الأقباط متحدون - موسى والأبرص أمام المسيح!!
  • ٠١:١٦
  • السبت , ٢٤ فبراير ٢٠١٨
English version

موسى والأبرص أمام المسيح!!

أندرو اشعياء

مساحة رأي

٢٥: ٠٧ م +02:00 EET

السبت ٢٤ فبراير ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

بقلم: أندرو أشعياء
لقد أشرق المسيح ببهائه على اليهوديه؛ ولكن لقساوة قلوبهم، وتجبر ضمائرهم لم يقبلوه؛ بل تذمروا على أفعاله لما كان ينحني ليُطببّ المجروجين والمتألمين. مشى بين الناس وديعًا لينير بحنوه دروبهم فقابلته قلوبهم بغلاظة وجهل!. البحر العظيم الذي ذاب كل مرض بين أمواجه لم يدعوه ينير أفكارهم! .. لو تركوا أنفسهم له لأدركوا كيف أشرق كالشمس، وبتواضعه إستنار العالم، وهربت الأمراض كالظلال من أشعته.. الصمّ قابلوه فنالوا منه السمع بطريقة غير إعتياديه!. العميان لما تحسسوه بإيمان أعطاهم نورًا ليروا، وجفف بحنوه الظلمة التي سادت داخلهم!. كلمته العجيبه تسللت من فمه الطاهر بخفيةٍ وأعطت للأخرس والألثغ أن يتكلما!.. لقد صار - تجلى إسمه - خزينة تعطي كل من إقترب منها إحتياجه.. أعطى المشلولين مشيًا، والمرضى قوة، والمتضايقون سلامًا. الجياع أشبعهم والموتى أقامهم؛ حتى الغفران لم يحجبه عن بعضهم! ..

من بين هذه الأمور العجيبة سمعتُ أنا به وإشتهيت أن اُلقي بمرضي في بحر تحننه ليشفيه؛ ولكن شريعة موسى كانت تقتضي على الأبرص أن يُحجب عن الشعب خارج المحلة، ورأسه يكون مكشوفًا علامة الخزي، ويغطي فمه ويُدعى نجسًا (لا 13 ، عد 12 ، 2مل 5) .. ولهذا كنت أشتاق بآنين أن أنزل اليه حيث مكانه ولكنني كنت أخشى بالأكثر قساوة الكتبة والفريسيين لئلا يحسبونني معاندًا ومخالفًا للناموس والأنبياء!..

خبر توافد المرضى نحوه كان قد ورد الئ؛ فأخذتني الحماسة والتجاسر أن أسرع نحوه حتى ولو في خفاءًا.. عرفت بعد حينًا أن نيقوديموس ايضًا تسلل اليه في ليلةٍ وجلس معه ليستنير!.. معركة نزولي نحوه خاضت داخلي بغليانٍ كثير كلما سمعت عن أخباره؛ إذ كيف أطعم الجوعى وأزال كل مرضٍ؛ حتى أن  بكلمة فاه سكنت الأمواج، وهدأت العواصف.. فكرت بالأكثر إذ هو متسلطاً هكذا على الكل فحتمًا ايضًا سيكون له سلطان على كلمته وناموس موسى! وإن أسرعت نحوه سيرتقي بإعجوبة بناموس موسي ويشفيني! ..

لقد وقف الإيمان داخلي كقاضي ومشيرًا صالحًا، وبحكمته نصحني ماذا أفعل! .. إن تزاحمت نحوه دنسًا فحتمًا سينال هذا الداء المرفوض شفاءًا؛ لهذا تنحي يا نفسي نحوه بثبات وخذي الإيمان ترس،وجسي الأعماق في هدوء فيهبك عطايا من خزائنه..

أسرعت نحوه بالفعل، وفي طريقي فكرت بآنين وخوف فيما أنا فاعله! وهمهمتُ سرًا: "بماذا أخطأت أنا ضد موسي حتى يحكم علئ بالطرد؟! ربي.. أريد أن اُحاكم مع موسى قدامك لانه أبعدني عن الشعب بسلطةٍ وليس بعداله! ربي.. أنت جذبتني نحوك الآن ولهذا فليدخل قضائي وقضاء موسى قدامك واُحكم بجلالك عليهما! .. ألا يكفيني الوجع الذي اجتاحني بسبب وحدتي بعيدًا هكذا؟! ..ربي أنا في نظرهم كالدنس، وكل من اقترب مني تدنس! فما ذنبي أنا في هذا؟! لقد أمروني أن أبسط غطاءًا على شفتي وكأن الهواء يتدنس من عباراتي ايضًا.. ربي لو رآني الكهنة وشيوخ الشعب هكذا سيرجمونني؛ لهذا إبسط حنانك علئ سريعًا" ..

الأفكار قاذفتني كالموج، وراودتني أخبار مريم أخت موسى ونعمان السرياني وجيحزي وقصتهم مع البرص! ولكن الايمان دفعني بشوقٍ وأصر أن أتماثل امامه؛ فسريعًا إقتربت من الجمع، وربما نظروني الكتبة ولكن لسمو تعاليمه وبهاء منظره إمتلكهم الصمت إتجاهي لحين أن يروا هل ستتم الأيه؟! تغلغلت مشاعري بالأكثر داخلي وكلما إقتربت منه شرعت بطوفان حب يخرج منه نحوي ولهذا كشفت عن فمي مُسرعًا لأطلب بآنين: " ياسيد، إن شئت فأنت تقدر أن تطهرني" وسريعًا أيضًا تدفقت خزائن العطف نحوي ومد يده وطهر جسدي! .. مده يده ولمسني ليُثبت أنه ليس أسير الناموس، ولا يخشى العدوى! ثم قال لي بنبرةَ اهتز فيها كياني: "أريد فاطهر" .. "ولاجل تكريم الناموس أيضًا نصحني بأن أتبع ما هو مألوف وأذهب ليراني الكهنة!" (العلامة ترتليان) .. 

لقد أراد بمسرته ومحبته أن يطهرني وقد كان.. وأراد أيضًا أن ينزع عنهم خشاوة قلوبهم ولكنهم رفضوا! .. لقد برصت نفوسهم ولم يقدروا أن يشفوها!؛ بل ولم يفهموا أنه جاء لا لينقض الناموس بل ليكمل .. ربي: " باهتمام صلاحك طاطأت السموات ونزلت إلينا. كمثال طبيب حقيقي ومشف داويت جميع أمراضنا" (ابصالية الأثنين) .

تعالوا يا ذوي الألباب يا أولى العقول والأفهام .. انظروا أمرًا كُلي الأعجاب.. ملكًا قدوسًا يشفي النفوس.. أيها الكلمة الأزلي المرهوب مع الآب والروح القدس .. يا من تجسد بسرٍ محجوب، وأعاد جنسنا الي الفرودس.. إرع بيمينك غير المغلوب شعبك أيها القدوس .. المجد لك يا رب الصباؤوت. (مديح باكر لعيد الميلاد) ..

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد