اغفروا يغفر لكم
سامية عياد
٥٧:
١٠
ص +02:00 EET
الخميس ٢٢ مارس ٢٠١٨
23/3/2018
عرض/ سامية عياد
كلنا خطاة نحتاج الى المغفرة التى نطلبها من الله كما أوصانا أن نقول "اغفر لن ذنوبنا" ونحن نطلب من الله المغفرة لأن الله هو الغفور وحده الذى يتصف بالمحبة والرحمة..
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "المغفرة والله الغفور" وضح لنا أن الرب يغفر لأن هذه هى طبيعته المحبة والرحمة وأيضا لأنه يقول "هل مسرة أسر بموت الشرير إلا برجوعه عن طرقه فيحيا" ، أنه لم يغفر فقط وإنما أعطى سلطان المغفرة لكهنته فقال "من غفرتم خطاياه تغفر له" "وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا فى السماء" ، بل نجده أمر الناس أيضا أن يغفروا بعضهم لبعض وقال "اغفروا يغفر لكم" وحذر من عدم المغفرة "إن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم زلاتكم".
ولدينا أمثلة عديدة من الكتاب المقدس توضخ مغفرة الله التى ليس لها حدود ، لقد غفر الرب لأهل نينوى بعد أن كان قد حكم عليهم بالهلاك ، وغفر لزكا العشار وحضر وليمة العشارين فلما تذمر الفريسيون قال لهم "لا يحتاج الأصحاء الى طبيب بل المرضى" وايضا "أنى أريد رحمة لا ذبيحة ، لأنى لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة الى التوبة" ، لقد غفر الرب للص اليمين المصلوب معه وأعطاه وعدا بالدخول الى الفردوس "..اليوم تكون معى فى الفردوس" ، غفر الرب للمرأة التى بللت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها ، غفر الرب للمرأة السامرية فصارت مبشرة لأهل مدينتها ، غفر الرب للذين فى السبى وأرجعهم منه ، غفر لبطرس الذى أنكره ثلاث مرات وغفر لشاول الطرسوسي الذى كان مضطهدا للكنيسة ، غفر لتوما الذى شك فى قيامته ، .. وغيرها من الأمثلة لمغفرة الله لأنه قال "هكذا يكون فرح فى السماء بخاطىء واحد يتوب ، أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة"
ومغفرة الله ليس معناه تنازل الرب عن عقوبة الخطية فقد قال "النفس التى تخطىء هى تموت" إنما مغفرة الخطية معناها نقلها الى حساب المسيح الذى يتألم عنها ويموت ويمحو هذه الخطية بدمه "هو مجروح لأجل معاصينا" ، ومع المغفرة يستر الرب على الخاطىء ويمحو إثمه ولا يعود يحاسبه على ما أخطأ به ، بل أيضا لا يذكر خطيته بعد "إن كانت خطاياكم كالقرمز ، تبيض كالثلج" ، ومن شروط المغفرة التوبة "إن لم تتوبوا فجميعكم تهلكون" ، وأيضا أن نغفر للآخرين "إن لم تغفروا للناس زلاتهم ، لا يغفر لكم أبوكم زلاتكم" .
ليتنا نتعلم من الله المغفرة ، نسامح ونصافح من أخطأ لأنه ليس أحد بلا خطية ومن يقول أنه بلا خطية يضل نفسه كما يقول القديس يوحنا الرسول "إن قلنا إنه ليست لنا خطية ، نضل أنفسنا وليس الحق فينا" ..