هل تتغير مشيئة الله
أوليفر
٣٨:
٠٦
م +03:00 EEST
الثلاثاء ٢٧ فبراير ٢٠١٨
Oliver كتبها
تكثر الأسئلة خصوصاً وقت يقف الإنسان عاجز قدام أزمات الحياة و تجاربها .تقف الأسئلة حائرة هل تتغير مشيئة الله لو طلبنا تغييرها؟ كيف يحاسبنا الله على أمور صنعتها مشيئته لنا؟ و أسئلة أخري تبدو مستقيمة و لكنها ليست أسئلة صحيحة.
لنعرف أن هناك ثلاثة موضوعات تختلط عند الكثيرين.إن تعلمناها نستطيع تصحيح أسئلتنا و نعرف إجاباتها.الأول هو مشيئة الله و الثاني هو سماح الله و الثالث هو علم الله.الكتاب سمي عدم معرفة الإنسان بهذه الأمور غباءاً أف 5: 17.
1- مشيئة الله: هى عنصر في طبيعة الله.فلا يمكن أن يوجد الله من غير إرادة.إرادة الله هي لأن الله قدوس فإرادته هي القداسة 1 تس4: 3 لأن الله صالح دائماً فمشيئته صالحة دائماً رو12: 2 لأن اله مفرح فإرادته مفرحة رو15: 32 لأن الله مخلص فإرادته مخلصة غل1: 4 و لأن الله يغضب من الخطية و يرفض الشر فقد تجسد و إحتمل الهوان من آنية كان يغضب من خطاياها حتي خلصها و حولها إلى آنية للمجد لإن الله ممجد رو9: 22.إذن إرادة الله تعبير واضح عن طبيعة الله و إنعكاس صادق لفكر الله و حيث أن الله لا يتبدل أو يتغير فإن مشيئته هكذا لا تتبدل أو تتغير بل تظل صالحة نقية بارة منذ الأزل و إلى الأبد لأنها شخصية الله له المجد بذاته.و حيث أن مشيئته دائماً للخلاص 1 تى 2: 4 لا يشاء أن يهلك أي إنسان 2 بط3: 9.في مشيئته يقسم لكل واحد ما يلزمه للخلاص 1 كو12: 11.في مشيئته يقيم الأموات و يحييهايو5: 21.في مشيئته يخلص ما قد هلك مت18: 11 - لو 19: 10. فإذا كانت هذه مشيئة الله فما الداع لنطلب تغييرها .تغير مشيئة الله هو تغيير الله نفسه و هذا مستحيل فالثبات في الطبيعة الإلهية أحد أهم صفات الألوهية.لذلك علمنا المسيح أن نصلي قائلين لتكن مشيئتك لأنه لا يوجد أحلي من مشيئة الله و لا غيرها أنسب للحياة علي الأرض و في السماء لهذا نطلب أن مشيئته كما هي تنساب بتلقائية في السماء أن تكون هكذا علي الأرض في حياتنا واضحة و في ضمائرنا صالحة و في إيماننا ثابتة لتحفظنا من كل مشيئة مضادة.أع26: 9.
مشيئة الله منطوقة و مكتوبة و متجسدة في كلامه و إنجيله و في كل أفعال و أقوال السيد المسيح الذى كان طعامه أن ينفذ مشيئة الآب و من ضمن مهام تجسده أن يعلمنا بوضوح مشيئة الآب لكي نتعرف علي مشيئة الثالوث يو4: 34.
2- سماح الله:الله وهب الناس حرية بها يختارون ما شاءوا.فإن كانت إختياراتهم تتفق مع مشيئة الله فهذه هي حياة القداسة و إذا كانت ضد مشيئة الله و وصاياه فهنا يسمح الله بأن نتصرف كيفما نشاء لأنه لا يسحب منا حريتنا.هنا سماح الله أي عدم تدخله ليحرمنا من حريتنا حتي لو إستخدمناها في الخطأ أو الخطية و في الوقت ذاته يعطنا بروحه القدوس تبكيت علي الخطية لنقوم و نتب يو 16: 8. و إن تبنا يفرح بنا و يفرحنا لو15: 7 و 10.و إن لم نتب تبقي هناك تأديبات تهدف إلى إفاقتنا أو عقوبات تدفعنا للإستغاثة بمراحم الله لو13: 3 و 5.إذن سماح الله هو الذى فيه التأديبات و العقوبات.هو الذى فيه حرية الصواب و الخطأ.و لو تأملنا المرات التي تراجع الله فيها عن أحكام أصدرها فسوف نجدها كلها مرتبطة بتأديبات أو عقوبات قدم فيها الخطاة صلاة و توبة هؤلاء جعلت الله يغير العقوبات لكنه نفسه لا يتغير.رأيناه يقبل تغيير عقوبة حرق سدوم و عمورة في حواره مع أبينا إبراهيم تك18. و نلاحظ أن أبراهيم هو الذى وضع شرط وجود عدد من الأبرار لم يجدهم في كل مرة لكي يصفح الرب عن سدوم.لكن من الحوار نفهم أن الله مستعد أن يغير عقوباته من أجل الأبرار.كذلك فعل مع أهل نينوي لما تابوا فصفح عنهم حتي إن يونان النبي تضجر من حنان الله و أخذ يجادله في تراجعه عن عقوبة أهل نينوي و يتخذ مراحم الله مبرراً لهروبه من كرازة نينوي قائلاً علمتانكالهرؤوفورحيمبطيءالغضبوكثيرالرحمةونادمعلىالشر.يونان4: 1.نادم علي الشر أي مستعد لتغيير العقوبة إذا تاب الإنسان عن شره.فمتي ندم الإنسان عن شره يشاركه الله فيندم عن عقوبته و ندم الله ليس بنفس معني ندم الإنسان لكنه يشاركنا توبتنا لأنه يدفعنا إليها و يشجعنا عليها و يصنعها بنا و فينا فالندم هنا هو الدور الإلهي في توبة الناس.إذن سماح الله و عقوباته مرتبطة بتصرفات البشر.فإن تابوا عاد فرحمهم و إن لم يتوبوا يهلكون.الأمر متوقف علينا في سماح الله لكنه متوقف علي الله حين نتكلم عن مشيئته.السماح غير المشيئة.فالله يسمح بما هو ضد مشيئته كما سمح للإبن الضال أن يأخذ ما ليس من حقه و يبدده في كورة بعيدة.كان لدي أبيه ألف ألف مبرر لرفض طلب الإبن الصغير لكنها الحرية.سلوك الإبن الضال كان ضد مشيئة أبيه الصالح لكنه بسماح منه.لو15.عودة الإبن الضال كان مع مشيئة أبيه الصالح لذلك ركض إليه و قبله فرحاً .لو15: 32.
- هنا يمكن أن نصلي و نطلب تغيير التأديبات و العقوبات و نقدم توبة. لأجل هذا نصوم و نصلي.هنا يصلح أن نتغير فتتغير التأديبات.نرجع إلى الرب فيرجع إلينا و يندم علي الشر أي علي العقوبات يوئيل 2 : 13.زكريا9: 12.هنا نصلي لأجل المنتقلين عن السهوات و الخطايا المستترة التي لم يعرفوها لكي يتوبوا عنها.هنا الصلاة لأجل بعضنا البعض يع5: 16.حيث شركة المحبة في المسيح لا تنمح بالموت أف6: 18و كصلاة بولس الرسول لأجل المنتقل أنسيفوروس ليجد رحمة قدام الله 2تى 1: 16. الصلاة لأجل المنتقلين لا تفيد الجميع بل فقط الذين لهم سهوات و خطايا مستترة لكن لأننا لسنا نحن الذى نفرز من يستفيدوا ممن لا يستفيدوا فإننا نصلي لأجل المنتقلين جميعها و مشيئة الله تحدد من سيرحم و من لا يرحم رو9: 18.هذا التغيير كله يتم تحت عنوان جميل تم بالمسيح تصليه الكنيسة في القداس الإغريغوري ( انت الذى حولت لي العقوبة خلاصاً) .بالمسيح تتبدل العقوبات لأن حكم الموت تم سداده بموت المسيح فصار المسيح وسيطاً لنا قدام الآب و بكفارة المسيح تتغير كل الأحكام التي تجلبها علينا خطايانا.
3- علم الله: نعم الله يعلم كل شيء.فالوجود كله لا يغيب عن عينيه.لا يوجد ماضى و لا مستقبل قدام الله بل الكل قدامه حاضر.و عبارة يعقوب الرسول أن الله ليس عنده ظل دوران تعني أن لا شيء يمضي من قدام عينيه فيصير ملمحه كالظل أو يتلاشي يع1: 17.علم الله لا يعني أنه يفرض ما يعلمه علينا.فعلم الله لا يسحب حرية الإنسان.لكنه يعلم ما سيفعله الإنسان بحريته و يعينه علي الرجوع و التمسك بالمسيح.فلا يعني أن الله يعلم شيئاً أنه يفرضه علينا لننفذه.فهو يعلم أننا سنعصاه و يشاء أن نخلص و يرسل روحه فيبكت و يعلم و يرشد فهو لا يقف ساكتاً قدام خطايانا بل يقف مخلصاً لنا من خطايانا.لأنه يحبنا أكثر من نفسه.فلا يتحجج إنسان أن الله عارف بكل شيء كأن ذلك عذر للخطية بل يستخدم معرفة الله لصالحه كما فعل بطرس حين قال أنت تعلم يا رب أنا أخطأت و جدفت و سببت و لعنت و أنكرتك أنت تعلم كل هذا و تعلم ايضاً أنني أحبك.فغفر له المسيح خطاياه و صدق منه محبته و اعاده لرتبته كتلميذ.لنأخذ علم الله مصدراً لعلمنا.و سبباً لخلاصنا.فهو العارف بضعف البشر.العارف بتجاربنا .العارف بقوات العدو التي لا نعرفها نحن.علم الله هو لخلاصنا كما مشيئة الله.علم الله ينجينا مما لا نعلمه من الخفيات و الظاهرات.فلنمجد الذى لا يشاء موت الخطاة و يريد أن الجميع يخلصون الذين بعلمه السابق تجسد لأجل خلاصهم و مات.لنمجد الثالوث الذى طعامه هو خلاصنا و شرابه هو فرحنا و سلامه فينا و جماله علينا و نوره ينقينا لأنه إله حنان.