الأقباط متحدون | اللعب بالنار
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٢٤ | الخميس ١٩ مايو ٢٠١١ | ١١ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٩٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

اللعب بالنار

الخميس ١٩ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك
لا ينكوي بالنار إلا من يلعب بها، والأطفال لا يعرفون أن النار تحرق إلا إذا جربوها، أو قال لهم من يثقون به أنها تحرق فيبتعدون عنها، أما الكبار الذين يصرون على اللعب بها فهم إما لا يفهمون أو لا يهمهم النار، أو يريدون أن يحترقوا ويحرقوا بلدًا، والنار بالنسبة لهم لا تزد عن كونها موقد للتدفئة، فهل التدفئة بالنسبة لهم أهم من أن ينقذوا بلدًا بسكانها؟ هذا هو السؤال الذي لا أعرف له إجابة، من المستفيد باللعب بالنار والاحتراق بها.
وأذكر أنا أن من حرق "روما" هو "نيرون"، ومن حرق قلبي كثيرات، لكن أعرف أن من حرق القاهرة لم يُعرَف كنهه للآن، ومن حرق مقر الحزب الوطني غير معروف، ويبقى لك أن من حرق مقار مباحث أمن الدولة هو مصري لكن من هو فليس لك أن تعلمه، ومن ثم فإنسى، أن تنظر للنار وأن تعرف من أشعلها، لكنك تستطيع أن تنظر لها وتعرف من يحترق بها، وبالتالي مصر لأن من بناها حلواني فيجب وضعها في النار على مئتين درجة لمدة نصف ساعة، وأول ما وشها يحمر تطلعها وتدلق عليها شربات، لكن لو زدت عن ذلك ستحرق، وسيحرق من أشعل النار، فلا تظن أن الوقت قد يكفيك لتقفز من السفينة فور اشتعال النار بها.
ومن فجر خطوط غاز "العريش" لا نعرفه، ومن هدم كنيسة "صول" غير معروف، ومن حرق كنيسة "رفح" مجهول، ومن اختطف بنات كثيرة مش عارفينه، والمسئول عن الانفلات الأمني عامةً خفي، وكنا نقول أن النظام السابق وأذنابه وفلوله هم الأشرار وإللي بيخربوا البلد، الغريب إن النظام الشرير ده مش بيعمل حاجة في غير مصلحة السلفيين وغيرهم من أصحاب أفكارهم!.
وأرجوك لا تخيرني بين النار والرمضاء، ولا تقول لي تحب تموت بالمشنقة ولّا بالمقصلة، فأنا لا أحب أن أموت قتيلًا، ولكن أحب أن أموت في حبيبتي، وحبيبتي لا تعرف من يحبها، ومدعو حبها كثيرون، ولكن معظمهم سقطت الأقنعة من فوق وجوههم، فانصدمت حبيبتي، وتلفتت يمين ويسار، فوجدت حبيبها الحقيقي أنا، ومن أمثالي مهددين بالموت، لا لشيء إلا لأنهم عقلاء يحبونها، ولا يحبون أن يذيبوها في الجغرافية، ويذكُرها التاريخ، ويحكي عنها محبيها لأولادهم أنه كان في يوم من الأيام بلد اسمها مصر، وكنا بنحبها أوي لغاية ما قام شعبها على بعضه لتوافه الأمور، ونسوا بلادهم فانهارت الدولة منهم أثناء هدمهم للنظام، فاختلط العاطل بالباطل، ولم يعرف من معها؟ ومن عليها؟ وخانوها ولم نستطع حمايتها، لأن الأقنعة دِارت الكثيرين، ولم تسقط إلا بعد فوات الأوان.
المختصر المفيد: مصر أمانة في إيدينا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :