أفضل من تزيين المساجد
مقالات مختارة | بقلم:عمرو جاد
الخميس ٢٢ فبراير ٢٠١٨
يحتاج المسلمون فى هذا العصر لتأويلات أكثر انضباطا وتدقيقًا للآية الكريمة رقم 18 من سورة التوبة، لأن هناك فئة فى مجتمعنا تستغلها لجمع أموال الناس وإنفاقها على البناء بالطوب والأسمنت ويتجاهلون حالة الانهدام الفكرى والعلمى وحتى الدينى بين عموم المسلمين، وهؤلاء الذين يتبرعون بأموالهم عملًا بقوله تعالى: «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ»، ربما لا يعرفون بقية الآية وسياقها حيث يتحدث هذا الجزء من التنزيل عن العلاقة بين الإيمان وعمارة المساجد بأداء الصلوات والاقتناع بالشريعة الغراء، وينفى صفة المساواة بين عمارة البيت وسقاية الحاج وبين الجهاد والعمل الصالح، وأيهما العمل الأنفع للمسلمين: تجديد مساجد موجودة بالفعل وبناء أخرى على الأراضى الزراعية، أم رعاية أيتام المسلمين وتسليحهم بالعلم وتزويجهم؟.. يحتاج المسلمون اليوم لإعمار العقول التى حل بها الخراب والعزائم التى سكنها الوهن، أكثر من حاجتهم لجمع تبرعات لمساجد لا تجد المصلين.
نقلا عن اليوم السابع