معركة سيناء 2018.. سيمفونية الحسم الأسطورية
مقالات مختارة | بقلم : فاطمة ناعوت
١٩:
١١
ص +02:00 EET
الخميس ١٥ مارس ٢٠١٨
فى جميع بيانات «القيادة العامة للقوات المسلحة»، التى بلغت حتى الأحد الماضى خمسةَ عشر بيانًا، ينسِبُ المتحدثُ العسكرىُّ كيانَ «القوات المسلحة» إلى الشعب المصرى، فلا يقول: «تستمرُّ القواتُ المسلحة»، بل يقول: «تستمرُّ قواتُكم المسلحة». وفى تحويل: «ال» العَهد إلى الضمير «..كم» تكمنُ رسالةٌ شديدة البلاغة والقوة والذكاء.
«وتستمر قواتُكم المسلحة والشرطة فى بذل كلِّ غالٍ لرفعة الوطن وسلامة شعبه الكريم»، هكذا اختتم البيانُ قولَه، ليتحوّلَ كلُّ مواطنٍ مصرىٍّ من «متابع» إلى «مُشارك». من «مُشاهِد» إلى «ضالع»، من «منتظر» إلى «فاعل»، من «مواطن» إلى «مقاتل»، ومن «مُنصِتٍ» إلى «عازف» فى سيمفونية أسطورية هائلة، قوامُ عازفيها مائةُ مليون عازف مصرىّ.
لم يسبق لتاريخ العالم أن شهِد سيمفونيةً بهذه الفرادة والاستثنائيّة، فكلُّ سيمفونيات العالم تتكوّن من أربع «حركات» أو أقلّ. بينما سيمفونية سيناء العظيمة عديدةُ الحركات مفتوحةٌ على المدى. بلغت السيمفونيةُ حتى الآن خمس عشرة حركةً، ويعلم الله متى ستكون «السوناتا» الأخيرة التى تختم السيمفونيةَ بالضربة القاضية على الإرهاب الأسود، ليعقبَها تصفيقُ جماهير العالم بأسره.
وكلُّ سيمفونيات العالم تُكتَبُ من أجل أوركسترا واحد وحيد. لم يشهد التاريخُ سيمفونية يتشارك فى عزفها أكثرُ من أوركسترا، إلا سيمفونيةَ «سيناء» 2018 الفريدة التى تشارك فى عزفها أوركسترا الجيش المصرى، مع أوركسترا الشرطة المصرية، مع أوركسترا مؤسسات الدولة.
لكن هناك أوركسترا جديدًا يعزف لحنَه الراقى فى خلفية المشهد الأوبرالى المدهش. «سلاح الظهير الشعبى» كما أسمّيه، فالشعبُ المصرىّ الشريف يؤمنُ بخطورة ما يجرى فى سيناء الآن، فاصطفّ خلف جيشه العظيم يدعمه ويؤازره ويدعو له مع كل خفقة قلب مصرى ينبضُ فوق تراب هذا البلد العريق، مصر الطيبة. أوركسترا الشعب المصرى، الذى يعرف حتمية تلك المعركة الشريفة المشتعلة فى سيناء الآن، ويعرف أن لا نهضةَ لمصر بدون تلك المواجهة، ولعلّها أشرسُ معاركنا وأشرفها، لأنها تذود عن شرف مصر وتكتبُ مستقبلَها.
نذكر بالفخر كلَّ جندىٍّ مصرىّ يجودُ بدمائه الآن من أجلى ومن أجلك ومن أجل مصر، ونذكر بالخير كلَّ شهيد مصرىّ شريف قدّم حياته قربانًا لهذا الوطن، ونذكر بالحبّ كل أمٍّ يحترق قلبُها على وليدها، لكنها لم تبخل بأثمن ما لديها من أجل الوطن. اللهم احْمِ أسودَ مصر البواسلَ فى سيناء، وإليهم أقدّم هذه الأغنية التى ستسمعونها قريبًا بصوت أجمل حناجر مصر، على نغمات أرقى موسيقيى مصر.
«تعظيم سلام لجيش بلادى/ حامى أرضى/ حامى عرضى/ معركتنا جوا سينا/ معركة حق الشهيد/ جندى واقف ع الحدود/ عينه صقر قلبه حديد/ أنت ابن لكلّ أمّ/ أنت مجد فى كلّ فمّ/ وأنت درع لكل دمّ/ فى عروق ولادى/ تعظيم سلام لجيش بلادى.
جنود بلادى/ ياللى بتضحوا بحياتكم/ لأجل ما غيركم يعيش/ إنتوا ع الجبهة دروعنا/ واحنا عزم مينتهيش/ جندى بلادى/ فى الوطن أعظم نشيد/ وفى السما عايش شهيد/ تعظيم سلام لجيش بلادى.
جندى بلادى/ دمّك الغالى فدانى/ دم طاهر/ يروى أرض النيل فاتطرح/ فى القلوب شمس وأغانى/ دم أحمد/ دم مينا/ يختلط فى أرض سينا/ خضّب التربة العفيّة/ طرحت زهور/ خضّر الصحرا العصيّة/ خلّا كل الضلمة نور/ تعظيم سلام لجيش بلادى.
جيش بلادى/ هو تاج مصر الشريف/ يحمى تاريخها وحاضرها/ لو حتى طيف مرّ بسماها/ من عدو عاوز دمارها/ مش هايطلع له نهار/ جيش بلادى/ هو تاج مصر وشرفها/ كلنا شايلين جميلك/ اللى بيشوف والكفيف/ أما اللى بيخون الوطن/ مش مِننا!
ده وباء وجيف/ تطرده الأرض اللى طاهرة/ من تراب طِيبة العفيف/ تعظيم سلام لجيش بلادى».
نقلا عن المصرى اليوم