نظرة متعمقة3-3
د. مينا ملاك عازر
٣٠:
٠٨
ص +02:00 EET
الاربعاء ٧ مارس ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
عرضت في المقالين السابقين لحال بعض دول الشرق الأوسط، وأنا هنا معني بالدول الأكثر تأثيراً، وللملاحظة وللتاريخ أن التأثير لا يكون فقط بقوة الجيوش ولكن بجودة السياسة الخارجية والموقع وبأمور كثيرة يمكننا عرضها في مقال قادم قريباً بإذن الله.
عرضت في المقالين السابقين لحال بعض دول الشرق الأوسط، وأنا هنا معني بالدول الأكثر تأثيراً، وللملاحظة وللتاريخ أن التأثير لا يكون فقط بقوة الجيوش ولكن بجودة السياسة الخارجية والموقع وبأمور كثيرة يمكننا عرضها في مقال قادم قريباً بإذن الله.
عرضت لحال لبنان وسوريا والعراق وإيران وإسرائيل وتركيا، وعرضت لسبل التشابك بين تلك الدول، وكيف أن الأمور متلاطمة في أحيان وسيئة في أخرى، وجيدة وتتحسن في بلاد كالعراق مثلاً، وبينما أنا أعرض لهذه المسائل أشرت لمصر في معرض حديثي لصفقات الغاز واكتشافاته،والتبادل التجاري في الغاز ويبقى لي السعودية، ولأني لن أكتفي بالإشارة لمصر بما سبق فسأبدأ بالسعودية وأنتهي بمصر في هذا المقال بإذن الله.
السعودية صاحبة رابع أكبر إنفاق عسكري في العالم، وصفقة كبرى وصلت لنصف تريليون دولار أبرمت العام الماضي لشراء رضا ترامب على البقرة الحلوب، إذ يرى هو السعودية هكذا، فقدمت له لبنها وغذائها لتجعله يمنع مقاضاتها كطرف في أحداث الحادي عشر من سبتمبر بموجب القانون الأمريكي، ولتدعم موقفه الذي كان سيئ وقتها بسبب الاتهاماتبالتعاون مع روسيا، ولكي تدعم خطواتها التي تلت هذا وهي المقاطعة لقطر، وقد كان للسعودية ما حلمت به ودعمها في ما رغبت بل دعمها في اليمن، اللهم إلا حين حدث الصدام في نهاية العام بعد نقله للسفارة الأمريكية للقدس، حينها أشار لها بجرائمها في اليمن، وأشار لها بخيباتها وفشلها،وفشلها هنا يقودنا لمسألة هامة أن الإنفاق العسكري المهول الذي تنفقه لم ينفعها بجيش قوي يحسم لها الأمور في اليمن بل بقت محتاجة لمصر وللسودان وللإمارات ورغم هذا لم تحسم الصراع في اليمن وبقت إيران تؤرق لها العيش في اليمن، ومن خلال حدودها الجنوبية بتهديدات صاروخية مستمرة.
أشرت مرة أخرى لمصر في مشاركتها في حرب اليمن، والآن علي أن أوضح أن المشاركة المصرية في حرب اليمن وإن كانت محدودة ولكنها الأكثر تأثيراً فقد أحيت القبضة على البحر اليمني، وسيطرت كثيراً لمصلحتها الشخصية لتأمين قناة السويس ومواردها التي تعاني هي الأخرى برغم شق قناة موازية أو تفريعة موازية لتزيد الإيراد، وما دمت بصدد مصر يعوزني القول بأن من أهم أهداف عملية سيناء 2018 تأمين مسار خطوط الغاز المستوردة من إسرائيل التي برع الإرهابيين لمدة طويلة في اصطيادها والنيل منها وقت أن كانت مصر تصدر الغاز لإسرائيل، وهو ما كلف مصر غرامة كبرى، وهذا لا يعيب العمليات التي تقتص من الإرهابيين،وأنا لم أقل أن ذلك هو السبب الوحيد، ولكنه سبب من الأسباب التي دفعت الدولة لتأمين استثماراتها كلها في سيناء وليس فقط تصدير أو استيراد الغاز، لأن من الواضح من اللقاء الذي أجراه الرئيس في شرق القناة أن سيناء ستكون بتخطيط الرئيس منطقة مهمة للاستثمار وبناء المصانع واستخراج الثروات المعدنية، فكان من الضروري أمنياً التخلص من الإرهابيين وقطع خطوط إمدادهم، وتطهير المنطقة منهم، وتأمين خطوط الغاز وإظهار العين الحمراء لمن وراء الإرهابيين من دول لها مصلحة في غاز المتوسط ليرتدعوا ويتشطروا فقط على قبرص التي ربما هي الأخرى ستستقوى بالدول التي تتحد معها في ما يعرف بالاتحاد الأوربي، وربما أمريكا لقمع الممارسات التركية وربما أيضاً إسرائيل التي تشارك قبرص في تصدير الغاز لمصر لتصبح مصر أكبر مركزعالمي لتسيل الغاز وتصديره.
المختصر المفيد السياسة والاقتصاد مفتاحي باب فهم الكثير من الأمور في المنطقة.