الأقباط متحدون - وثائق توضح موقف القادة الإسرائيليين من كلمة السادات أمام الكنيست
  • ٠٧:٥١
  • الأحد , ٢٥ فبراير ٢٠١٨
English version

وثائق توضح موقف القادة الإسرائيليين من كلمة السادات أمام الكنيست

٥٠: ٠١ م +02:00 EET

الأحد ٢٥ فبراير ٢٠١٨

السادات
السادات

 بعد مرور أربعين عامًا على زيارة الرئيس السابق محمد أنور السادات التاريخية للقدس المحتلة في نوفمبر 1977، كشف الأرشيف العسكري الإسرائيلي عن وثائق لمحضر الاجتماع الذي عقده القادة الإسرائيليين عقب إلقاء السادات لكلمته أمام الكنيست الإسرائيلي، والذي احتفظ به أحد كبار الضباط في ذلك الوقت.

 
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن محضر الجلسة الذي كُشف عنه اليوم الأحد، أظهر وجود تباين كبير في أراء قيادات الجيش الإسرائيلي حول جدّية نوايا الرئيس المصري بشأن عملية السلام، بالنظر إلى موقفه من القضية الفلسطينية التي طرحها السادات على طاولة المفاوضات.
 
وألقى السادات في 20 نوفمبر 1977 كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي، وتحدث فيها عن قراره في "الذهاب إلى أرض الخصم ونحن لا نزال في حالة حرب"، وعن رغبته في إنهاء حالة العداء والشك الذي أدى إلى انقسام المصريين والإسرائيليين.
 
*تساؤلات وشكوك*
ويكشف محضر الجلسة أنه بعد يومين من خطاب السادات، لم تكن كل القيادات العسكرية الإسرائيلية متفائلة بشأن عملية السلام مع مصر، لاسيما وأن كلمة الرئيس المصري وحديثه عن عملية السلام تأتي بعد 4 سنوات فقط من حرب أكتوبر، كما شكك بعض القيادات العسكرية الذين شاركوا في الحرب في نوايا الرئيس المصري.
 
وبحسب الوثائق، فإن مردخاي غور، الذي شغل منصب رئيس الأركان العام في الجيش الإسرائيلي بين عامي 1974 و1978، أخذ موقف مليء بالشك، وأوضح أنه تلقى تعليمات من وزارة الدفاع لإعداد امدادات خاصة بالحرب.
 
وشكك اللواء العسكري هرتزل شافير، رئيس القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، في موقف الرئيس السادات، وكان سؤاله الأول للقادة العسكريين في الاجتماع :"كيف سنعرف ماذا يريد السادات تحقيقه فعلا؟"، وتابع: "ببساطة.. لا يمكن أن نعرف شيء".
 
 
*تفهم وتحذير*
من جهة أخرى، أظهر اللواء أفيجدور بن جال تفهما كبيرا للزيارة التاريخية، والتي مهدت الطريق إلى توقيع معاهدة سلام بين البلدين، وقال، بحسب الوثائق، "إن مجيء الرئيس المصري إلى إسرائيل وإلقائه كلمة أمام الكنيسىت الإسرائيلي يعد طفرة تاريخية".
 
وتابع: "أنها ليست خطوة دعائية، لأن الأمر عندما يتعلق بشخصية الرئيس المصري السياسية المعقدة، فهي إذا خطوة حقيقية وصادقة".
 
واعتبر بن جال الانقسام الذي حدث في الكنيست الإسرائيلي بعد كلمة السادات يُعبر عن نقص كبير في الاستيعاب والمرونة، والعجز عن فهم مدى ضخامة وأهمية الفرصة التي وقعت في أيدي السياسيين في بلاده، بزيارة الرئيس المصري إلى الأراضي الإسرائيلية.
 
واتفق معه، بحسب الوثائق، اللواء شلومو جازيت، المدير السابق لشعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلى "أمان"، وانتقد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحم بيجن، واعتبره أكثر خطورة من كلمة السادات. وأكد على ضرورة التوصل إلى حل لإنهاء المشكلة الفلسطينية.
 
*حالة تفاؤل*
وسيطرت حالة التفاؤل على رفائيل إيتان، قائد الجيش الإسرائيلي الأسبق، والذي قال إن حالة التباين والاختلاف في الآراء بين الجانبين طبيعة، ووصف عملية المفاوضات التي تجرى بين قادة بلاده بغير العادية.
 
واعتبر إيتان زيارة السادات لإسرائيل انجازًا كبيرًا، وقال إنها "ستقود لأول مرة إلى مفاوضات مباشرة والتي كنا نسعى إليها ونضغط من أجل تحقيقها منذ سنوات طويلة".
 
ورجح القائد الإسرائيلي السابق أن الرئيس المصري قد يكون قدوة لغيره من القادة العرب الآحرين، وقال: "إذا كان القادة والحكام العرب الآخرون يفكرون بالمنطق، فسيأتي أحدهم إلى هنا كل شهر، وفي نهاية المطاف ستحقق الدول العربية مكاسب كبيرة".
الكلمات المتعلقة