السعودية تشتري الجزيرة
د. مينا ملاك عازر
٤١:
٠٤
م +02:00 EET
الجمعة ١٦ مارس ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
من العيب أن تكون بلا مبادئ، ولكن المصيبة أن تكون بلا مبادئ وتدعي أن لديك مبادئ، والكارثة أنك وأنت هكذا تجد من يؤيدك ويصدقك ويسير على هديك، ويؤكد كذبتك بأن لديك مبادئ، في حين أنك تُباع وتُشترى وتعلي قيمة المال فوق كل القيم الإنسانية من الصدق والصراحة والأمانة والحرية ثم يصل بك الحال أن تُباع وتُشترى وتجعل من نفسك سلعة في سبيل أن تبقى الأول ثم تدعي أن لك مبادئ.
ما سبق من سطور تستطيع أن تجعله عاماً، وتستطيع أن تجعله خاصاً على حالة بعينها، حالة ادعت أنها فوق الجميع، وأن لديها مبادئ مع أن الأمرين لا يتفقا، فخادم القوم سيدهم، ومن تواضع لله رفعه، ولا يجوز أن تكون أولاً وأنت تجعل نفسك فوق الجميع، وهذه هي أبسط المبادئ لكنك صدقت وجماهيرك صدقوك وتعايشوا مع تلك الكذبة الكبرى، أنك فوق الجميع، وأن لديك مبادئ، كنت تشتري وتبيع في الناس بأموال وكالة الأهرام التي كنت ترأسها وتدعمك أكثر من منافسيك بحجة أن لديك بطولات أكثر، وحتى في دعمها المتميز مالياً بشكل مبرر كانت تدعمك في أوقات مميزة كأوقات انتقالات اللاعبين، وتؤخر دعم منافسيك في تلك الأوقات حتى يصبحوا أقل قدرة مالية بكثير منك، ويصبح لديهم عدم استقرار مالي ليهرب منهم اللاعبين ويقلقوا من الانتقال إليهم، ويلعبون وهم متوجسين خيفة وقلقين على مستقبلهم، كل هذا الفساد الذي لا تستطيع الحساب عليه لأنه حساب مقنع بطرق قانونية مؤسفة، وفي النهاية تدعي أن لك مبادئ مع أنك تخالفها على طول الخط، تفاوض لاعبي منافسيك وتخطفهم ولا تقبل أن يحدث معك هذا، تضغط وتُقايض وتستغل نفوذك وتصدق أن لك مبادئ.
وحين سقطت وكالة الأهرام، وأصبحت هناك شركة أخرى تدعى بريزنتيشن تدخل المنافسة، ويحتمي بها وبأموالها منافسيك من غدر وكالتك التي تلعب لأجلك فينجحوا ويحصلوا على بطولات حينها تدعي أن الشركة التي ترعى منافسيك وترعى البطولة التي تلعب فيها ويلعبون فيها اشترت الحكام واتحاد الكرة لمصلحة من ترعاهم، ثم تتفق معها وترعاك! ولا أحد يستطيع أن يتهمك بأنك تخالف مبادئك، ولا تعود تتهم الشركة بالتتواطؤ مع منافسيك، لأنك عدت لتأخذ البطولات وكأن من المبادئ أن تأخذ أنت البطولات وحدك! والمؤسف أنك وأنت تتهم الشركة ومنافسيك بالتواطؤ ورشوة الحكام تنسى أن وكالة الأهرام التي كانت ترعاك كان تعين العديد من الحكام في صفوفها ويحكمون لك مباراياتك التي كنت تكسبها بشبهات كثيرة، والمهم أنك تبقى فوق الجميع وصاحب مبادئ تغيرها بحسب حاجتك، فاللاعب الذي يهرب منك لا يعود ثانيةً لك إذا كنت لا حاجة له، وإذا كنت محتاجه تعيده لصفوفك وتحتويه وانظروا لحالتي إبراهيم سعيد وعصام الحضري لتعرفوا أنكم متلونين وبلا مبادئ.
المؤسف الآن أنه حين تساوت الرؤوس بفعل أن الشركة الراعية أصبحت واحدة، قررتم أن تبيعوا أنفسكم لمن يدفع أكثر كالعادة، وقررتم بيع مبادئكم وتدخلون الأموال كحل بسفه غير مبرر، وتظهر السعودية في صورة رجل يشتري الجزيرة ليدعمكم في منافستكم ويُفشل ما يفعله المنافسين الذين فعلوا بلاعبيكم ما كنتم تفعلونه بلاعبيهم! وسبحان مغير الأحوال، حينها تكتشفوا أن هذا مخالف للمبادئ التي كانت غائبة وأنتم تفعلون هذا! وتبقى الدولارات الخضراء تزين فانلتكم، وليس نجوم بطولاتكم كدرع وسيف أمام من يعاديكم ومن يعادي مبادئكم التي تلبسونها متى أردتم وتخلعونها عنكم بإستربتيز مقزز متى أردتم في سبيل إعلاء أنفسكم وتسطير تاريخ مزيف من الإنجازات والادعاءات الباطلة والكاذبة للأسف.
المختصر المفيد الأموال لا تشتري حب الناس، ولا احترامهم، وأخيراً تسقط الأقنعة.