هل يفعلها الإمام الأكبر؟
مقالات مختارة | حمدي رزق
الخميس ٢٢ مارس ٢٠١٨
أتمنى على مولانا الإمام الأكبر الدكتور الطيب أحمد الطيب أن يخاطب إخوة الوطن بما يحمله فى قلبه من حب ومودة ورحمة، يا مولانا هناك شكوك سكنت القلوب وأفكار عششت فى العقول وكتابات وأقوال وأفكار منسوبة إلى نفر من المنتسبين إلى الأزهر الشريف تقض مضاجع شباب إخوتنا المسيحيبن.
الإمام الأكبر قادر بطيب القول على تصحيح الصورة، ومحو الإساءة، ووصل ما انقطع، وتوكيد المعانى، وجسر الهوة، وطمأنة الأفئدة وإراحة العقول ولجم التفلت ورسم صورة حقيقية عما يستبطنه الأزهر وعلماؤه الثقات لأهلنا جميعاً.
أقول قولى هذا وأنا أواجه فى كل ندوة بشباب مسيحى غاضب ومحزون مما يتترى على ألسنة منسوبة إلى الأزهر الشريف، عاتباً معاتباً على الإمام الأكبر أنه لا يعلن لإخوته فى الوطن ما يستبطنه من حب، وما يحمله من خير لإخوته، ومهما قلت نقلا أمينا عن فضيلته، لا يلقى قبولاً ويظن بى بعضهم الظنون، وهم فى الغالب يحسنون الظن ولكن على قناعتهم أن فى الأزهر نفرا معدودا وبالأسماء يكرههم كراهية التحريم.
الإمام الأكبر يلقى منهم محبة، وفى يقينهم خارج نطاق الكراهية، وموقنون بأنه طيب قولاً وفعلاً، وهو كذلك باليقين المبين، ولكنهم حيارى يتساءلون: لماذا يصمت الإمام الأكبر عن دعوات الكراهية التى تنطق بها ألسنة بعض المنتسبين إلى الأزهر الشريف، ويظنون بمناهج الأزهر الشريف الظنون، ويدللون ببعض ما كان مكتوباً ويدرس وتمت مراجعته وتصويبه بجهد جهيد؟!.
ثورة الشك تعتمل فى نفوس بعض من شباب المسيحيين، ولذا أدعو فضيلة الإمام الأكبر إلى محاضرة عامة تعقبها ندوة مفتوحة فى قلب الكاتدرائية المرقسية بالعباسية يخاطب فيها شباب المسيحيبن، ويفسح لهم مجالاً فى حضرته يسألون ما شاء لهم، ويجيب بما هو مستقر فى يقينه وضميره وأوصى به نبينا صلى الله عليه وسلم، ونطق به الكتاب الكريم.
مثل هذه المحاضرة (فى غير المناسبات الدينية التبريكية بالأعياد الدينية) سيكون لها مفعول السحر، ستبدد غيوماً، وتزيح سحاباً، وتطمئن قلوباً، وتصوغ عهداً جديداً خلواً من الشك والظن والإثم، وتقطع الطريق على المتبضعين باسم الأزهر كراهية للمسيحيين، كيف يتصور عقل أن فى الأزهر من يكره المسيحيبن والإمام قائم يصلى من أجل المحبة فى المشيخة الأزهرية؟!.
وأدعو قداسة البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكرازة المرقسية، لأن يبادر بتوجيه الدعوة لفضيلة الإمام الأكبر للقاء شباب الكنيسة فى كنيسة الوطن، لقاء مصارحة يقف على الحروف جميعاً، ويرد غائلة المتشككين، ويطمئن إخوة الوطن بأن لنا فيهم ذمة ورحما كما قال الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، إن فعل ذلك فقد ربحنا كثيراً من المحبة تظلل سماء هذا الوطن الطيب.
الصمت على ما يكيدون لإخوتنا لا يستقيم مع العلاقة الروحية الطيبة التى تجمع بين الإمام الأكبر والبابا تواضروس، شيخ طيب وحبر جليل، لو تنزلت بركات هذه العلاقة الطيبة تسقى الأرض العطشى للمحبة سيكون خيراً عميماً، لا يكفى أن يوقر الإمام البابا ويوفيه محبة، ولا يكفى أن يوقر البابا الإمام ويوفيه محبة، ورابط المحبة بينهما معلوم، فليتنزلا معاً من علياء منصبيهما الدينيين لينقيا الأرض الطيبة من الحشائش الضارة، هذا سعى الطيبين كما أعتقد محباً.
نقلا عن المصري اليوم