الأقباط متحدون - حول «رجل المرحلة»
  • ١٢:٢٧
  • الخميس , ١٥ مارس ٢٠١٨
English version

حول «رجل المرحلة»

مقالات مختارة | بقلم : نيوتن

٢٤: ١١ ص +02:00 EET

الخميس ١٥ مارس ٢٠١٨

نيوتن
نيوتن

 (عزيزى نيوتن؛

 
ما أجمل أن يكون الكيان أو الإنسان جميلًا وقويًا. هكذا كان مقالكم «رجل المرحلة» بعمودكم فى 13/3! لقد لمس هذا المقال معظم شؤون الحياة بمصر لمسًا دقيقًا وعميقًا!
 
عزيزى نيوتن، لقد عشنا تاريخنا كله ونحن نحتاج إلى رجل المرحلة! ويأتى رجل المرحلة ويمضى بعد عدة سنوات أو حتى عشرات السنوات، ثم نجد أنفسنا أننا ما زلنا بحاجة ماسة إلى رجل مرحلة أخرى تالية!
 
عام 1805 كنا نحتاج إلى رجل مرحلة، وجاء محمد على باشا منقذًا ولازمًا للخلاص من أوضاع متردية استمرت عدة قرون. وانتقل بمصر من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة. وفى عام 1952 كنا نحتاج إلى رجل مرحلة بعد ترهل الأحزاب وتنافسها فيما لا ينفع ولا يفيد مصالح مصر والمصريين. وجاء جمال عبدالناصر رجل المرحلة وألغى الأحزاب القديمة وكوّن تنظيمات جديدة بداية من هيئة التحرير مرورًا بالاتحاد القومى ثم الاتحاد الاشتراكى، وحقق أهدافًا عظيمة، ولكنه لم يستطع أبدًا تكوين نظام ديمقراطى تنبثق منه أحزاب سياسية متنافسة تُحرك الحياة السياسية، وتؤدى إلى ظهور كوادر وتخلق مناخًا دافعًا لحرية الرأى والفكر. وانتهى بهزيمة 1967.
 
ثم جاء الرئيس السادات رجلا لمرحلة جديدة. ودخلت مصر الحرب وانتصرت عام 1973، وابتكر السادات نظام المنابر ثم الأحزاب السياسية ولكنها كلها كانت تدور فى فلك رئيس الجمهورية. وجاء حسنى مبارك خلفًا للسادات الذى اختاره وأمضى فى الحكم ثلاثين عامًا وانتهى ببرلمان لم يسبق له مثيل فى جميع برلمانات العالم المتقدم والمتخلف، منذ ظهور النظام البرلمانى والماجنا كارتا فى إنجلترا فى القرن الثالث عشر.
 
سوف نظل دائمًا فى حاجة إلى رجل المرحلة! نحن نشبه عائلة كبيرة يحكمها رجل قوى والكل يعيش فى فلكه ولا رأى سوى رأيه ولا صوت يعلو فوق صوته! وحينما يرحل عميد العائلة نجد أن العائلة ما زالت بحاجةٍ ماسة لرجل المرحلة القادمة. والبداية الصحيحة هى وجود برلمان قوى يُمثل الشعب تمثيلًا حقيقيًا بعيدًا عن المصالح الشخصية والجهل السياسى، ينبثق من أحزاب حقيقية فاعلة. فإذا ما ظهر هذا البرلمان تعددت الآراء وتحققت الحرية وعمّ الارتياح واعتدل الإعلام وارتفع تفكير الشعب وتعمق انتماؤه وتبدد الظلام وعمّ الضياء.
 
عزيزى نيوتن! هل تصدقنى حينما أقول لك إننى أتمنى أن تصل مصر إلى برلمان مثل برلمان الوفد عام 1950 وقد أشرف على الانتخابات رجل نزيه شريف اسمه حسين سرى باشا.
 
محمد السيد رجب ـ مدير عام سابق - الإسكندرية)
 
■ ■ ■
 
(عزيزى نيوتن؛
 
أتفق تماما مع كل ما ذكرت عن رجل المرحلة. وأضيف أننا نحن المصريين الذين طلبنا من هذا الرجل أن يتحمل هذه المسؤولية، ولم يسع هو لها، وأكد أكثر من مرة أنه لن يسعى لكى يكون الرجل الأبدى، ومن هنا أدعوه فى بداية ولايته الثانية إن شاء الله أن يمهد الطريق أمام كل الكوادر المصرية الوطنية القادرة على تحمل هذه المسؤولية فى ٢٠٢٢ وأتصور أن الانتخابات المحلية والتدقيق فى اختياراتها سوف تكون فرصة ذهبية أمام هذه الكوادر أن تظهر قدراتها فى هذا الشأن.
 
وباختصار أتمنى أن تكون الفترة الثانية إعلانا عن مصر الجديدة دولة مؤسسات قوية يعلو فيها صوت القانون، نفخر بها أمام العالم، ويكون الرئيس السيسى قد حفر لنفسه مكانا ومكانة أمام العالم أجمع.
 
د. صلاح الغزالى حرب).
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع