فلتصلى الكنائس لإبن سلمان
نسيم عبيد عوض
الثلاثاء ٦ مارس ٢٠١٨
بقلم نسيم عبيد عوض
ولتقرع الأجراس لولى العهد السعودى ‘ وهو يخطو بقدمية ببلاط الكتدرائية المرقسية ‘بعد قدومه لمصر فى زيارة تاريخية بعدة ساعات ‘ ويتقدم بطريرك الأقباط الأنبا تاوضروس الثانى ومعه أساقفة الكنيسة ليستقبلوا هذا الرجل العظيم ‘ والذى لا أدعى إذا قلت أنه يحمل لواء وسيف التغيير المجتمعى والسلوك الحضارى فى مملكته السعودية ‘ وهو يمد يده لمصافحة قداسة بابا الأقباط لأول مرة يفعلها سعودي منذ نشأت المملكة العربية السعودية ‘‘ يوم سيسجله كتاب السنكسار الذى يقرأ فى الكنائس يوميا ‘ لأنه سجل تاريخ الكنيسة والأقباط والمكمل لسفر أعمال الرسل وهو يوم تاريخ الخامس من مارس 2018 والسابع والعشرين من شهر أمشير 1734 ش . نصلى له ليحفظه الله من شر الحاقدين وألوية الظلمة ‘ والذين يترقبون فشله وإسقاطه ‘ بعد وطأت أقدامه سحابة التغيير ‘ ولتدق الأجراس حفاوة به لأن قدومه للكنيسة القبطية علامة فارقة فى تاريخنا القبطى بل فى تاريخ المجتمعات العربية والإسلامية جميعا‘ ولأن زيارته هذه ستحمل رياح التغيير الفكرى الذى سينفخ فى العقول المتحجرة والرافضة للحياة الشاملة المسالمة ‘ ولبناة حوائط الحياة المتحجرة المانعة لمحبة الآخرين وتكفير المسالمين ‘ وستكون هذه الزيارة ضربة ومطرقة قوية على رأس المناهضين لغيير الخطاب الدينى فى مصر.
رجل يقود ثورة تغيير جذرى
وهو الشاب ولى العهد السعودى الذى يتحدث عنه العالم كله شرقه وغربه ‘ منذ بدأ ثورة التغيير النمطى فى السعودية وهى المملكة المغلقة على نفسها ‘ والمحاطة ببرواز الوهابية طوال عقود طالت من الزمان ‘ ويأتى هذا الشاب ألذى منحه والده الملك سلمان بن عبد العزيز السعودى ولاية العهد ليبداعلى الفور بتغير وجه المجتمع ‘ وهاهو يمنح نساء بلده الحرية فى قيادة السيارات ‘ يفتح أبواب الأنشطة الرياضية أمام المرأة السعودية ‘ لتخرج البنات والسيدات فى سباق ماراثون فى شوارع السعودية ‘ لتعلن للعالم أنفتاح القمقم أمام حرية المرأة السعودية ‘ وهاهو يأمر بفتح دور السينما فى السعودية لأول مرة فى تاريخها ‘ وهاهى حفلات الموسيقى تنتشر قى ربوع المملكة ليتنسم الشعب رحيق الحضارات ‘ وليشارك السعودى والسعودية فى تطوير وتنوير المجتمع لحقا بالتطور العالمى. هذا الرجل وفى زيارته لمصر ولمكانته خرج الرئيس السيسى مخالفا للبروتوكول المتعارف عليه ليستقبله بنفسه فى المطار ‘ ولتفتح مصر أحضانها بالحب والحفاوة لرجل سيكتب التاريخ إسمه ‘ لأنه ضمن قلة من قواد العالم الذين قادوا ثورة تغيير مجتمعى ‘ ولأنه يفتح أبواب الشمس لتنير العقول والأفهام فى بلده ‘ ليشارك فى نهضتها وتتطوير المجتمعات ‘ وليضع يده فى يد العالم المتحضر ليشمل السلام ربوع العالم الذى ترفرف علية أعلام الحروب والقتال.
بن سلمان والأقباط والكنيسة
لم تكن زيارة ولى العهد السعودى فقط هى بداية تقليب الصفحات المغلقة أمام العيش والتعايش بين المسلم والمسيحى ‘ وماستحدثة هذه الزيارة والمتوقع لها سيكون عظيما فى إلتقاط الأنفاس ‘ وبذر بذور الإنفتاح الفكرى ‘ وفتح القلوب القاسية والغليظة لرؤية الآخر بعيون الحب والسلم النفسى ‘ لتعيش الشعوب فى رحاب الأمن والأمان ولتقدم الشعوب لبلدها نهضة صناعية وتقدم إقتصادى لرفاهية شعوبها. وبعد إتهام الوهابية السعودية بنشر الفكر التكفيرى وجهاد غير المسلمين ‘ ولفرعهم السلفيين فى مصر وماتنشرة من حرب ضد أقباط مصر ‘ سيكون لهذه الزيارة وقعها المتوقع لفهم وفكر جديد .
وليس هذا فقط إقرأوا معى ما قاله ولى العهد السعودى عن الأقباط والكنيسة القبطية أثناء زيارته التاريخية والمسجلة بالصوت والصورة:
1- إن الواقع يقول إن الأقباط لديهم مكانة فى قلوب كل مسلمى العالم وليس مصر فقط.
2- المسلمون يجب أن يعرفوا ذلك الدور الوطنى الذى تحملته الكنيسة المصرية.
3- نعزيكم فى شهدائكم الغاليين علينا وعلى مصر والعرب والعالم.
4- نشهد لكم بموقفكم تجاه العنف الذى حدث لكم وعدم رد الأذى بأذى ‘ ذلك الموقف الذى كان مميزا جدا ومضربا للمثل.
5- واستشهد ولي العهد بآية" لكم دينكم ولى دين" مضيفا : "كانت زوجة الرسول مسيحية‘ وعمرو بن الخطاب صلى بجانب الكنيسة حتى لا تتحول مسجد ‘ وكل هذه شواهد تاريخية للتعايش والتراحم والتآزر." وإختتم حديثه بقوله" نؤكد تعاوننا الدائم معكم‘ وكذلك التعامل الإسلامى المسيحى.
وأكتفى بهذا عن ولي العهد وأضيف عليه مايفعله رئيسنا الذى يحبه الأقباط الرجل الشجاع السيسى ‘ وينضم عليهم بطريركنا العظيم الذى شارك فى خريطة الطريق ومازال ‘ هؤلاء سيحملون تيار التغيير ليعم السلام والمحبة بين مصرنا الحبيبة وليعلو شأنها بين الأمم ‘ وهذا مانتوقعه لها فى الأيام القادمة ‘ ولأننى
عندى إيمان قوى بقول الآية" هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر." أش19: 1
فلنصلى لولى العهد الجديد ‘ ولتدق الأجراس لهذا الزائر الضيف على كنيستنا ‘ وليعم الحب والسلام فى أرضنا مصر.أمين.