الأقباط متحدون - حكاية نَفَس
  • ٠٤:٠٩
  • الجمعة , ٢٣ مارس ٢٠١٨
English version

حكاية نَفَس

مرقس كمال زاخر

مساحة رأي

٥٤: ٠١ م +02:00 EET

الجمعة ٢٣ مارس ٢٠١٨

صوره_أرشيفية
صوره_أرشيفية

 مرقص كمال 

كان الجميع فى ترقبٍ وقلق والقلوب تصلى وتدعو الله بأنين يغمره رجاء ليمر الأمر بخير
 
وفجأة إنطلقت صرخاته عالية بلا إنقطاعٍ بل وبشدة ومعها تحول قلقهم لهدوءٍ ودعواتهم لشكرٍ من عمق القلب
 
دب الفرح أرجاء المكان وتغنت الزغاريد الممزوجة بضحك بألحان السعادة وٍرفرفت معها وتطايرت كل المشاعر العفوية معلنة لحظات سرور كم تمنوا أن تتوقف عندها الحياة بلا أى ألمٍ أو همٍ أوحزن
 
ووسط كل هذا الفرح إستمر هو وحده يصرخ بلا إنقطاع لفترة طويلة
 
حقاً وُلد لهم طفل ووُلد معه أول نَفَس ملأ صدره وأخرجه بصرخة ومنذ ذلك الوقت إرتبطت حياته بهذا النَفس فكان كلما خرج منه يعود إليه فى نفس اللحظة لتستمر الحياة فقد إرتبطا وتصادقا ولم يفترقا
 
ويوماً بعد يومٍ نما سوياً وصارا أكثر فهماً لبعضهما البعض ومع كل موقفٍ وحالٍ كان يختلف رد فعل هذا النَفَس تجاوبا مع صديقه
 
فتارة يسرع بأقصى ما عنده مع غضبٍ أو جرىٍ أو جهدٍ وتارة أخرى يهدأ فى سلامٍ مع سكونٍ أو فرحٍ او حباً وعشقاً وفجأة يخرج وينتظر خارجاً للحظات قليلة مع خوفٍ وإنهاكٍ أو إعياءٍ وربما شدة حزنٍ ولكنه يعود سريعاً باعلانٍ انه باقٍ معه لمزيد من الوقت
 
وفجأة وبدون مقدمات بعد عمرٍ قضياه سوياً أيامه قليلة أو عديدة خرج هذه النَفَس ولكن هذه المرة بلا عودة ومع إنطلاقه نظر لأسفل ليرى صديقه راقداً مغمضاً عيناه فى سلام وعلى وجهه إبتسامة صافية طفولية بينما إنطلقت روحه معه فكما أتيا سوياً رحلا سوياً فى يومٍ ترقباه وإستعدا له فلم يتفاجأ أى منهما كأخرين تغافلوا وتناسوا وأهدروا أيامهم غضباً وكراهيةً وخصاماً فإفترقوا عن أنفاسهم التى إنطلقت كمن إنفك أسره
 
نعم فى هذه المرة ومع هذه الانطلاقة المرتقبة كانت السعادة والفرح من نصيبهما بينما الصراخ من نصيب من فارقاهم
 
إنها قصة ورواية كلٌ منا تختلف الاسماء والالوان والجنسيات والازمنة والاسباب وأيضاً البدايات والنهايات والأعمار ولكنها تتفق فى مفهومها وحقيقتها فهل نفهم ونترقب ؟ أم نتغافل فنتفاجأ ؟
 
إنها بإختصار حكاية إنسان وحكاية نَفس
#شخابيط_إنسان
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد