سليمان المنياوى
في تطور سريع ومفاجئ تحركت مياة ظلت راكدة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ، وافق الرئيس ترامب علي لقاء رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون في مكان وزمان سيتم تحديدهما لاحقا .
جاء ذلك علي لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان أن ترامب "سيقبل الدعوة للقاء كيم جونغ أون"،وأضافت : "إننا نتطلع إلى نزع الأسلحة النووية من كوريا الشمالية. وفي الوقت الحالي ، يجب أن تظل جميع العقوبات والضغوط القصوى قائمةً" على بيونغ يانغ
رئيس كوريا الجنوبية ، مون جي-إن ، أعلن في وقت سابق إثر إجرائه محادثات في البيت الأبيض، أن كيم جونغ أون وترامب سيلتقيان بحلول أيار/مايو من أجل التوصل إلى اتفاق لإزالة الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية.
وقال تشونغ أوي-يونغ، عقب إجرائه زيارة قصيرة إلى بيونغ يانغ: "قلتُ للرئيس ترامب إنه خلال لقائنا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أبلغنا أنه ملتزم بنزع
السلاح النووي ..
ورحب الرئيس الأمريكي الخميس الماضي بـ "التقدم الكبير" الذي أحرز في ملف كوريا الشمالية، إذ كتب على موقع تويتر: "كيم جونغ أون ناقش نزع الأسلحة النووية مع ممثلي كوريا الجنوبية، وليس فقط مجرد تجميد" للأنشطة النووية". وتابع "كذلك، لن تكون هناك اختبارات صاروخية من جانب كوريا الشمالية خلال هذه الفترة"، أي خلال فترة المفاوضات المحتملة..
وأردف ترامب: "لقد تحقق تقدم كبير، لكن العقوبات تظل قائمة إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق"
كما اكد الرئيس الامريكي ترامب عن أعتقادة بأن كوريا الشمالية صادقة في رغبتها بالدخول في مفاوضات ، .. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن في واشنطن الثلاثاء الماضي ، و واشاد بدور الصين في هذا المجال ، ووصفة ب "الجهود العظيمة التي تلقيناها من الصين في هذا المجال.
كما رحب ترامب بأتفاق زعيمي الكوريتين الجنوبية والشمالية علي عقد قمة بينهما في ابريل المقبل في المنطقة منزوعة السلاح ، بينما ابدت بيونج يانج استعدادها للتخلي عن اسلحتها النووية في حال ضمان أمن نظامها .
من جهة اخري كتب ترامب علي تويتر "هناك تقدم محتمل في المباحثات مع كوريا الشمالية للمرة الاولي منذ اعوام ، يبذل من أجلها جميع الاطراف المعنية جهدا حقيقيا ، والعالم يراقب وينتظر" لكنة اضاف :" قد تكون أمالا كاذبة ، لكن الولايات المتحدة مستعدة لبذل جهد كبير مهما كان المسار"
سبق ذلك ان صرح الرئيس الامريكي ترامب في جولتة الاسيوية التي تمت الشهر الماضي وفي مؤتمر صحفي مع نظيرة الكوري الجنوبي ،مون جي ان في العاصمة سيول بأنة لايأمل ان تتعرض كوريا الشمالية ل"نار وغضب"
وطالب الزعيمان ترامب ومون جي أن ، كوريا الشمالية الذهاب الي مائدة التفاوض ،وقال ترامب إنه "من المنطقي أن تجلس كوريا الشمالية إلى طاولة التفاوض"، وأن "تقدم على فعل الصواب، ليس بالنسبة إلى كوريا الشمالية فقط، بل إلى الإنسانية في العالم أجمع".
وبالرغم من الوجود الأمريكي العسكري الكبير في المنطقة فقد قال ترامب "أدعو الله" ألا يضطر إلى استخدامه ضد بيونغيانغ.
من الاهمية ان نتذكر ان الزعيمان ناشدا الصين وروسيا بالضغط على كوريا الشمالية، وقالا إنهما سيزيدان حمولة الصواريخ في كوريا الجنوبية، وهو ما اتفقا عليه في سبتمبر.
كما هو وارد من شكر ترامب للصين وذكر كيف" قامت بجهود عظيمة"، مما يؤكد علي ان هناك حوارا تم بين الولايات المتحدة والصين من جهة وبين الصين وكوريا الشمالية من جهة اخري ، كما لاحظ الخبراء أن جولة ترامب الاسيوية وزياراتة الدول الخمسة (المجاورة للصين وروسيا) للضغط عليهما .
من الملاحظ انة بعد فشل السياسة الامريكية في سوريا ، وهيمنة روسيا علي الموقف ، وتقدم الجيش العربي السوري نحو اخر معاقل الارهابيين في الغوطة ، وسقوط الاساطير الامريكية والغربية حول المدنيين واتهام النظام بأستخدام الاسلحة الكيمائية ، كل تلك الاقنعة سقطت مما دعا الامم المتحدة وروسيا بالاتفاق مع الارهابيين بالانسحاب من الغوطة الي ادلب .
هكذا يكون التقدم الامريكي في اسيا محاولة من ادارة ترامب لتخطي فشلها الكبير في سوريا ، كما ان الصين توافقت مع الولايات المتحدة مقابل حوافز اقتصادية ستظهر فيما بعد .