قصة اللقاء الأول بين «كوكب الشرق» و«موسيقار الأجيال»
فن | الدستور
الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٨
فى 6 فبراير عام 1964، شهدت الساحة الفنية عملًا فنيًا سمى بـ«لقاء السحاب»، فاجتمع لأول مرة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مع كوكب الشرق أم كلثوم فى أغنية «أنت عمرى»، التى قدمتها على مسرح الأزبكية، ولكن محمد عبد الوهاب كان قد بدأ العمل على الأغنية قبل إطلاقها بثلاث سنوات، وتحفظت الراحلة أم كلثوم على بعض الكلمات مثل كلمة «شوقونى» التى تم تعديلها لتصبح «رجعونى».
وأغنية «أنت عمرى» تركت بصمة خصوصًا فى مطلعها، والذى برز فيه صوت آلة الكونترباص، وقتها كان العازف عباس فؤاد والذى لعب الصولو خلف أم كلثوم، وفى أحد الحوارات أوضح عباس فؤاد أن آلة الكونترباص هى أول من جمع بين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، وفى بروفات أوضح عباس أن محمد عبد الوهاب عندما سمع عزف عباس قال له: «دى حاجة عظمة»، ومن بعدها التصقت الكلمة بعباس فؤاد وأصبح اسمه عباس عظمة.
لهذا اللقاء قصة طويلة تبدأ من خمسة أعوام سبقت ظهوره للجماهير، فذات يوم دق جرس التليفون في بيت عبد الوهاب، وكان المتحدث أحمد شفيق كامل.
بدأ أحمد شفيق كامل يقرأ كلمات أغنية جديدة لعبد الوهاب ليبدي رأيه فيها، وأحس عبد الوهاب بكلمات الأغنية، وطلب من أحمد شفيق كامل أن يأتيه بالكلمات كاملة لأنه قرر تلحينها لنفسه.
في ذلك الوقت، كان عبد الوهاب يفكر في عمل مشترك بينه وبين أم كلثوم وعرض فكرته على أحمد الحفناوي عازف الكمان في فرقة أم كلثوم ورجاه أن يجس نبضها في ذلك الموضوع، فعاد إليه بعد أيام يعلن الموافقة المبدئية لأم كلثوم على هذا المشروع.
وحدث أن أصيب عبد الوهاب في الحادث المشهور حينما اعتدى عليه «مجنون عبد الوهاب» ونقل إلى المستشفى، وزارته أم كلثوم وقتها وكان عبد الحليم موجودًا وفتح الكلام في الموضوع القديم- موضوع تلحين عبد الوهاب أغنية لأم كلثوم- وأبدت أم كلثوم استعدادها.
عندما خرج عبد الوهاب من المستشفى، كانت فكرة التعاون الفني بينهما قد استقرت في ذهن الإثنين وأخذ عبد الحليم يلح بها على رأس عبد الوهاب بين الحين والآخر، وبعدها عرض عبد الوهاب مجموعة من الأغاني على أم كلثوم ومنها أغنية أحمد شفيق كامل التي أعجبت بكلماتها فاختارتها.