بقلم: ماريا ألفي إدوارد

قامت الثورة المصرية وكنت من أشد المؤيدين لها، أملاً في العيش بمجتمع متحضر وأن تعود مصر دولة حضارية رائدة مثلما كانت من قبل، ولكن بعد الثورة بشهور انتظرت لأجد أي بادرة من بوادر تبدأ تظهر في الأفق وللأسف لم أجد، فقلت لنفسي لا يمكن أن يحدث التغيير في شهور وبدأت أعطي لنفسي الأمل مجددًا، وبعدها وجدت حولي الكثير من المتشائمين حاولت أن أعطيهم بريق من الأمل في أن غدًا سيكون أفضل من اليوم وانه بالطبع كنتيجة لدماء الشهداء التي سالت على أرض مصر لن يضيع هدرًا، ولابد من حدوث تغيير.

 


ولكن ذات يوم ومع شدة وقسوة الأحداث المتلاحقة، جلست مع نفسي لأرصد ما فعلته الثورة لمصر، فوجدت الأتي:

1-الاعتداء على دير الأنبا "بيشوي".

2-هدم كنيسة صول، وتهجير قسري لمسيحي القرية.

3-خروج رموز الجماعات السلفية بأفكارهم التكفيرية.

4-تجميد عمل محافظ قنا لكونه قبطي.

5-انفلات وغياب امني أدى إلى انتشار البلطجية وقطاع الطرق.

6-أحداث "أبو قرقاص"، وتخريب والهجوم على بعض الكنائس.

7-تراجع واضح في مجال السياحة.


8-تراجع في الاقتصاد المصري.

9-أحداث إمبابة الأخيرة.

10-الاعتداء على معتصمي ماسبيرو بإطلاق رصاص حي عليهم.

11-ظهور شماعة جديد لكل المشاكل، وهي شماعة فلول الحزب الوطني.

12-اختزال الهموم والمشاكل المصرية في قضية "كاميليا" و"عبير".

 


ونتيجة لكل هذا اشعر بالأسف وأنا أقول إن الأمل بات ضعيفًا جدًا بل بات أن يختفي في أن غدًا أفضل من اليوم، فمتى جاء يوم جديد أظل مراقبه الأحداث منتظرة جريمة معينة "حرق كنيسة مثلاً، اعتداء على معتصمين مسالمين"، وهذا أصبح العادي حاليًا، وعندما نزلت إلى الشارع في يوم من الأيام شعرت باني لم أعود إلى منزلي ثانية .

 


فالثورة المصرية أسقطت نظام ورئيس، ولكنها لم تسقط ثقافة عدم قبول الآخر ترسخت بداخلنا بسبب نظام تعليم سيء، بل تعدت من مجرد إلى عدم قبول الآخر إلى اتهامه بالكفر لمجرد الخلاف في المعتقد أو الدين.

واعتقد انه لا حل للمشاكل التي نعانيها حاليًا إلا بإصلاح التعليم، وان يقتنع المصريين جميعًا بفكرة "الدين لله والوطن للجميع"، وأتمنى أن ينظر الجميع ويلتف حول ما يجمع وليس ما يفرق، ينظروا إلى همومنا الواحدة التي نعانيها كمصريين ككل، فالمجتمع لا يحتمل كل هذه الخلافات.