الأقباط متحدون - قالوا إيه .... علينا دولا ....قالوا إيه ..!
  • ٢٣:٣٠
  • الثلاثاء , ٢٧ فبراير ٢٠١٨
English version

قالوا إيه .... علينا دولا ....قالوا إيه ..!

نبيل المقدس

مساحة رأي

٠١: ٠٧ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠١٨

صوره_أرشيفية
صوره_أرشيفية

  نبيل المقدس

أحاول أن أعيش حاليا في أجواء حروب اواخر الستينات حتي أوائل السبعينات علي حس الحرب التي تدور الأن بين أولادنا وهؤلاء الإرهابيين الذين إتخذوا أرض الفيروس مكانا لهم .. ونقطة مركزية لإنطلاقهم لإتمام عملياتهم الجبانة ضد جيشنا ورجال الأمن والشعب المصري . تذكرت انه بعد إعلان الهجوم بالطيران بساعتين علي مراكز وجود القوات الإسرائيلية في سيناء , وبعد أول عبور بحري لقناة السويس لها من اولادنا البواسل  ,وفي وسط نشوة وفرحتنا بخبر العبور إذ تخرج الإذاعات المصرية بنشيد أكثر من ممتاز ينشده مجموعة من مطربي كلية التربية الموسيقية وهو نشيد " رايحين شايلين في إيدينا سلاح" ,للملحن المايسترو العظيم وقتها علي إسماعيل , ومن أشعار الكاتبة نبيلة قنديل .. كان هذا النشيد الرائد في بذوغ كمية من الأناشيد الوطنية منها نشيد انشدته السيدة شهر زاد ولحن الموسيقار عبد العظيم محمد , وتأليف الأديبة والصحفية الشابة في وقتها عليا الحجار "سمينا وعبرنا   . 

        استطاع الفن في هذه الفترة أن يبلور الإحساس الوطني في قلوب ووجدان  المصريين من خلال أغاني النصر التي جسدت الملحمة الوطنية في حرب أكتوبر المجيدة، وفي الذكرى السنوية لتلك الحرب التي استطاعت القوات المسلحة أن تسترد من خلالها سيناء، تلك القطعة الغالية من أرض مصر الحبيبة، تنتشر الأغاني الوطنية والإناشيد الحماسية فتصغو إليها الأسماع في حالة من الحس الوطني العميق الذي يشعل فينا جذوة الحماس والتضحية والفداء، وتستنفر ما فيها من مكنون القوى ومذخور الطاقة من أجل الزود عن أرضنا ضد كل محتل أو أي عدوان خارجي يستهدف البلاد. 
 
       لكن للأسف منذ إعلان الجيش بدء عمليات تطهير سيناء من عناصر الإرهاب , بإستخدام جميع أنواع الأسلحة المتاحة , وبعد البيان الأول الذي أذاعه من قبل المتكلم الرسمي للمؤسسة العسكرية .. توقعت أن تنطلق الأناشيد والإغاني التي تشعل حماسنا ويزيد من تفاعلنا مع نتاج ما يتم عمله من عناصر جيشنا والتي هي تدل علي الكثير من إكتساب إنتصارات علي هؤلاء الأوغاد بالرغم أن حرب العصابات أصعب بكثير من الحروب المواجهة .. توقعت في وقتها سوف تندفع دماء الشعراء والملحنيين والفنانين ويخرجون لنا أناشيد حماسية , وخصوصا هذه المعركة هي معركة وجود .. إما ننتصر عليهم أو نموت من اجل حماية مصر من اغتصابها وخطفها من قبل من يتصفون بالتكفريين . 
 
اتذكر قي الأيام الأولي لمعركة العبور , إتملآت استوديهات ماسبيرو بمجموعات صناع الأغنية من كتاب وشعراء وملحنين وفنانين وفنانات , وكن يتنافسن علي إخراج الأناشيد القيمة والتي تجذب الشعب .. وفعلا ولا أنكر أن هذا الفن الرفيع كان له شأن عظيم في زيادة تمسك الشعب بعضهما ببعض ووقوفهم خلف الجيش .
 
وعلي ما أتذكر نزل الشعب بنفسه لكي يحمي الشوارع والشعب . ووقتها وجدنا معظم شباب هذه الفترة انضموا بما يُسمي الدفاع المدني . ولا أنسي أن خرجت علينا بعض الأفلام التي تحكي ملحمة العبور .. وقد أتت بمواضيع شيقة وواقعية تصور لنا بل جسمت لنا ما كان يجري من المعارك والقتال في أرض سيناء..ّ ! 
 
 أين نحن من هذه الأعمال الفنية .. قتال موجود علي حدودنا الداخلية ولم نسمع أي شيء مِنْ مَنْ يُقال عنهم فنانون .. نسمع عنهم فقط في حفلات الدول العربية .. وكثيرا  نسمع عن شرئط خاصة لهم تكسح السوق الداخلي والخارجي .. كنا نأمل من هؤلاء الفنانون أن ينتهجوا ما سار فيها أساتذتهم السابقين  .. كنا نأمل بعد صراع مع الإرهاب خمس سنوات أن نجد أغنية أو نشيد أو فيلم يحكي بطولات الشهداء الذين دفعوا دماءهم لكي نعيش نحن كمصريين في مآساة أهاليهم ونشعر بما هم يشعرونه نحو ذويهم الشهداء. كذلك لكي تحيا مصر مرفوعة الرأس دائما. 
 
لكن فجأة يخرج علينا شباب الجيش نفسه بأنشودة تكاملت فيها كل أركان الأغنية الحقيقية .. يرددونها شباب الصاعقة لإحدي المجموعات , ويقودهم شخص منهم بروح فيها صرخة مدوية يرسلها إلي  شعبه وكأنه يقول لهم .. أين أنتم يا إخوتي ؟.. نحن في أشد الإحتياج إلي فنكم الناعم المشجع .. 
 
   نحن لا ننسي هذه الملحمة القوية "  قالوا إيه علينا دولا ....  قالوا إيه ..! " التي انطلقت من جيشنا وكأنها طوفان يزيح الإرهاب من أمامه من أجل الشعب 
 بدون  موسيقي .. بدون دعاية  بدون غش وبدون كبرياء . وبقدر ما لديهم من قوة خشنة إلا انهم لم ينسوا بمصريتهم التي تتحلي بالرقة في الأحاسيس .
 
  تسلم الأيادي .....ياجيش للادي
     
 
  
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع