طب أو هندسة على صاحب دين معين؟؟!، هل هناك علم اسمه طب القلب الأزهرى، وهل هناك هندسة الميكانيكا الأزهرية؟!،

هل هناك زراعة مسيحية وصيدلة هندوسية؟!، وهل داخل الإسلام نفسه سيختلف الطب السّنى عن الطب الشيعى؟!، هل هناك قسطرة إسلامية ومنظار كاثوليكى؟!، والرد الجاهز الذى يقدّمه البعض تبريراً لقرار «عبدالناصر» هو رغبته فى تخريج طبيب ومهندس بخلفية إسلامية، هو رد غير مقنع، فهل الطبيب خريج طب القاهرة والمهندس خريج عين شمس، والزراعى خريج المنصورة زنادقة؟!، وهذا الرد يحمل مفهوماً مضللاً، وهو أن هذا الطالب طوال عمره منذ الابتدائية حتى الثانوية، لم يكن مسلماً، وفى تلك الشهور التى تسبق دراسة الكلية العملية الأزهرية سيضغط فجأة على زر الإيمان ويصير الطبيب والمهندس المسلم!، هل ستسمح الدولة بإنشاء كيان موازٍ يشمل كلية طب قبطية وكلية هندسة أرثوذكسية؟!!، وما ذنب المواطن مختلف الديانة الحاصل على ٩٧٪ ألا يحقق حلمه فى كلية الطب مثلاً، بينما يحققه الحاصل على أقل منه بكثير، لمجرد أنه يدين بدين الجامعة؟!!، ليست وظيفة الأزهر تخريج زراعى مسلم، لكن وظيفته زرع التنوير فى ربوع مصر والعالم الإسلامى كله، وليتفرّغ لتلك المهمة.

نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع