الكلى تتحدث إليكم!
مقالات مختارة | وسيم السيسي
السبت ٣ مارس ٢٠١٨
أعمل فيكم إيه؟ أنت يا صاحب الضغط العالى وأنتِ يا صاحبة السكر، وأنتم يا من تعانون من الاثنين.. ودون علاج! منتهى الإهمال، وأنا خلاياى تتآكل يوماً بعد يوم! ولا أنسى الالتهابات، والحصوات، والبروستاتا، وكلها أمراض تدمر كيانى، أين الكشف الدورى، والتحاليل الطبية، والمتابعة؟! وحين أرد عليكم بقسوة، تبدأ مأساة الغسيل الدموى ثم الزراعة!.
أعانى من إهمالكم، هل تعلمون أن الفشل الكلوى فى مصر خمسة أضعاف المعدلات الطبيعية فى العالم؟!
أرد على إهمالكم بأن أحرمكم من هرومونى إرثروبيوتين الذى ينشط نخاع عظامكم لإنتاج الكرات الدموية الحمراء، فتصابوا بالأنيميا وتحتاجوا لنقل الدم أو ثلاث حقن غالية الثمن تحت الجلد كل أسبوع.
تهملون فى علاج الضغط فأرد عليكم بضغط أعلى! حتى تصابوا بجلطة دماغية أو قلبية أو ينفجر أحد شرايينكم!
وحين أصاب بالقصور أو الفشل، ألخبِط لكم فى الكالسيوم والفوسفور، فتنكسر عظامكم عند أبسط إصابة!.
ثم أزعجكم فى حياتكم بأن لا أفرز البولينا فى البول، فتتراكم فى دمائكم وتفرز فى لعابكم ويصبح تنفسكم برائحة الأمونيا لأن البولينا مركبة من الأمونيا، كما تفرز البولينا فى معداتكم فتصابوا بالقىء وفقد الشهية، كما تفرز على جلودكم فتجرَّحوا جلودكم من الهرش.
لماذا تثقلون علىَّ بمسكناتكم التى تؤذينى! عالجوا السبب بدلاً من الأعراض، إن كل قرص مسكن أو قطعة لحم علىَّ التخلص منها! متى يتعلم الأطباء أن وظيفتهم الأولى أن يعلموا المرضى عدم تناول الدواء!.
لماذا لا تتناولون الماء بكميات كافية حتى أخلصكم من نفايات طعامكم وعقاقيركم، لى الحق أن أرد عليكم بتكوين حصوات، فتطلبوا من الله أن يعذبكم من مكان آخر غيرى!!.
هل تعلمون أنكم تعيشون فى PH أى «حموضة وقلوية» ما بين ستة وتسعة من عشرة إلى سبعة وواحد من عشرة، وفوق ذلك تموتون بقلوية الدم، وتحت ذلك تموتون بالحموضة «حموضة الدم»؟ وأنا من أقوم بضبط هذا الهامش الضيق ما بين الموت والحياة مع مساعدة من الرئتين!.
وحين أفشل معكم تقولون تسمم بالبولينا، والحقيقة أنه تسمم بالبوتاسيوم الذى يوقف عضلة القلب فى حالة ارتخاء، لذلك يصف الطبيب لكم الكالسيوم وهو المضاد للبوتاسيوم، وكل ذلك لأنى أصبحت عاجزة عن تنظيم الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والفوسفور!.
وأنتم يا جراحى النساء والتوليد، خذوا بالكم من حوالبى، فلا تخنقونى بربط حوالبى عن غير قصد، ففى بعض المراكز الطبية يضعون قساطر فى الحوالب مضيئة حتى يراها الجراح فلا يقترب منها.
خذوا بالكم منى، تذكروا ما قاله أنور وجدى: من يأخذ منى عمارة الإيموبيليا ويعطينى كلية! وإلا فسوف تبكون مع أسمهان: أنا اللى أستاهل كل اللى يجرى لى.. الغالى بعته رخيص وما أحسبوش غالى!.
نقلا عن المصري اليوم