الحياة حلوة .. للي يفهمها
مقالات مختارة | بقلم: بولا وجيه
٣٢:
٠٣
م +02:00 EET
الخميس ١ مارس ٢٠١٨
عارف أن أوقات كتيرة بتبص للدنيا والحاجات من حواليك بنظرة واحدة أو بطريقة معينة وبتبقى معتقد أن الطريقة دي هي الطريقة الصح للحكم على الأشياء؟
مش بس كده!، لا ده أنت كمان بتتعامل مع الحاجة دي بحكمك ده، على أساس أنه حقيقة مؤكدة لا تقبل الشك أو النقد أو أي حاجة أصلاً!
طب أنت عارف أن ده غلط؟!
بجد متعرفش؟، لو متعرفش فده شيء كويس، لكن لو تعرف فدي مصيبة كبيرة 😀
خليني بس الأول خليني أقولك ازاي الحكم على الأحداث أو الأشياء من حواليك هو اللي بيتحكم فيك وفي حياتك
تخيل معايا موقفين وشوف رد فعل الطفلين في كل موقف من دول
الأول طفل راكب جنب والده والعربية زي ما بيقولوا كده "خيشت" على كوبري أكتوبر ساعة ظهر، وعارف أن ده خيال علمي لأن الكوبري بيبقى واقف بس عديها
الأب قاعد بيندب حظه على "الحادثة" والعربية اللي اتفشفشت وهتاخد اللي وراه واللي قدامه علشان تتصلح، لكن ابنه جنبه قاعد مزقطط وبيقول له الله يا بابا، شكراً أنك مودتنيش الملاهي ولكن بسطتني باللي حصل وبيقولها وهو مبتسم
الموقف التاني، طفل والده شغال طيار ومرة واحدة وهو معاه في الطيارة في الجو الطاقم قال برجاء ربط الاحزمة واخذ الحذر لأن هناك مشكلة في أحد محركات الطائرة
طبعاً كله في الطيارة مرعوب وخلاص قرب يغرق كرسيه، ده لو مكانش اتغرق يعني وشموا الريحة
ماعدا الطفل ده قاعد مرتاح ومش خايف!، فاللي قاعد جنبه قال له أنت ازاي مش خايف؟!، قال له: "أخاف ازاي وبابا هو اللي بيسوق؟!"
عارف إيه اللي خلي كل طفل من الطفلين دول يبقوا بالحالة دي؟!
خليني أقولك وببساطة متناهية
الطفل الأول حكم على الموقف كله أن بابا بيلعب علشان يفرحه، والطفل التاني عارف أن باباه مش هيسيبه يحصل له حاجة.
طب أنت متخيل أنك أنت ساعات بتفسد عليك دنيتك بحكمك على الحاجات والمواقف ساعات غلط او حكم قاسي؟!
مش مصدق؟!، خليني اسالك كام مرة خوفت تنفذ فكرة في دماغك مثلاً خوفاً من انها تفشل أو شايفها لعب عيال؟!، كتير، كتير جداً كمان، صح؟؟
تخيل كده تحكم على الحاجات من اول مرة او تشوف الحاجة من منظور فقط أن الدنيا سودة وجاية عليك وحاجة كده "ماسك لي في نغمة الحرمان" خالص يعني.
في علم البرمجة اللغوية العصبية، فيه استراتيجية من استراتيجيات العلم ده -حلوة استراتيجية دي لا عجبتني :D- بتقول لك أن الخريطة مش هي المكان، يعني باختصار رؤيتك للحياة مش هي الحياة، دي نظرتك أنت للحياة
لو عايز تغير حياتك، غير فكرك الأول
نقلا عن فكر تانى