الأقباط متحدون - الانتخابات الرئاسية
  • ١٧:٢٧
  • الثلاثاء , ٢٠ مارس ٢٠١٨
English version

الانتخابات الرئاسية

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١١: ٠٤ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٨

صوره_أرشيفية
صوره_أرشيفية

 د. مينا ملاك عازر

الانتخابات التي أنا أتحدث عنها في هذا المقال إن شاء الله انتخابات يدخلها رجل أقل ما يوصف بأنه منقذ لبلاده، فبعد أن كادت تضيع أنقذها بيد أنه في الحقيقة ديكتاتور بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهنا يجدر الإشارة إلى أنه برغم ديكتاتوريته هذه إلا أنه صاحب مريدين كثيرين لأنه زاد من مساحة بلاده بضمه أراضي لها، اجتياح بلاد مجاورة واقتطع ما يناسبه منها وما يريده، يسحق رجال الأعمال ببلاده الذين يعارضونه أو يخالفون توجهاته الاقتصادية، فمعارضيه يملأون السجون، ولم يبقى منهم إلا قلة قليلة، والباقون يعارضون معارضة كومبارسية لاستكمال الواجهة الإعلامية، وديمقراطيته التي يدعيها يطوع القانون على كيفه وكيف من حوله ولمصلحته ولمصلحة رجاله المخلصون الذين غالباً من جيشه، يقتل من شاء بلا هوادة، ينتهك الدستور بشكل قانوني، أتحدث عن الانتخابات الروسية، ويبدو هذا جلياً أيها السادة من بعض النقاط التي تفرق شخصية البطل في هذه الانتخابات، فالسيد بوتين فعلاً نهض ببلاده اقتصادياً بشهادة معارضيه وانتشلها من الوحل حقاً، وأصبح لها صوت بين الأمم، ولم تصبح أبداً تابعة أو راكعة لأي دولة مهما كانت قيمة هذه الدولة، ولم تصبح مديونة لأحد أو تقترض من أحد، يقتص من الإرهابيين الذين ينالون من بلاده أينما وجدوا وأيضاً من المعارضين والجواسيس والخونة، له شخصية سياسية يمتهن السياسة ويفهمها ويقدرها، ويفهم أن منصب رئيس الجمهورية منصب سياسي حقيقية وليس منصب شرفي يعمل فيه لأجل مصلحة زبانيته ومن أتى على أكتافهم فقط، صحيح هو من كبار الذين نكلوا بمعارضيهم خاصةً رجال الأعمال حتى يدفعون ويخضعون، لكنه أبداً ما فرط في أرض بلاده بل اقتطع من جورجيا أقليمي أبخزيا وأوستيا، واقتطع من أوكرانيا شبه جزيرة القرم، وأسس في شرقها جمهورية تابعة له، يقف أمام الغرب بجسارة ولا يعبأ برؤيتهم له على طول الخط. 

الرفيق بوتين الذي انتصر يوم الأحد  الماضي في الانتخابات الرئاسية والتي شهدت إقبال في يوم واحد بلغت تسع وستين بالمئة من إجمالي الناخبين، انتقم ممن أذلوا بلاده وقتاً ما، ولم يركع لأحد قط، صحيح أنه لجأ لرجاله كي يقوموا معه بالتمثيلية الديمقراطية التي مثلت أمام العالم وتابعناها وهي الانتخابات الرئاسية لكنه دائماً يحترم الدستور حتى أنه تنازل عن مركز الصدارة لفترة رئاسية تركها لصديقه اللدود ميدفيديف ليصبح هو رئيس للوزراء لتلك الفترة، ثم عاد ليحافظ على النظام الدستوري بألا يترشح لأكثر من مرتين متتاليتين، ولم يعبأ بدعوات البعض بأن يغير الدستور، ولم يلتفت استهجان الكثيرين تلك الخطوة لكنه فعلها، فكله يهون في سبيل الدستور واحترامه، وها نحن لم نراه يفعل ما يفعله الكثيرون الذين ينتهكون الدستور فيما هو أقل أهمية من هذا حين يسنون قوانين ويوقعون معاهدات واتفاقيات مخالفة كل المخالفة لدستور بلدهم، يضربون بأحكام القضاء عرض الحائط.

المختصر المفيد «نادراً ما نجحت محاولة الجمع بين الحكمة والسلطة هي نجحت بعض الأحيان، ولكن لفترة قصيرة فقط». 
ألبرت آينشتاين