ارتباك المبادئ "غالي" لفتحي والسعيد
مقالات مختارة | وليد العدوي
الخميس ١ مارس ٢٠١٨
لم يلقَ انتقاد نجم الأهلي، حسام غالي، في حواره الأخير بـ«الأهرام» لمجلس إدارة الأهلي، السابق برئاسة محمود طاهر قبولاً لدى الكثيرين، خصوصًا من أولئك الذين أبدوا تحفظًا وتخوفًا على تراث مبادئ القلعة الحمراء، معتبرين ما حدث إساءة إلى مخزون القيم التاريخي الذي هو بالأساس جزءٌ من بناء المنظومة الرياضية الأضخم في أفريقيا والشرق الأوسط، التي لا تقارن بأي صرح آخر مهما كان.
أستند الغاضبون من غالي إلى أنَّ طاهر توجه بالتحية إلى الرئيس الحالي محمود الخطيب فور نجاحه، ثم غادر البلاد متوجهًا إلى عاصمة الضباب (لندن)، دون أن يعلق على أحد أو يسمع صوته أحدٌ، مفضِّلاً الصمت، فكان من الغريب، وبعد أشهر بسيطة أن يخرج قائد «الشياطين الحمر» في حوار مطوَّل عبر ندوة كبيرة عُـقدت له خصيصًا في أكبر مؤسسة إعلامية ليقول إنَّ الأهلي كان مختطفًا في عهد المجلس السابق، وهو كلام مفتقد الكياسة في استخدام الألفاظ تجاه رئيس سابق لنادٍ كبير.
مخاوف الأهلاوية لم تقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى قضية أخرى أكثر أهمية خاصة بعبد الله السعيد وأحمد فتحي، في ظل تخلفهما عن باقي زملائهما في مسألة تجديد العقود خلال «الميركاتو الشتوي»، حيث ينتهي عقداهما بنهاية الموسم الجاري، الأمر الذي زرع نوعًا من الارتباك داخل صفوف الفريق، خوفًا من رحيل نجمين كبيرين هما أساس وعماد الأهلي والمنتخب الوطني.
قضية السعيد وفتحي استقبلت على الهامش شائعات غير منطقية أضافت نوعًا من الإثارة على الموضوع، كان أبرزها تلقي السعيد، تحديدًا، عرضًا من الزمالك بقيمة 25 مليون جنيه في الموسم الواحد، وهو كلام مردود على صحته، فالرقم يكشف سخرية القدر، ليس لأنَّه غير قابل للتحقق، إنما للظروف الصعبة التي يعيش فيها الزمالك ماليًّا وإداريًّا وصلت إلى الحجز على أرصدته، وإذا تجاوز رئيس البيت الأبيض، مرتضى منصور، الأزمة فبأي شكل ومنطق سيقنع السعيد أو فتحي بالتنازل عن تاريخهما المشرف داخل القلعة الحمراء للرهان والبناء من جديد في القلعة المقابلة المرتبكة دومًا والتي لم تعد تحلم بالبطولات بقدر تمني النفس بالوصول إلى الوصافة في أي بطولة تشارك فيها.
اللافت للانتباه أنَّ عامل تقدم سن السعيد وفتحي مثَّل أحد الأسباب للأزمة القائمة، حيث يرغب كل منهما في تأمين مستقبله برقم مالي قوي يليق بمكانته، ومع تقدم السن يصعب الرهان على مكان آخر منافس مثل الزمالك، بينما جاء أول الأسباب ليتلخص في رفض المقابل المادي، حيث بدأ التفاوض بعرض 6 ملايين جنيه على كل لاعب، بدعوى أنه رقم حددته الإدارة كسقف لتجديد عقود نجوم الفئة الأولى، ثم أبدى الأهلي مرونة غير عادية، وربما غير مسبوقة لرغبته في الحفاظ على لاعبيه، ورفع القيمة المالية إلى 8 ملايين جنيه مع توفير عقد إعلاني بقيمة 3 ملايين جنيه.
مرونة الأهلي شملت الموافقة على تمديد العقد إلى ثلاثة مواسم كما طلب اللاعبان بدلاً من موسمين، إلا أن مقارنات عابرة بأبرز الصفقات الأخيرة وعلى رأسها صلاح محسن القادم من إنبي مقابل 35 مليون جنيه، بالإضافة إلى عدم إعفائهما عند التجديد من نسبة المشارَكة في الموسم الثالث بحجة أنهما ليس من أبناء الأهلي مثل حسام عاشور وشريف إكرامي، وكذلك الخلاف على الضرائب، كلها أمورٌ وقفت حائلاً وسدًّا منيعًا.
في الوقت نفسه تعرض الملايين بالدولار يوميًّا على السعيد وفتحي من الخليج، حيث تلقى السعيد عرضًا من أهلي جدة لمدة موسمين مقابل 50 مليون جنيه، فيما عرض الشباب السعودي استعارة فتحي لمدة 3 أشهر مقابل مليون دولار أي 18 مليون جنيه، الأهم أنهما يضمنان المشارَكة الأساسية مع المنتخب الوطني بعد بضعة أشهر في كأس العالم المقبلة بروسيا، مما يؤكد زيادة غلة العروض بحرية بعيدًا عن قيود انتظار موافقة الأهلي وقتها.
إدارة الأهلي لعبت بآخر كروت الإقناع عن طريق التعهد بالموافقة على احترافهما، إما بنظام البيع أو الإعارة؛ لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، الأول الحفاظ على جماهيريتهما، والثاني تحصين الحقوق المادية والأدبية حال احترافهما، بدلاً من عدم الرحيل دون تحقيق أي استفادة للنادي الذي صنع منهما نجومًا كبارًا.
الشكوك تتصاعد بتلميحات مدير التعاقدات، عدلي القيعي، حول صعوبة الحفاظ على اللاعبين، وأن الأهلي لن يقف عليهما- وهي حقيقة لا تقبل النقاش- والإعداد لبديل جارٍ على قدم وساق بسهولة ويسر، ليبقى الخاسر الوحيد من خرج متمردًا عن منظومة الأهلي.
نقلا عن يلا كورة