وفقًا للعلم، ما هي أسوَأ الطرق للموت؟
تكنولوجيا | أنا أصدق العلم
الاثنين ٥ مارس ٢٠١٨
الموت بصورةٍ طبيعيةٍ غير مرحبٍ به، وأغلب حالات الموت التي تحدث بسبب الطبيعة نوعًا ما هادئة، ولكن يمكن للطبيعة أن تكون قاسيةً وبشعةً بطريقةٍ غريبةٍ من وقتٍ لآخر، مزودة العلم بمهمةٍ لا يحسدُ عليها في معرفة كيف تحدث هذه الحالات، خطوةً بخطوة.
وهذه مجموعةٌ مختارةٌ لخمس طرق بشعةٍ وفوضويةٍ للغاية ينتقل بها الناس إلى النسيان، والعلم المرتبط بهذه الوفيات، فإذا كنت لا تملك معدةً قويةً ننصحك بعدم إكمال القراءة.
معظم هذه الحالات هي غير مؤلمةٍ نسبيًا للضحايًا – ولكن سيكون من الفضيع مشاهدة ما يمرون به.
1-الجماجم المفقودة في روما القديمة
الموت بسبب تدفق الحمم البركانية ليست وسيلةً ممتعةً للموت، على الرغم من أنّ معظم الناس سيفكرون في ما حدث في بومبي و هركولانيوم في عام 79 ميلادي، إنّ هذه المخاطر من الواضح لم تكن بالحسبان في الماضي، تنتقل الحمم بسرعة 80 كيلومترًا في الساعة، ولكن من الممكن أن تصبح أسرع بكثير، يمكن أن يصل خليطها المكون من الغازات والحمم البركانية والحطام الى 1000 درجة مئوية، وستمحي أيّ شيءٍ في طريقها.
عندما تمر هذه المواد الجحيمية على أسطح المنازل والشوارع، تقوم بحرق أيّ شخص يقف في طريقها، يحترق الجلد على الفور، ويموت الضحية في لحظتها بسبب صدمةٍ حراريةٍ شديدة، متجمدين في وضعية مشابهة لوضعية الملاكمة حيث أنّ الحرارة الشديدة تؤدي الى تقلص عضلاتهم بصورةٍ مفاجأةٍ، والقلة القليلة الغير محظوظة الذين قد نجوا من مرحلة الإبادة الحرارية على الأغلب سيختنقون بسبب الغازات والرماد البركاني.
ومن تفاصيلها الشنيعة التي لا يتحدث عنها احد، وجد أنّ جماجم الضحايا في هركولانيوم وابلونتس -اللتان تقعان بالقرب بومبي- قد تحطمت، ومن المرجح أنّ الحرارة العالية جدًا قد أدت إلى غليان السوائل الموجودة داخل الجمجمة والدماغ في غضون لحظاتٍ فقط، وأدى هذا إلى انفجارٍ رؤوسهم.
2-حادثة جرس الغوص
قامت بيفورد دولفين -وهي آلة حفرٍ غاطسة جزئيًا تابعة لشركة بريتش بتروليوم في البحر الشمالي- بعملها المعتاد في 5 نوفمبر عام 1983، وكان العديد من الغواصين يعملون في حقل غازٍ بمساعدة جرس الغوص، وهي غرفة محكمة الغلق مصممةٌ لأخذ الغواصين إلى أعماقٍ خطرةٍ.
تتعرض الأجراس هذه لضغطٍ خارجي كبير جدًا عندما تصبح عميقة، ويصبح الهواء داخل هذه الحجر مضغوطٌ للغاية وعندها يصبح الضغط الداخلي عالٍ جدًا.
وإجراءات السلامة الصارمة للغاية تتضمن وجود غواصَين اثنين خارج الجرس، ويجب التأكد من أنّ جرس الغوص مرتبطٌ بسلسلةٍ من الغرف الحاوية على ضغطٍ منخفضٍ والسماح لمن موجود في الجرس للنزول من دون أن يُعَرض نفسه لإنخفاضٍ مفاجئ في الضغط.
في ذلك اليوم، نزل مستوى جرس الغوص إلى عمقٍ كبيرٍ، حدثت العملية بصورةٍ طبيعيةٍ، على الأقل في البداية وكان الغواصون قد غادروا الجرس وتواجدوا في غرفةٍ محكمة الإغلاق تشبه الممر تقع بينهم وبين غرفة إزالة الضغط، وكان هنالك غواصَين آخرين في غرفة أخرى.
وفقًا لقناة( History )، كانوا على وشك غلق الباب بين الممر والغرفة الرئيسية عندما حدث شيء لم يكن بالحسبان، تم إلقاء اللوم على الفتح المبكر لأبواب جرس الغوص والمعدات التالفة، فُتِح مشبكُ باب جرس الغوص فجأةً، مسببًا انفجار الجرس -الذي كان ضغطه تسع مراتٍ أكثر من الحجر الاخرى- وبسبب إنخفاض الضغط المفاجئ مات الغواصون الأربعة وأحدُ الغواصين الموجودين في خارج الجرس فورًا.
بينت دراسة تمت في عام 1988، أنّ ثلاثة من الغواصين قد ماتوا فورًا بسبب الإنخفاض المفاجئ في الضغط الذي سبب توسع السوائل والهواء الموجود بداخلهم بصورةٍ سريعةٍ جدًا مما أدى إلى تمزقهم من الداخل.
أمّا الغواص الذي كان قويبًا إلى الباب قد عصف به من خلال فجوةٍ صغيرةٍ مقدارها 60 سم بين الباب والغرفة عندما حصل الحادث، مما تسبب في جعله (مفتتًا تمامًا) وتم العثور على أشلاءه متناثرةً على الأجهزة.
وقد أشارت الدراسة: «بقايا الغواصين الأربعة تم إرسالها لنا في أربعة أكياسٍ بلاستيكيةٍ» موضحةً كيف كانت أجزاءٌ من الدماغ والجهاز التنفسي وغيرها متناثرة. ومما يثير الغرابة، أنّ الكبد كان قد وجِد وهو كاملٌ، كما يكون قد تم استئصاله من الجسم.
ويضيف: «إنّ القضيبَ كان موجودًا، ولكنه كان منطويًا للداخل». -يمكنك البحث في محرك البحث جوجل عن الصور-
وملاحظةٌ أخيرة إذا كنت لا تزال تقرأ، إنّ الانخفاض المفاجئ بالضغط سبب غليان دم الغواصين والذي بدوره أدى إلى ذوبان الدهون وسيلانها حول الجسم.
3-ضربة الصاعقة في داخلِ المنزل
فرصة الموت بسبب صاعقةٍ -ناهيك عن فرصة إصابتك بواحدة- هي صغيرةٌ جدًا، 1 في 1083000، فعلى سبيل المثال إنّك معرضٌ أكثر للموت بسبب السقوط من على الدرج، لذلك فالجاذبية هي التي عليك الإحتراس منها.
فرصة موتك بسبب صاعقةٍ داخليةٍ منخفضةٌ جدًا، ومع هذا فان مجلة( Popular Science ) قد نشرت حالةً في عام 2017 لرجل مات بسببها.
العمل بجانب عمودٍ معدني وبين قضيبين معدنيين، وبوجود عاصفةٍ رعديةٍ من الواضح قد أدى إلى نهايته، فقد ضربت الصاعقة العمود المعدني ثم انتقلت بعدها إلى قدمه وبعدها وصلت إلى قلبه، وأخيرًا خرجت من إبهامه الأيمن.
عانى سبعون بالمائة من جسمه حروقًا من الدرجة الاولى والثانية والثالثة وأشارت الدراسة: « أظهرت الجثة تصلبًا غير اعتيادي، ولم نستطع التغلب عليه بإستخدام القوةِ اليدوية، والذي لا يمكن تعليله بسبب تخشب الموت فقط».
4-الذوبان في وعاءٍ بركاني ساخن
حديقة يلوستون الوطنية من الممكن أن تكون فوق أحد أشهر البراكين، ولكن كما هو واضحٌ فإنّ هذا ليس كل ما في الأمر، من الممكن أن يكون البركان خامدًا الآن، ولكن نظام طاقته الحرارية الأرضية المُكون لينابيع الماء الحارة لا يزالُ عاملًا.
