عماد أديب: منطقة شرق المتوسط عائمة على أكبر احتياطي غاز وتركيا وإيران يشكلان خطر حقيقي

قال الكاتب والإعلامي عماد الدين أديب، أن المواطن العربي يعاني من مشكلة الانكفاء على الذات، وهو محقوق في ذلك، لكن من أهم درجات الوعي لدى المواطن قدرته على الربط بين الوضع الداخلي والإقليمي والوضع الدولي، فنحن نعيش في عالم كل الأمور تؤثر في بعضها البعض بشكل أكبر مما يتخيله الكثيرين.

 

وأضاف موجهًا التحية لأبطال الجيش المصري في سيناء، قائلاً: "في خضم هذه الأحداث أحب أن أحيي ناس بيحاربوا في صمت في سيناء، لازم نتوجه ليهم بالتحية ولازم ياخدوا حقهم، لما يكون في دماء شهداء وجرحى ومصابين تسيل لأجل الدفاع عن الشعب وأن يكون المواطن آمن، يبقى لازم لا نغفل حقهم ونوجه ليهم التحية".
 

وتحدث خلال لقاءه مع الإعلامي عمرو أديب، ببرنامج "كل يوم"، عبر فضائية ON E، عن البلبلة التي أثارتها السوشيال ميديا حول جاكيت الرئيس، أن العالم ينتقل من حروب الجيل الرابع، إلى حروب الجيل الخامس، والتي لا تعتمد على مواجهة على الأرض بين الجيوش النظامية، ولكنها تعتمد على ضرب قيمة قوة الجيوش النظامية، من خلال عدو افتراضي لا عنوان له، وتحويل المليشيات على أنها قوة قادرة على احتلال الأراضي، وتبسط سيطرتها على قطعة من الأرض فتفتت فكرة الدولة الوطنية.

 

وأشار أديب، إلى أن هذه الحروب تعتمد على الإنترنت، وجزء منها قائم على تفكيك المجتمع بحرب من الشائعات التي تفقد الشعب الثقة في الدولة.

واستنكر الحديث عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، والجاكيت، قائلاً: "حروب الجيل الخامس تستهدف تشويه صورة الرئيس وقيادات القوات المسلحة وإضعاف ثقة الشعب بهم".
 

وكشف عماد الدين أديب، موقفًا للرئيس عبد الفتاح السيسي عندما تفاوض على شراء حفارات لحفر أنفاق قناة السويس، موضحًا أن السيسي عندما تحدث مع الشركات المصرية وجد أن السعر باهظ للغاية، فأخبروه بأن الشركات في حاجة إلى حفارات من أجل إتمام الأنفاق، وأسعاره عالية.
 

وأضاف أديب: "السيسي قالهم خلاص الحفارات اللي بنحفر بيها أنفاق المترو نستخدمها في أنفاق قناة السويس، قالوله لا الحفارات دي مش ملكنا دي إحنا بنأجرها من الخارج".
 

وتابع: "اجتمع السيسي مع مندوب الشركة الألمانية بتاع الحفارات، ومعروف إن السيسي مفاوض جيد جدًا، وشرس فيما يخص مسألة الأموال، قاله الحفار بـ68 مليون يورو، والسيسي وصل معاه في النهاية لـ45 مليون يورو".
 

مستطردًا، "جه يقوم، السيسي قاله رايح فين لازم تسيب حاجة لمصر، فراح قلل المبلغ شوية كمان، جه يقوم قاله رايح فين لازم تدرب الناس على نفقه الشركة الألمانية ويبقى تدريب عملي مش نظري، قاله تكاليفها كبيرة، السيسي قاله لا التكاليف دي عليكم انتم، وهو ماشي قاله رايح فين إحنا هنشتري أربع حفارات فلازم نقلل الأسعار تاني".
 

وشدد أديب بقوله، الرئيس السيسي مفاوض شرس، ويدرك أننا لا نملك رفاهية الوقت.
 

كشف الإعلامي عماد الدين أديب، أطماع تركيا في المنطقة وعلى رأس هذه الأطماع هو الحصول على جزء من غاز البحر المتوسط، لأن المياه الاقتصادية التركية ليس بها متر غاز واحد.
 

مضيفًا، تركيا كانت تريد مد خط غاز قطري من خلال سوريا إليها، ولكن بشار الأسد رفض ذلك، ولذلك يعاقبون الدولة السورية.

 

كما أن تركيا أرادت الحصول على الغاز الإسرائيلي لمدة 16 عامًا، ولكن مصر أخذت الغاز، إلى جانب الحقوق المصرية المكتشفة، وهذا كان ضربة موجهة إلى تركيا، التي كانت تريد الغاز، وأن تكون هي المعبر لأوروبا.
 

وحذر أديب بأن المنطقة العربية ستشهد العديد من الحروب التي لا تقوم على الخلاف الحدودي أو التوسع ولكنها حروب تستهدف السيطرة على الموارد والثروات الطبيعية وعلى رأسها الغاز الطبيعي.
 

