الانتخابات الرئاسية
د. مينا ملاك عازر
الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
الانتخابات التي أنا أتحدث عنها في هذا المقال إن شاء الله انتخابات يدخلها رجل أقل ما يوصف بأنه منقذ لبلاده، فبعد أن كادت تضيع أنقذها بيد أنه في الحقيقة ديكتاتور بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهنا يجدر الإشارة إلى أنه برغم ديكتاتوريته هذه إلا أنه صاحب مريدين كثيرين لأنه زاد من مساحة بلاده بضمه أراضي لها، اجتياح بلاد مجاورة واقتطع ما يناسبه منها وما يريده، يسحق رجال الأعمال ببلاده الذين يعارضونه أو يخالفون توجهاته الاقتصادية، فمعارضيه يملأون السجون، ولم يبقى منهم إلا قلة قليلة، والباقون يعارضون معارضة كومبارسية لاستكمال الواجهة الإعلامية، وديمقراطيته التي يدعيها يطوع القانون على كيفه وكيف من حوله ولمصلحته ولمصلحة رجاله المخلصون الذين غالباً من جيشه، يقتل من شاء بلا هوادة، ينتهك الدستور بشكل قانوني، أتحدث عن الانتخابات الروسية، ويبدو هذا جلياً أيها السادة من بعض النقاط التي تفرق شخصية البطل في هذه الانتخابات، فالسيد بوتين فعلاً نهض ببلاده اقتصادياً بشهادة معارضيه وانتشلها من الوحل حقاً، وأصبح لها صوت بين الأمم، ولم تصبح أبداً تابعة أو راكعة لأي دولة مهما كانت قيمة هذه الدولة، ولم تصبح مديونة لأحد أو تقترض من أحد، يقتص من الإرهابيين الذين ينالون من بلاده أينما وجدوا وأيضاً من المعارضين والجواسيس والخونة، له شخصية سياسية يمتهن السياسة ويفهمها ويقدرها، ويفهم أن منصب رئيس الجمهورية منصب سياسي حقيقية وليس منصب شرفي يعمل فيه لأجل مصلحة زبانيته ومن أتى على أكتافهم فقط، صحيح هو من كبار الذين نكلوا بمعارضيهم خاصةً رجال الأعمال حتى يدفعون ويخضعون، لكنه أبداً ما فرط في أرض بلاده بل اقتطع من جورجيا أقليمي أبخزيا وأوستيا، واقتطع من أوكرانيا شبه جزيرة القرم، وأسس في شرقها جمهورية تابعة له، يقف أمام الغرب بجسارة ولا يعبأ برؤيتهم له على طول الخط.