الأقباط متحدون - البنية الأساسية للإرهاب فى شمال سيناء
  • ١٣:٥٦
  • الخميس , ١ مارس ٢٠١٨
English version

البنية الأساسية للإرهاب فى شمال سيناء

مقالات مختارة | بقلم:كريم عبد السلام

٥٤: ٠٣ م +02:00 EET

الخميس ١ مارس ٢٠١٨

الجيش المصرى
الجيش المصرى

 عندما نقول، إن القوات المسلحة المصرية والشرطة تحاربان الإرهاب عن العالم، لا نكون متجاوزين، لأن حجم البنية الأساسية للجماعات والتنظيمات الإرهابية ضخم ومهول، وتم تنفيذ هذه البنية وتدعيمها على مدار سنوات من قبل أجهزة استخبارات دولية، تحسبا للحظة محددة تنتفض فيها هذه التنظيمات، وتعلن انفصالها بالشريط المرصود فى شمال سيناء والملاصق لغزة، لتفعيل خيار غزة - العريش، تمهيدا لاعتراف القوى الغربية به أمرا واقعا.

 
وعندما نقول، إن القوات المسلحة المصرية والشرطة تحاربان الإرهاب عن أوروبا وتحميان محيطها من هجمات وحشية خطيرة، لا نكون مبالغين، فالإرهاب لو تجذر فى شمال سيناء لن يكون أمامه إلا عبور البحر المتوسط ليتسلل إلى كل الدول الأوربية على غرار المهاجرين غير الشرعيين، ولتنظروا كيف تخضع الدول الأوروبية لابتزاز أردوغان لمجرد أنه يهددهم بفتح الحدود أمام اللاجئين ليدخلوا الدول الأوروبية مع احتمال أن يكون بينهم دواعش وأعضاء بتنظيمات إرهابية.
 
نظرة واحدة على الأرقام والإحصاءات الرسمية حول الإرهابيين المضبوطين أو المقتولين وعدد ملاجئهم ونوعيات أسلحتهم وعرباتهم ووسائل انتقالهم الأخرى، تكشف دون أى شك، أن هذه التنظيمات الإرهابية يستحيل أن تكون من أهالى سيناء أو مجرد مجموعات ضالة الفكر، تعتمد على أنفسها فى تدبير أسلحتها، مثلما كان يحدث فى السابق مع تنظيمات مثل الجماعة الإسلامية فى الصعيد أو تنظيم الجهاد أو الشوقيين أو تنظيم الفنية العسكرية، وكلها كانت تمول عمليات شراء سلاحها القليل على استحلال أموال الأقباط، لا، ما يحدث فى سيناء هو بالتأكيد مخطط إقليمى ودولى تنفذه عناصر مرتزقة من مختلف دول العالم.
 
لن أرصد ما جاء فى البيانات المتتابعة للقوات المسلحة منذ انطلاق العملية الشاملة سيناء 2018، والتى اشتملت على معلومات وأرقام كبيرة حول حجم وعدد وتشكيلات واستعدادات التنظيمات الإرهابية فى شمال سيناء، ولكنى أورد هنا فقط ما أعلنه اللواء أركان حرب خالد مصطفى توفيق، قائد قوات الدفاع الشعبى، فى ندوة عامة بجامعة القاهرة، وكيف أن القوات العاملة فى سيناء كشفت 375 ملجأ ومخزن أسلحة تابعة للجماعات الإرهابية، إضافة لضبط 1852 من العناصر الإجرامية والمشتبه بهم و71 عنصرا تكفيريا وتدمير 112 عربة دفع رباعى و1282 وكرا إرهابيا و269 دراجة نارية و292 عبوة ناسفة، وذلك فى مدى زمنى محدود للغاية، وهنا علينا أن نعيد الأسئلة القديمة مرة أخرى، من يمول الإرهابيين فى المنطقة ويوفر لهم العتاد والسلاح والدعم اللوجيستى؟ من ينقلهم إلى المناطق المراد إشعال الصراع بها وكيف؟ ومن يوفر لهم الملاذات الآمنة للعلاج والهروب من القانون؟
 
تصريحات قادة تركيا وقطر على سبيل المثال، تكشف بوضوح انحيازهم لمعسكر الإرهاب وإعلانهم رسميا عدم اعتبار غلاة الإرهابيين والمتطرفين مخالفين للقانون، فقطر المأوى الأساسى للتنظيمات الإرهابية من القاعدة إلى داعش وتركيا، تستخدم الإرهابيين وأعضاء تنظيمات داعش وجبهة النصرة وجيش الشام وفيلق الرحمن كطلائع لقواتها النظامية عند توغلها فى العراق وسوريا، فضلا عن استخدام الجماعات الإرهابية فى إثارة الإضرابات داخل المناطق المستهدفة بالمنطقة العربية، وسبق لأردوغان أن اعترف بإرساله دواعش الرقة السورية إلى سيناء، وبالطبع لم يكن ليفعل ذلك دون التنسيق مع إسرائيل وفصائل غزة المتطرفة.
 
وإذا كانت بعض القوى الإقليمية تجاهر بانحيازها للتنظيمات الإرهابية، فهل يمكن أن تفعل ذلك دون أن تكون محمية من القوى الكبرى؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف نجبر هذه القوى على وقف دعمها للتنظيمات الإرهابية فى أراضينا؟ هذا هو السؤال كما قال شكسبير.
نقلا عن اليوم السابع
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع