الأقباط متحدون - ميلاد رياض فارس مجهول وروح حية
  • ٠٧:٠٨
  • الاثنين , ١٩ مارس ٢٠١٨
English version

ميلاد رياض فارس مجهول وروح حية

سليمان شفيق

حالة

٥٠: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ١٩ مارس ٢٠١٨

صور_أرشيفية
صور_أرشيفية
سليمان شفيق
ولد في يناير1960 / يونيو2017
(استشهد الماء ولم يزل
يقاتل الندي 
استشهد الصوت ولم يزل
يقاتل الصدي 
وميلاد بين الماء والندي 
وميلاد بين الصوت والصدي
فراشة تطير حتي اخر المدي.)
تعودنا ان نكتب عن المشاهير، وأصحاب الحضور الإعلامي ، وكم من الفرسان المجهولين دفعوا حياتهم في صمت وتواضع دون ضجيج ، من هؤلاء ميلاد رياض ،من أسرة مصرية حقيقية تؤمن بالله والوطن والفقراء ، ولد 1960في عزبة فقيرة من آلاف العزب المنسية الأسماء بجنوب المنيا تسمي عزبة اسكندر، حينما كان الوطن يربت علي كتفي الفقراء ويحلم بالعدالة الاجتماعية ، كان ابن لأسرة مكونة من ستة أبناء ، ثلاثة منهم اختاروا حياة الرهبنة والتكريس .
 
في تلك الفترة كان الأب منير خزام اليسوعي في بداية السعي نحو رسالته الرهبانية والكهنوتية ، في 1965 كان الأب منير كاهنا يخدم في المنيا ، يحمل علي كأهلة أبناء الحي الفقير بجنوب المنيا ، ومن عزبة اسكندر جاء الطفل ميلاد ابن التسعة سنوات الي حضن الأب منير ولمدة سبع واربعين عاما وحتي رحيل الأب والمعلم في فبراير 2017.
 
بدا مسيرتة مثل العديد من الأطفال اللذين تعرفوا علي ابونا منير في عام 1969 من خلال النشاط الكشفي، وكان قريبا جدا من ابونا منير، الذي كان يكلفة بخدمات عديدة، حيث كان يتطوع في اعمال البناء اثناء بناء وتشييد بيت الشباب في المنيا عام 1979، حيث كان يبيت في المبني كحارس له. 
وكان لدية روح خدمة وبساطة وتواضع شديد،فكان دائما يذهب الي الخدمات البسيطة فقد كان يحب دائما ان يخدم في الخفاء بعيدا عن اي ظهور، لذا كان دائم الخدمة في معسكرات الاطفال والشباب من خلال خدمة في المطبخ، حيث كان يعد الطعام للاطفال والشباب وكان دائم السهر في المعسكر، حيث كان مسؤولا عن السهر طوال الليل امام قدرة الفول المدمس كان يفعل ذلك في صمت وبكل محبة وتواضع ودون انتظار لاي كلمة شكر . 
رافق  ميلاد ابونا منير في مسيرتة في تاسيس بيت للمكرسين غي اول محطة بقرية البربا بالمنيا  عام 1983،.
 
وعاش مع ابونا منير في رحلتة الي جنوب الصعيد في قرية الدرب بنجع حمادي عام 1986، ثم وفى عام 1988 ذهب الأب منير خزام اليسوعي إلى الأقصر لخدمة ثلاث قرى، غرب مدينة الأقصر، مركز أرمنت، هى: المريس، أرمنت الحيط، وأرمنت الوابورات، وهناك قام بمساعدة عدد من المتطوعين، كان اولهم المرحوم ميلاد رياض، وآخرون، وقاموا بتنفيذ مجموعة من الأنشطة للأطفال والشباب والفتيات، تمثلت فى أنشطة ومعسكرات كشفية، دروس تعليمية، أنشطة رياضية، وتقديم الإسعافات الأولية وكان اول المرافقين لابونا منير عند وصوله الي مدينة ارمنت جنوب الاقصر عام 1988. 
 
كان لة دور كبير ومؤثر في مساندة ابونا منير في رسالتة في ارمنت واستمرار هذة الرسالة وحتي رحيلة في 2017 اي لمدة 29 عام من العطاء والتفاني والاخلاص وانكار الذات، 
 
لذا فهو يعتبر الابن البكر لابونا منير الذي كان رفيقا له في كل خطوات مسيرتة، وهو الاخ الاكبر لكل الشباب الذين قدموا فيما بعد الي ارمنت مثل :- جمال يوسف، امجد يوسف، سامي سعيد، منير سامي واخرين، وهو الخادم الامين الذي خدم حتي النهاية لدرجة انة توفي في اثناء احدي الاجتماعات الخاصة بجمعية مفتاح الحياة بارمنت. 
 
بدا مسيرة خدمية بارمنت كامسؤلا عن بيت المكرسين في ارمنت الوبورات حيث كان يهتم باطفال وشباب ارمنت وكان يهتم ايضاً بالمتطوعين الجدد من الشباب القادمين من المنيا، حيث كان بمثابة صديق واخ اكبر لهم ثم تولي مسؤولية التدريب المهني خلال ورشة الحدادة واللحام حيث كان يعلم ويدرب الشباب مهنة اللحام. 
 
درس لمدة سنة في معهد الدون بوسكو ومعهد اللاهوت بالسكاكيني ثم عاد ليكمل رسالتة في خدمة الأطفال والشباب وفي عام 1990 تولي مسؤولية مركز التنمية بارمنت الحيط حيث كان اول من اسس هذا المركز برفقة ابونا طوني، وكانت اهم الخدمات التي يقدمها هذا المركز هي محو الأمية والنشاط الكشفي والنادي الصيفي وتدريب وتأهيل القادة من الشباب وفي عام 1993 كان اول من عاون ابونا منير في تاسيس جمعية مفتاح الحياة وبعدها في تأسيس دار الايتام الذي كان مسؤولا عنة لمدة 3 سنوات. 
 
ثم تولي مسؤلية برنامج النشء بالجمعية في ارمنت الحين لسنوات عديدة حيث كان يحب الاطفال ويهتم بخدمتهم وتعليمهم. 
 
كان يمتاز بالبساطة والتواضع وكان خادما للجميع عاش كل حياتة في الخفاء يخدم بكل صدق وأمانة كان دائم البعد عن الاضواء والظهور، كان مساندا في الخلف دائما لكل اخوتة الصغار الذين اتوا الي ارمنت بعدة وتولوا المسؤوليات القيادية، لذا فإن اخوتة الصغار يعتبرونه المؤسس للمرحلة الثانية لجمعية مفتاح الحياة، فبوفاتة وسطهم اثناء حضور احد الاجتماعات قد جسد مثل حبة الحنطة التي يجب ان تموت اولا لكي تنموا وتثمر ثمرا كثيرا، يعتبرة جميع من عرفوة انة مع رفيق عمرة ابونا منير يمثلون ايقونة البساطة والتواضع والعطاء حتي النهاية.. حيث رحل اثناء احدي اجتماعات العمل ليلحق بأبية منير خزام من جديد .
 
رحل ميلاد رياض ولكنة ترك رسالة واسرة من زوجتة أمل وابنية توني ورائد ، وأبناء بالروح والتنمية يقدمون المحبة والعطاء دون صخب او انتظار مقابل.