سليمان المنياوي

 هنئ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء 20 مارس اي بعد يومين من اعلان فوز بوتين في الانتخابات ، وفق ما اذاعتة شبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية عن مسؤول في البيت الأبيض، واتصال ترامب جاء تراجعا عن وعدة في تويتة كتبها قبل الانتخابات الروسية أنة لن يهنئ بوتين في حال فوزة .

 

وكان الناطق بأسم الرئاسة الروسية ، دميتري بيسكوف، قد صرح، في حينذاك ، أن الكرملين لا يعتبر عدم قيام ترامب بتهنئة بوتين بفوزه في الانتخابات الروسية "تصرف غير ودي"، مشيرا إلى أن موسكو منفتحة لتطبيع العلاقات مع واشنطن.
 
وكانت مصادر مطلعة في البيت الأبيض قالت ، الاثنين 19 مارس، نقلا عن صحفيين تحدثوا مع مساعد ترامب، هوجان غيدلي، إن الرئيس الأمريكي لا ينوي الاتصال هاتفيا بالرئيس الروسي، لتهنئته بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية في روسيا.
 
لكن بوتين الذكي قال انة لم يقرأ تويتة ترامب برغبتة عدم تهنئتة في حالة فوزة ، واضاف ضاحكا عندما سئل  من احد الصحفيين :عما إذا كان سيترشح مجددا بعد انتهاء الولاية الجديدة في عام 2024 ،"ما تقوله مضحكا، هل تظن أنني سأبقى في السلطة حتى أبلغ مئة عام، الإجابة لا".
 
جاء ذلك بعد ان اعلن فوزة بولاية رئاسية رابعة بفارق اكثر من 76% ، وبأعلي من نسبة ال 64% التي فاز بها في انتخابات 2012،من اصل 110 مليون ناخب روسي يحق لهم التصويت في الانتخابات .
 
وقالت متحدثة باسم الحملة "الأرقام تتحدث عن نفسها" واضافت " هي بمثابة التفويض الذي يحتاجه بوتين لاتخاذ قرارات مستقبلية. فهو لديه الكثير من القرارات من هذا النوع "
 
اكد نيقولاي بولاييف، نائب رئيس اللجنة الانتخابية المركزية، أن أكثر من 56 مليونا من المواطنين الروس صوتوا لصالح بوتين في الانتخابات الحالية، مشيرا إلى أنه حقق بذلك أفضل النتائج له خلال مسيرته الرئاسية وحطم رقمه القياسي السابق للعام 2004، حين أيده 71.31% من الناخبين، أي 49 مليونا وستمئة ألف شخص.
 
وهكذا يري المراقبون ان النتيجة التي حققها الرئيس بوتين في الانتخابات ، كانت الأفضل في تاريخ روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي.
 
ففي عام 2000 فاز بوتين في أول انتخابات رئاسية له بـ52.9% من الأصوات، وفي 2012 صوت له 63.6% من الناخبين.
 
وحلّ في المركز الثاني بعد الرئيس بوتين من حيث عدد الأصوات، المرشح عن الحزب الشيوعي بافل غرودينين بـ11.80%، فيما جاء زعيم الحزب الليبيرالي الديمقراطي فلاديمير جيرينوفسكي ثالثا بـ5.66% من الأصوات.
 
واحتلت المرشحة عن حزب "المبادرة المدنية" كسينيا سوبتشاك، المرتبة الرابعة بـ1.67%، وتجاوز غريغوري يافلينسكي منافسها الأقرب، والمرشح عن حزب "يابولكو" الليبرالي عتبة 1%، حاصلا على تأييد 1.04% من الناخبين، في حين استقر بوريس تيتوف المرشح عن "حزب النمو" عند المركز السادس بـ0.76%، يليه مكسيم سورايكين المرشح عن حزب "شيوعيو روسيا"، الذي حصل على 0.68%.
 
أما أدنى نسبة في تأييد الناخبين الروس، فكانت لسيرغي بابورين، المرشح عن "الاتحاد الشعبي الروسي" الذي حصل على أصوات 0.65% فقط ممن صوتوا في انتخابات 2018.
 
وسبق لرئيسة اللجنة الانتخابية الروسية إيلا بامفيلوفا أن أكدت أن الانتخابات لم تشهد انتهاكات تذكر، معبّرة عن رضاها عن سير عملية الاقتراع.
وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد اعلان فوزة " إنه منفتح لحوار بناء مع الدول الاخري " في اشارة واضحة الي بريطانيا وازمة تسمم العميل الروسي المزدوج.
 
وأضاف قائلا:"ولكن بالطبع لا يعتمد ذلك علينا وحدنا، فكما في الحب لابد وأن يبدي الطرفان اهتماما وإلا فإنه لن يكون هناك حب"."
 
وأكد بوتين أنه لن يكون هناك سباق تسلح، متعهدا بتقليص الإنفاق الدفاعي.
 
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن اتهام موسكو بتسميم العميل الروسي  في بريطانيا هو "مجرد هراء"، مؤكدا أن موسكو "دمرت كل أسلحتها الكيميائية" و"مستعدة للتعاون" مع لندن
 
وصرح بوتين للصحافيين "لايعتقد أحد أن شخصا ما في روسيا يسمح لنفسه بالقيام بهذه الأمور قبيل الانتخابات وكأس العالم لكرة القدم هو أمر لا معنى له ومجرد هراء"
 
وهذه المرة الأولى التي يتطرق فيها الرئيس الروسي إلى هذه القضية منذ أن وجهت لندن الاتهام لروسيا بعد العثور على الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا فاقدي الوعي وأدخلا المستشفى في 4 مارس في حال حرجة بعد تعرضهما لحالة تسمم .
 
وكانت الدول الغربية قد طالبت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، ومقرها لاهاي، كل المعلومات عن برنامج كيميائي يحمل اسم "نوفيتشوك" ويتعلق بمادة سامة للأعصاب ابتكرها علماء سوفيات إبان ثمانينات القرن الماضي، وفق الغربيين وخبير كيميائي روسي سابق يعيش في الولايات المتحدة
في حين أكد بوتين "لو كان الأمر يتعلق بغاز عسكري كيميائي، لكان الناس ماتوا على الفور"، مشددا على أن "روسيا ليست لديها مواد كهذه، لقد دمرنا كل أسلحتنا الكيميائية تحت إشراف مراقبين دوليين"
 
وأكد الرئيس الروسي  أن بلاده "للمشاركة في التحقيقات الضرورية"، وقال "لذا من الضروري أن تكون الجهة المقابلة (البريطانيون) مهتمة أيضا. حتى الآن، لا نرى ذلك"
 
تهنئة ترامب وتهدئة لندن ارتبطت بالشعبية الكبيرة التي حظي بها بوتين في الانتخابات ، وتهنئة الكنيسة الارثوزكسية له واعتبارة "بطل قومي" ، وانتصارات الجيش السوري في الغوطة ، وعدم تأثيرالدعاية المضادة الغربية باستخدام سوريا للاسلحة الكيمائية ، وفشل الحرب "النفسية الحقوقية" في اكاذيب الدفاع عن المدنيين السوريين في الغوطة ، بعد فضح المدنيين لتلك الحرب والاكاذيب جعل الدول الاربع الغربية وامريكا ينتقلون الي موضوع اخر وهو خروج روسيا عن اتفاقات حظر الاسلحة ؟!!
 
اخر الاسبوع مع تحياتي