الله لم يعطينا روح الفشل

الخادم الحقيقى هو من يخدم بحب وأمانة واجتهاد بتسليم كامل لتدبير الله ، لا يتفاخر بكثرة نجاحاته ولا ييأس إذا فشل فى شىء "لأن الله لم يعطينا روح الفشل ، بل روح القوة والمحبة والنصح"..

 

القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة القديس جورجيوس فى مقاله "الخادم وروح الفشل" وضح لنا أن روح الفشل قد تسيطر على الخادم حينما لا يحقق ما يريده فى الخدمة لأننا كثيرا ما نرغب بالتفاخر بالاستجابة لأعمالنا التى نظنها أنها جبارة وهو ما يدل على الأنانية والضعف ، لا نرغب أن يعرف أحد شىء عن أمور ضعفنا وإن فشلنا نبرر فشلنا بالصعوبات مثل التنشئة والميديا وهذا لا يحقق خدمة ناجحة لأنها تبنى على تصوراتنا وطاقتنا ومكانتنا وهذ قمة الانحرف عن العمل الإلهى الذى لا يستمد نجاحه من أعمالنا أو مهاراتنا ، روح الفشل يعتمد على تفكير صاحبه ونفسيته ورؤيته وهدفه فهناك من يخسر فى مسابقات ويعتبرها كارثة أصابت خدمته ويفكر فى الانسحاب.
 

الخادم الذى يصاب بروح الفشل لا يعترف بضعفه وتقصيره بل يتحدث عن أخطاء الآخرين ويصدر الأوامر ويأخذ القرارات ويثبت روح الضعف والإحباط فى وسط مخدوميه ، ، الذى يسيطر عليه روح الفشل لا ثقة له بالله ولا يعلم أنه يخدم مسيحا مهانا متألما ، أن قوة الله لا تسر أن تظهر إلا فى ضعف خدامه ، لأنه حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوى ، ومن يرغب طريق سهلا مليئا بالمدح والافتخار فليخف لأنه خرج عن طريق سيده المصلوب ، مسيحه الذى يريد أن ينتصر فى خدامه الضعفاء حتى تصدق أن لنا هذا الكنز فى أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا. 

 

الخدمة الحقيقية لا تتباهى أو تتفاخر ، تعمل فى هدوء ومحبة واتضاع وتسليم كامل لتدبير وصلاح الرب يسوع ..