تعرف علي سيرة البابا الذي أذهل الروس؟
محرر الأقباط متحدون
٣٨:
١٠
ص +02:00 EET
الجمعة ٢ مارس ٢٠١٨
كتب : محرر الأقباط متحدون
طرحت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الحلقة الثانية من حملة 90 يوما تاريخ الكنيسة تناولت هذه الحلقة حياة البابا بطرس الجاولى.
وولد البابا بطرس في قرية الجاولي التابعة لمركز منفلوط، تَرَهَّب في دير القديس أنطونيوس وكان اسمه العلماني منقريوس، وَرُسِمَ قسًا في دير مرقوريوس ثم رقى لدرجة القمصية لما لاحظ فيه رئيس الدير الكثير من التقشف والاستقامة.
وصلت سمعته إلى مسامع البابا مرقس فاستدعاه إليه وكان في حاجة شديدة إلى رجل صالح يرسمه مطرانا للحبشة بناء على طلب الملك الحبشي إجوالا سيون ولقبه نوايا ساجاد وأرسل وفدا إثيوبيا لهذا الغرض، فانتخبه البابا لهذا المنصب، غير أن عناية الله اختارت رسامته لكي يفوز بما هو أسمى، حيث سيم مطرانا عاما على الكنيسة في مصر باسم (وكيل الكرازة المرقسية باسم تاوفيلس، فأقام مع البابا مرقس في الدار البطريركية وشاطره القيام بجميع مصالح الأمة إلى أن توفي البابا مرقس فاجتمع رأي الكل على إقامته بطريركًا، وقد تمت رسامته في يوم الأحد 16 كيهك 1526 س 1810 م. بعد وفاة سلفه بثلاثة أيام، في عهد الوالي محمد علي باشا، وهو أول من وضعت عليه الأيدي في مركز البطريركية.
اتصف هذا البابا بالتقوى والورع والتقشف والزهد، قليل الكلام مع هيبة ووقار، يقضي يومه منكبًا على المطالعة، أو مواظبًا على الصلاة من أجل سلام الكنيسة.
كان لا يتعرض إلى أمر من أمور السياسة، ولا يخرج من دار البطريركية إلا إذا دعته الحاجة وإذا تكلم كان صوته منخفضا ولا ينظر إلى وجه سامعه، .
وجمع المراجع التاريخية والإسفار اللاهوتية والطقسية من جهات متفرقة، حتى حصل منها على مجموعة ثمينة، كان من بينها عدد من المخطوطات النادرة التي لا تقدر بمال
كما كلف عددا من مشاهير النُسَّاخ بنسخ الكتب الفريدة التي جاء بأصولها من دير القديس الأنبا انطونيوس ومن الكنائس الأثرية في القاهرة. ونجح الأقباط في عهده في الوصول إلى المناصب الإدارية الرفيعة وإقامة شعائرهم الدينية وباشروا عبادتهم في حرية وكانوا يخرجون موتاهم وأمامهم الصليب دون خوف.
حارب السيمونية ورسم كثيرًا من الأساقفة والكهنة، البابا والعلاقات الخارجية:
لما كان محمد علي موفقًا في فتوحات شرقًا وغربًا خشيت الدول الأجنبية من هذا، ومنها روسيا التي قدرت سوء الموقف لو استمر في فتوحاته، ففكرت أن تستعين بالأمة القبطية في الوصول إلى أهدافها ضد محمد علي باعتبار مسيحيتها، فأرسلت أميرًا روسيًا يعرض على البطريرك قبول حماية قيصر الروس لشعبه.
فذهب هذا المندوب الروسي إلى الدار البطريركية ظنا منه أنه سيرى رئيس أكبر أمة مسيحية في أفريقيا بحالة تدل على العظمة، وكانت أخبار هذه الزيارة قد وردت إلى البابا من قبل لكنه لم يأبه، ولما وصله المندوب الروسي رأى إنسانًا بسيطا يحمل الكتاب المقدس بين يديه يقرأ فيه وهو يرتدي زعبوطًا خشنًا جالسًا على دكة خشبية وحوله مقاعد مبعثرة، ولم يبال به فسأله في شك: "هل أنت البطريرك"؟!
فلما عرف منه طلب إليه أن يجلس بجواره، فجعل المندوب يتفرس فيه وهو لا يصدق أنه يجالس البطريرك فبعد تعجب المندوب، بدأ يعرض على البابا أن يقوم قيصر روسيا بحماية الأقباط فأجاب البابا في بساطة: وهل ملككم يحيا إلى الأبد؟ قال له: لا يا سيدي البابا بل هو إنسان يموت كما يموت سائر البشر، فأجابه: "إذن أنتم تعيشون تحت رعاية ملك يموت وأما نحن تحت رعاية ملك لا يموت وهو الله".
الكلمات المتعلقة