العالم بين عفرين والغوطة الشرقية
د. مينا ملاك عازر
٢٦:
٠٣
م +02:00 EET
الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
أصدقك القول صديقي القارئ، أنني كنت متحيراً بينما أختار عنوان هذه الكلمات التي تقرأها سيادتك، فقد كنت وللحظات قليلة قبل أن أخط الكلمات أعزم على أن أعنونها بالإعلام العالمي بين عفرين والغوطة الشرقية، ولكنني إذ وجدت الموقف أعم وأشمل كما سأسوق لك قررت أن أغير العنوان في آخر لحظة ليكون كما ترى في الأعلى العالم بين عفرين والغوطة الشرقية.
أصدقك القول صديقي القارئ، أنني كنت متحيراً بينما أختار عنوان هذه الكلمات التي تقرأها سيادتك، فقد كنت وللحظات قليلة قبل أن أخط الكلمات أعزم على أن أعنونها بالإعلام العالمي بين عفرين والغوطة الشرقية، ولكنني إذ وجدت الموقف أعم وأشمل كما سأسوق لك قررت أن أغير العنوان في آخر لحظة ليكون كما ترى في الأعلى العالم بين عفرين والغوطة الشرقية.
وأنا هنا أرصد تباين عالمي وليس إعلامي فقط بين الاهتمام والرؤية المقدمة نحو أفعال النظام السوري والقوات الروسية بالغوطة الشرقية، ذلك المكان الذي لا يزد عن كونه ثلث عفرين من حيث المساحة، وإن تساويا الاثنين من حيث أن سكانها بشر لكن من وجهة نظر العالم أن بشر عفرين لا يستحقوا الاهتمام والتعاطف كبشر الغوطة الشرقية، وإذا نشرت الصور التي تنقل الدمار والمذابح والخراب ومآسي الإنسانية ودون أن تعلق عليها معرباً ومفصحاً عن لأي مكان تنتمي الصور سواء عفرين أو الغوطة لتاه المتابعين ولم يعرفوا، فالخراب يشمل الاثنين والأطفال المقتولة والمهدم عليها المباني يشمل المنطقتين، لكن لأن هناك شطارة من قبل المعارضة السورية لتسليط الضوء على ممارسات فظة من قبل النظام السوري ومن معه يستطيعون جذب التعاطف العالمي نحو الغوطة الشرقية، ولأن الروس يقاتلون هناك في غير رضا عالمي يجتذب التعاطف العالمي نحو الغوطة الشرقية لكن عفرين حيث التكالب والتكاتف بين القوات التركية التي تحاول اجتياح عفرين منذ العشرين من يناير الماضي، مع خمس وعشرين ألف مقاتل ينضون تحت راية الجيش السوري الحر ومجموعة من الإسلاميين المتشددين ضد أكراد يكافحون ويسعون للحفاظ على مدينتهم وتواجدهم بمسقط رأسهم، ورغم أن ثمة تواجد لداعش وفلولها غير معلن بالقوات التي تهاجم عفرين، وبرغم البطولة النادرة التي يضربها أكراد عفرين إلا أن العالم يغمض عينيه ويصم أذنيه عن مذابح إنسانية تجرى بعفرين، وأن الأمر على هواهم، بل قل لأنه حقاً على هواهم لأنه لا يوجد التوافق العالمي لمساندة الأكراد الذين خرجوا على النص حين حاولوا تأسيس دولة لهم بشمال العراق وضايقوا أردوغان وإيران، وأقلقوا الكل إذ ما نجحوا بالتواصل بين شمال العراق وعفرين، فاقتربوا من البحر المتوسط ما قد ينجح فرص الانفصال التي فشلت بسبب عدم وجود منفذ بحري جعل دولة الأكراد في شمال العراق مضيق عليها ومحاصرة وسط صمت دولي وحنث بالوعود من قبل العالم.
على كل حال أرجو ألا يفهم مقالي هذا دعماً لتفتيت الدول أو لانفصال الأكراد لكنه في حقيقته رصد لخزي إعلامي عالمي،وعالم يحكمه المصالح، ولا مكان لادعاء الإنسانية ورفض العنف، فالمسألة تحكمها مرةأخرى المصالح والمكاسب ولا مكان أبداً للضمير.
المختصر المفيد يا ضمير العالم استيقظ، فالأطفال يموتون والنساء يغتصبون، والبشر بشر في كل مكان وزمان، ويستحقون التعاطف والمساندة والدعم.