صØاÙØ© المØروسة.. والضمير الوطني
مدØت بشاي
١٣:
٠١
م +02:00 EET
السبت ١٠ مارس ٢٠١٨
كتب : مدØت بشاي
لا ريب أن القيم الإيجابية هي أهم ما نتوارثه عبر الأجيال، والتي ينبغي أن نعض عليها بالنواجز ØŒ وهي نتاج طبيعي للضمير الØÙŠ الذي أودعه خالق النÙس البشرية منذ بداية الخلق ÙˆØتي قبل نزول التوجيهات الإلهية عبر الأديان والعقائد والكتب السماوية ØŒ وانتشار بيوت الله ÙÙŠ المعمورة..
إنه الضمير ووخزاته الموجعة التي كان من الضروري استشعارها من قبل قابيل الذي كان يمثل ربع سكان الأرض بعد اغتياله لأخيه هابيل الذي كان يمثل أيضا ربعًا آخر من سكان المعمورة.. وهو أيضا الضمير الذي استنÙر كل قوي الخير والترÙع عند يوس٠الصديق Ùمنعه ورغم كل المغريات من ارتكاب الÙاØشة.. وهو الضمير الذي دÙع برجل ÙÙŠ الستين من عمره منذ شهور أن يقÙز ÙÙŠ البØر لإنقاذ Ùتاتين من الغرق ÙˆÙŠÙ†Ø¬Ø Ø¨Ø§Ù„Ùعل إلا أنه يدÙع Øياته ثمنا لهذا الموق٠النبيل ثم بمشاعر المØب لا يتØمل ابن ذلك الرجل الشهم رؤية المشهد ونهاية Øياة والده الذي Ø£Øبه Ùيسقط ميتا Øزنا عليه بجوار جثة أبيه.
والØديث عن القيم والضمير عبر الأزمان Øديث ممتد ومتواصل جاء ÙÙŠ رسالات الرسل وعبر آيات وقصص الكتب السماوية وأØاديث الأنبياء.. وأيضا عبر أشعار الأولين والمØدثين ÙˆÙنون القدامي والمجددين وإبداعاتهم.. وتظل الكلمة بما تشكل من لغة تواصل Øية وسريعة ÙÙŠ مقدمة الأسلØØ© الناÙذة ÙÙŠ تØريك الضمائر وبناء القيم.
ورغم أننا نسمع ونشاهد العديد من كتابنا ومبدعينا ÙÙŠ وسائل الإعلام المختلÙØ© وهم يكررون عبارة أنهم ليسوا ÙÙŠ Øاجة لملاØقة الأجهزة الرقابية لهم ØŒ وأنهم يمتلكون Ùلاتر خاصة تستطيع تنقية خطابهم للمجتمع والناس من الشوائب والرذائل ØŒ إلا أننا وللأس٠تطالعنا وبشكل خاص ÙÙŠ العديد من مناÙØ° الكلمة والإبداع وبشكل خاص ÙÙŠ بعض الصØ٠التي لا يدرك كتابها قيمة الكلمة ومدي تأثيرها ÙØ£Øالوا دنيانا إلي مساØات Ù‚Ø¨Ø ØªÙ‚Ù„Øµ لدي الناس Ùرص التقاط الأنÙاس والرؤية ولو من بعيد لمناطق الأمل.
لقد قال الÙيلسو٠الراØÙ„ سلامة موسي منذ أكثر من نص٠قرن إذا كان الأديب يكبر بمقدار مسئولياته Ùإن الصØÙيين هم أعظم الأدباء ÙÙŠ عصرنا، لأن أعظم ما يؤثر ÙÙŠ الجمهور ويغيره ويوجهه للخير أو للشر هو الجريدة وذلك لقوة الإيØاء الذي ينشأ من تكرار ظهورها كل يوم.. ولذلك أول شرط لبلاغة الأدب الصØÙÙŠ أن يكون من يمارسه أمينا لقرائه مخلصا لمبادئه لا يخون ولا ينØر٠لأن ÙÙŠ خيانته أو انØراÙÙ‡ Ø¥Ùسادا للقراء وبعثا للشر، ومهمته أن ينير ويرÙع مستوي البØØ« من ظلام الجهل والعامية إلي نور المعرÙØ© والثقاÙØ©ØŒ ومن العاطÙØ© إلي التعقل وأنا لا أتصور ماذا كان يمكن أن يقول موسي لو كان بيننا الآن وقد ØÙلت أكشاك باعة الصØ٠بجرائد ومجلات صارت تبيع الكذب والوهم وتروج Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ø Ø£Ø®Ù„Ø§Ù‚ÙŠØ© متجاوزة كل خطوط الأمان القيمية والانسانية ØŒ تزي٠وتشوه المعتقدات وتثير الÙتن وتزرع المكائد وتÙتعل الØروب وتصنع من المØتالين أبطالا ومن المزيÙين للتاريخ شهودا للعصر، والدخول ÙÙŠ منازلات وملاسنات بين قياداتها Ùيما أصاب أصØاب تلك المهنة بالخجل أن يكون من بينهم هؤلاء.
وقد يقول البعض أن ظهور مثل تلك النوعيات من الصØ٠يعد نتاجا طبيعيا ÙÙŠ مراØÙ„ الØراك السياسي والاجتماعي للأمم التي تعلو Ùيها قيم المادية وتنزوي Ùيها الÙضيلة Ùتزداد مساØات التردي والتخل٠والإباØية.. إلا أن الأمر صار يشكل خطورة رغم أنه لوØظ ÙÙŠ الÙترة الأخيرة أن القاريء قد بدأ يرÙض التجاوب والتÙاعل مع ما تطرØÙ‡ تلك الصØاÙØ© الÙاسدة..
وإلي أصØاب وكتاب تلك النوعية من الصØ٠أذكرهم بمقاطع من المقال الاÙتتاØÙŠ لرئيس تØرير صØÙŠÙØ© المؤيد ÙÙŠ أول عدد للجريدة بتاريخ أول ديسمبر عام 1889 أي منذ 117 عاما الذي أراه صالØا لأن يشكل نواة Øقيقية لوضع إعلان مباديء يقول : إليكم يا بني مصر جريدة نشأت ÙÙŠ مهد الاخلاص Øميدة المبدأ والغاية تناجيكم ولا تسر النجوم لسواكم وقد أخذت علي عهدتها بث الأÙكار المÙيدة والأخبار الصادقة والمبادرة إلي اقتطا٠الأخبار والرغبة ÙÙŠ استطلاع ما يكون من الأÙكار من ودائع الÙطرة البشرية غير تاركة شأن التجارة الداخلية والخارجية والبØØ« ÙÙŠ Øقيقة الأسعار ومبادلة التجار والأخذ والعطاء ÙˆØركات الأسواق وهبوطها وصعودها والنظر ÙÙŠ أسباب الارتÙاع والانØطاط ومن واجباتها نشر كل ما يهم الوطني معرÙته من الØوادث معتمدين ÙÙŠ كل ذلك علي البرهان القوي والسند المثبت والعقل.. رعاية للمصلØØ© الوطنية والخدمة الØقيقية بعد التروي الصادق والبØØ« الدقيق وإرسال النظر خل٠كل سانØØ©..ÙˆÙÙŠ مقطع آخر يوجه Øديثه إلي مراسليه: إن معرÙØ© واجبات مكاتبي الجرائد ÙÙŠ البلاد متوقÙØ© علي معرÙØ© Øقيقة الجرائد ووظيÙتها Ùيها Ùمن علم أنها المخبر العام والزاجر الصادع والخطيب والواعظ بالØÙ‚ والمربي بالØكمة والمشير بالصواب والمنذر بالبرهان ÙˆØ§Ù„Ù…ØµÙ„Ø Ù„Ù„Ø®Ù„Ù Ø¨Ø£Ù…Ø«Ø§Ù„ السل٠والمنبه لمطالب الØياة بل صØÙŠÙØ© الأمم ترتسم Ùيها صور أعمال Ø£Ùرادهم Ùقد Ø£Øاط علما بمعرÙØ© تلك الواجبات Ùهم إن Ø£Øسنوا عملا وصدقوا خدمة وتنزهوا عن الغايات وتنبهوا لمصادر الأخبار والأعمال وخبروا Øقيقة البلاد ÙˆØاجاتها ودرسوا أخلاق الأهالي وعوائدها وسبروا أدواء النÙوس وأدويتها دروا قيمة ما تتØمله ذممهم وتتكÙÙ„ به هممهم من مطالب الهيئة الإنسانية كأنها الأمانة التي عرضها الله علي السموات والأرض Ùأبين أن ÙŠØملنها ÙˆØملها الانسان، Ùما يكون علي أيديهم من المناÙع والمضار للهيئات بعيد أن يسطره البنان، أو ÙŠÙصله البيان، أو ÙŠØيط بكنهه جنان، ÙØكمهم Øكم أرباب الجرائد علي السواء أمام Ù…Øكمة العالم مسئولون بتلك الواجبات والØقوق Ùليعلم الذين يكاتبون المؤيد أنهم ينقدون الأعمال، ويزنون Øركات العمال، ويبØثون عن مناÙع البلاد لاستجلابها والتماسها وعن مضارها لدرئها..
اكتÙÙŠ بذلك القدر من سطور صاØب المؤيد علي أمل أن تكون كاÙية لعل الوسط الصØÙÙŠ يتطهر من رجس وجود الصØ٠إياها.. وأخيرا Ù†ØÙ† ÙÙŠ مواجهة تØد ÙŠÙرض علينا العودة لإعلاء قيم عليا ورÙيعة.. وأن نعود لضمائرنا ليكون سعينا لبناء العقول هو الأهم لنؤكد من جديد ونهت٠مع جيمس برستد هنا ÙÙŠ مصر ولد الضمير