مشددًا بقوله، أن صراع غاز بين دول شرق المتوسط بات علنيًا، بجانب صراع على ممرات العبور على باب المندب، مشيرًا إلى المنطقة ينظر إليها بالعديد من المشروعات الخارجية منها المشروعات الدولية أمريكي روسي صيني، بجانب المشروع الإسرائيلي الصهيوني، والمشروع التركي العثماني، والمشروع الإيراني فارسي المذهب.
 

وأن جميع تحركات شبكة القوى التي تحركها إيران تعد من أخطر ما يحاك بالدول العربية وفي مقدمتها مصر، خاصة أن تلك المشروعات الإيرانية تشكل خطرًا وجوديًا للدولة المصرية، إن لم يكن الآن ولكن على المدى البعيد ستصطدم بالمصالح المصرية.
 

وأكد أديب أنه حتى الآن لا يوجد مشروع عربي لمواجهات سياسات إسرائيل، تركيا، إيران. 
 

وتابع أديب، أنه بالدراسات والأبحاث الأخيرة تبين أن كل منطقة شرق المتوسط عائمة على بحيرة كبيرة من الغاز، حتى أنه أعلن في عام 2010 بمسح جيولوجي لسفينة أمريكية بمساعدة تركية أن منطقة شرق المتوسط بها أكبر احتياطي للغاز في العالم، وتسابقت 9 شركات على غاز المنطقة، لدول تتدافع على أن يكون لها اليد والسيطرة على هذه الحقول ومخرجاتها.
 

مشددًا أن مصر محاطة بظروف غير تقليدية في مجموعة صراعات بعناصر جديدة، منها صراع الغاز وصراع المياه، مما يضع ضغوط إضافية على الوضع بالمنطقة وعلى قرارات صانع القرار بمصر.
 

وأكد أديب أن الصراع الدائر بسوريا، هو صراع على البترول المتواجد بها والغاز، وليس كما يروج البعض أنه إذ فجأة اكتشف السوريون أن النظام الحالي نظام مستبد وأن المعارضة تسلحت لأنها تريد الحرية.
 

لافتًا إلى أن الاحتياطي السوري في الغاز والنفط بمناطق تدمر وقارة وساحل طرسوس وبانياس هو الأكبر في الشرق الأوسط، وعليه حين تزيد الأهمية الإستراتيجية ببلد يزيد الصراع عليها.
 

مشددًا، من هنا انتبهوا يا مصريين، ظهور الغاز في مصر، وأن تصبح مصر مركز إقليمي لتصنيع وتسييل الغاز بالمنطقة، يضيف قيمة إستراتيجية متعاظمة فوق نهر النيل وقناة السويس والبحرين الأبيض والأحمر والمضايق، وعليه سيزداد الإصرار على إسقاط سلطة الدولة الوطنية في مصر، حتى يتم السيطرة عليها.

 

وأكد على أنه في ظل وجود حكم مصري قوى باتخاذ قراراته واحترامه وفرضه لسيادته الكاملة على أراضيه، دون الانصياع لقرارات من الشرق أو الغرب والتعامل بمبدأ المصالح المتبادلة مع كافة الدول، فهنا تكمن خطورة مصر على الصعيد الدولي حاليًا.
 

وشدد أديب على أن قناة السويس الجديدة رفعت من قيمة منطقة القناة، حيث سيتم إنشاء مناطق صناعية على جانب القناتين مما سيزيد الدخل، مستنكرًا من تشككوا في قيمة وجدوى هذه القناة.
 

بالإضافة إلى إنشاء المنطقة الصناعية الحرة على جانبيها، لجعل الدولة مركزًا لوجيستيًا لإدارة وتدفق البضائع والطاقة والعديد من الموارد والخدمات الأخرى.
 

وأوضح أديب، إنه يجب على الدولة المصرية استيعاب بعض النقاط المهمة لحماية ثرواتها من أطماع العدو، وذلك بتقوية وتماسك كل عناصر القوة المصرية، بالإضافة إلى تدعيم العلاقات المصرية مع "الإمارات والسعودية".
 

وأكد أن العلاقات المصرية مع الإمارات والسعودية تمثل دعمًا لكافة الأطراف في مواجهة أطماع العدو.
 

مشددًا، أنه لا بد من التعامل بحكمة مع ملف حوض النيل واستيعاب وفهم التحركات الإسرائيلية الخفية تجاه المصالح المصرية في الخارج.
 

وطلب الإعلامي عماد أديب، من قوى المعارضة، الصوم عن سب الدولة في الفترة التي توجد بها العمليات العسكرية في سيناء، قائلاً: "يا أخي صوم كأنك في رمضان".

 

وتابع، عندما يكون أبناؤنا في مسرح القتال، لابد وأن نكف عن المهاجمة ونقف بجانبهم؛ لأن هناك دماء طاهرة تسال ويجب علينا أن نكون خلف هذه الدماء.
 

وأعرب عن اندهاشه من الأشخاص الذين ينتقدون الدولة في مثل هذه الظروف، معلقًا "عارضوا زى ما انتوا عايزين ولكن لا تتخلوا عن مصر".