هذه الينابيع الحارة تكون إمّا قلويةً إلى حدٍ ما أو حامضيةً بشكلٍ لا يُصدق، وهي كل الوقت حارة، ودرجة حرارة الماء تكون قريبةً من الغليان، عادةً لا يفضل السقوط في هذه الأحواض ولكن في كل فترةٍ يسقط شخص ما وغالبًا لإختياره الشجاعةَ على المنطقِ السليم.
سقط رجلٌ مؤخرًا في أحواض نوريس غيسير وكان الماء ساخنًا جدًا، وحرصت هذه المياه الحامضية للغاية على حصوله على موتةً نبيلةً نوعًا ما.
في بادئ الأمر، عانى من حروقٍ من الدرجة الثالثة، والذي أدى إلى تدمير طبقات الجلد الثلاثة واسودادها وتحولها إلى أشلاء، وأدى هذا إلى غليان الدهون الموجودة تحت الجلد أيضًا.
ومن الغريب أنّ هذا قد سبب ألمًا ضئيلًا جدًا، حيث أنّ نهاياته العصبية قد احترقت أيضًا، جاعلته غير قادرٍ على الشعور بالكثير من الألم، وبعدها عانى من صدمةٍ حراريةٍ شديدةٍ، ومن الممكن أنّ يكون قد نزف أيضًا، على الرغم أنّه من غير المعروف ما الذي قتله أولًا.
وبغضون أقل من يوم، ذاب جسمه كله بصورةٍ تامةٍ – حتى هيكله العظمي -، ولم نتمكن من الحصول على أيّ بقايا.
ليكن هذا بمثابة التحذير للأطفال: الينابيع الحارة من الممكن أن تذوبكم، كما يذوب السكر في فنجان القهوة.
5-الموت بسبب (حية الشجر – Boomslang)
على الرغم من أن اسمها يجعلها تبدو مثل سلاحٍ او مثل المواد المستخدمة في عالم السحرة وهاري بوتر، لكن حية الشجر هي حية سامة، على الرغم من إنّها ليست عدوانيةً، إلّا أنّها عندما تشعر بالخطر من الممكن أن تهاجمك، وفي حال أنّها تمكنت من اختراق جلدك بواسطة أنيابها الخلفية ستصبح مسمومًا وستسري المادة السامة خلال جسدك.
بسبب خجل الحية هذه وانتشار مضادات السموم، يجب أنّ تكون غير محظوظٍ بالمرة لتموت بسبب حية الشجر، ولسوء الحظ كان هذا مصير عالم الزواحف (كارل ب. شمدت)، الذي كان قد أحضر عينةً لفحصها في سبتمبر عام 1957، في متحف شيكاغو للتاريخ الطبيعي.
عضت الحية إبهامه الأيسر خلال الفحص، قام بتدوين آثار السم التي عاناها ومات بحزمٍ في اليوم الذي تلاه.
وبالنظر إلى ما كتبه، فإنّها لم تكن موتةً سهلةً، حيث بدأ الأمر بغثيانٍ قوي وتطورت الحالة بعدها إلى ارتجافٍ شديدٍ و ارتفاعٍ سريعٍ بدرجة الحرارة وبعدها بدأ بالنزيف من فمه، وتبول القليل من الدم خلال الليل، بعدها تقيئ بعنفٍ كل ما أكله في العشاء.
واستمر بالنزيف من خلال مختلف التجاويف والفتحات مثل العيون والأنف، وبعد بعض الوقت فقد القدرة على الاستجابة لكل الإيعازات الخارجية، فمات بسبب شللٍ رئوي في ذلك المساء، عندما بدأ دماغه وقلبه بالنزيف.
وعندما حدث هذا أدى سم حية الشجر إلى تكوين وفرة من الخثر الدموية، مما جعله غير قابلٍ للتخثر في المستقبل الفوري، في النهاية جاعلًا ضحيته يموت بسبب النزيف.